بين الترحيب والحذر.. يمنيون ينتظرون مخرجات مفاوضات الرياض بين السعودية والحوثيين
- رصد خاص السبت, 16 سبتمبر, 2023 - 06:53 مساءً
بين الترحيب والحذر.. يمنيون ينتظرون مخرجات مفاوضات الرياض بين السعودية والحوثيين

[ وفدا السعودية وعمان مع جماعة الحوثي بصنعاء - ارشيفية ]

بحالة ترقب وحذر ينتظر اليمنيون، مخرجات المفاوضات الجارية في العاصمة السعودية الرياض بين الجانب السعودي وجماعة الحوثي ضمن الوساطة العمانية.

 

والخميس وصل وفد عماني إلى صنعاء حيث اجتمع مع قيادات جماعة الحوثي قبل أن يصحبه على متن طائرة عمانية مساء اليوم ذاته باتجاه الرياض.

 

جاءت الزيارة العلنية الأولى لجماعة الحوثي إلى السعودية بناء لدعوة من الرياض لاستكمال النقاشات واللقاءات، والتي تتوسط فيها مسقط، إذ كان آخر لقاء بين الأطراف المعنية في أبريل/نيسان في سلطنة عمان.

 

وفي وقت سابق اليوم كشفت مصادر دبلوماسية عن ترتيبات تجريها السعودية لتوقيع اتفاق برعايتها بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

 

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، عن المصادر قولها إن الرياض بدأت بإجراء ترتيباتها، منذ أيام، لحفل توقيع إنهاء حالة الحرب في اليمن بشكل رسمي.

 

بحسب المصادر فإن مراسيم التوقيع ستكون بين المجلس الرئاسي" وجماعة الحوثي عبر وفدها المتواجد في الرياض حاليا بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومجلس التعاون الخليجي والأمين العام للجامعة العربية.

 

وطبقا للصحيفة فإن الاتفاق الذي يبدو أن اسمه "إعلان الرياض" يشمل اتفاقاً لوقف إطلاق النار، والتوقيع على التفاهمات التي كان جرى التوصل إليها بخصوص صرف المرتّبات وفتح الطرقات وتوسيع وجهات الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى خمسة مطارات أخرى، بالإضافة إلى حلّ ملف الأسرى والمعتقلين المتعثّر وفق قاعدة الكل بالكل.

 

وبشأن ذلك رحّبت الحكومة اليمنية بالجهود السعودية العمانية، والمساعي الأممية والدولية الهادفة لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجادّ مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

 

وفي السياق رحب عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، بجهود الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والمساعي الاممية والتي تأتي امتداداً للمبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في مارس 2021م ، ونثق كل الثقة بتلك الجهود وندعمها كل الدعم .

 

وقال العليمي "نعلم تماما إدراك اشقائنا الكامل في المملكة لطبيعة الميليشيات الحوثية ورؤيتها الحقيقية للصراع وللمنطقة"، مؤكدا أن السلام العادل لن يكون إلا في مصلحة الدولة وفي طريق استعادتها وأمنها واستقرارها.

 

وأضاف "نتطلع جميعا للسلام فقد آن أوانه وأصبح ضرورة قطعية للشعب اليمني الكريم".

 

 

من جهته رئيس هيئة الأركان صغير حمود عزيز عبر عن ثقته بقيادات الحكومة والمملكة بشأن المفاوضات الجارية في الرياض مع جماعة الحوثي.

 

وقال بن عزيز "نحن نثق كل الثقة بالله ثم بقيادتنا وقيادة المملكة، وأن أي حوار سوف يكون نتائجه تخدم الشعب اليمني الأرض والإنسان ويعود بالخير على كل المنطقة".

 

وتابع "نحن ماضون تحت توجيهات قيادتنا وتحالف دعم الشرعية دون تفريط في الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة".

 

 

من وجهة نظر أخرى يرى الدبلوماسي ووكيل وزارة الخارجية السابق مصطفى أحمد نعمان أن ما يدور يظهر عجز الحكومة الشرعية.

 

وقال نعمان "المشهد الحالي يُظهر العجز الفاضح  لـ "الشرعية" وغيابها عن التأثير في مجريات الاحداث وانعدام رؤيتها وعدم وجود بدائل (عدا النواح والصراخ)"، حد قوله.

 

وأردف "السبب هو أنها بلا قيادة ناضجة تدرك المصلحة الوطنية الجامعة بل منهمكة في تأمين مصاريفها ورحلاتها وبياناتها الرثة".

 

 

وانتقد الكاتب والدبلوماسي نعمان تزامن المفاوضات في الرياض مع سفر رئيس مجلس القيادة الرئاسية رشاد العليمي إلى أمريكا لحضور اجتماع الجمعية العمومية.

 

وأضاف "مخيف حد القرف أن يحدث هذا في وقت تتسارع فيه التطورات التي ستحدد مستقبل البلد"، مستدركا بالقول "الرحلة بدون قيمة سياسية لكنها مربحة ماديا وترويح من عناء البقاء لأسبوعين في عدن وتعبير عن سفه وعدم شعور بالمسؤولية واقرار بالعجز عن العمل من داخل البلد، والاسوأ الافصاح عن الاستهتار".

 

في حين تساءل الإعلامي بشير الحارثي ردا على تغريدة الفريق بن عزيز بالقول: ما هو موقفكم في حال تم التفريط بالثوابت الوطنية وكانت التسوية في صالح الحوثيين؟ هل ستوافقون على ذلك أم لكم كلمة أخرى؟

 

 

يضيف "تستمر المفاوضات والمحادثات بين السعودية والحوثيين وهذه المرة في الرياض بعيدا عن مجلس القيادة والشرعية اليمنية، وبات القرار الاول والاخير للسعودية في تحديد مصير اليمن مع الحوثيين بينما قيادة الشرعية ينتظرون فقط حضور حفل التوقيع ومباركة ما سيتم منحه للمليشيات دون التزامها بتنفيذ أي شيء، وبهذا تكون المليشيات الحوثية قد نجحت في تحقيق مطالبها دون تقديم أي تنازل أو تنفيذ أي بند فرض عليها".

 

الباحث والاكاديمي معن دماج، اكتفى بالقول: أظن لأول مرة منذ قرن كامل يغيب أي ممثل للوطنية اليمنية عن التأثير أو التمثيل"، مضيفا "واقع مرير".

 

 

الخبير العسكري علي الذهب غرد بالقول "لقاء الرياض، في سبتمبر، توقيت مشبوه، هناك استعداد كبير للاحتفال بعد أيام بصنعاء".

 

 

وأضاف "البروباغاندا المتوقعة (الإعلام الدعائي الموجه) ستستهدف القطيع، ليصدق من يقول له : "لقد انتصرنا".


التعليقات