مؤسسة توكل كرمان تنفذ مشروعاً للمياه في أبعد قرية بشبوة
- قناة بلقيس الثلاثاء, 19 مارس, 2024 - 01:19 مساءً
مؤسسة توكل كرمان تنفذ مشروعاً للمياه في أبعد قرية بشبوة

في الحلقة الثامنة من موسمه السادس، عرض برنامج "حيث الإنسان" قصة قرية "عصام"، وهي قرية نائية يعيش فيها مجموعة من السكان، في أطراف محافظة شبوة، يستغرق الوصول إليها 6 ساعات على متن سيارة دفع رباعي، انطلاقا من مركز المحافظة، وهي إحدى القرى البعيدة، التي سكنها ويسكنها الإنسان اليمني، قديما وحديثا.

 

قبل زمن طويل، وصل رجل اسمه "عصام" إلى  قمة بعيدة ليس فيها أحد، في مديرية حطيب بمحافظة شبوة، كانت المنطقة مجرد صخور متباعدة، إلا أن عصام أقام لنفسه بيتا حجريا، وظل يرعى أغنامه ويحرث الأرض ويربِّي أطفاله، ثم جاء من بعده من جعلوا هذه المرتفعات مستقرا لهم، وبنوا بيوتهم بالطريقة نفسها التي بنى فيها بيته، لتتحول إلى قرية تحمل اسمه.

 

بعد رحلة طويلة وطرق وعرة، وصل فريق برنامج "حيث الإنسان"، الذي تنفذه وتدعمه مؤسسة "توكل كرمان"، إلى قرية "عصام"، التي من النادر أن يذهب إليها غير أهلها، وفي حال وصل شخص ما إليها يتساءل السكان: "كيف وصلت إلينا؟".

 

كان جميع السكان في انتظار اليوم الذي يحصلون فيه على مشروع -منظومة طاقة شمسية مكتملة- يوصل المياه إليهم دون معاناة ومشقة وحرمان، ويمنح الأطفال فرصة الذهاب إلى المدرسة، وهو ما حققته لهم مؤسسة "توكل كرمان"، وجعلت لشروق الشمس، في القرية، معنًى وغاية، فهي من ستدفع الماء نحو قريتهم، وتكف عنهم ما اعتادوا عليه، وتدفع بأطفالهم نحو المدرسة.

 

ذهب فريق "حيث الإنسان" لاختيار أفضل الأدوات التي تناسب تلك المرتفعات، وتم تحديد المواد المهمة لتنفيذ المشروع، لتبدأ الرحلة مجددا من مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، نحو القرية البعيدة، والوجهة التي يتجنُبها الكثيرون ممن يجب عليهم التوجّه نحوها.

 

تكمن أهمية المشروع كونه نُفذ في قرية نائية، بعيدة، تقطعت بسكانها السُّبل، حيث كانوا يواجهون المشاق في إيصال المياه، وتعثُر أبنائهم عن مواصلة التعليم؛ كون مهمة جلب المياه من البئر، التي تبعد مسافة 4 ساعات مشيا على الأقدام، هي مهمة الأطفال التي يصحون للقيام بها كل صباح.

 

الطفل "رشيد" -أحد أطفال هذه القرية- كان قد دوّن اسمه في المدرسة، لكنه بدل أن يتجه نحوها، كانت لديه وجهة أخرى - نحو بئر الماء -، التي تستغرق منه 4 ساعات ذهابا وإيابا، الأمر الذي جعل مستقبله مرتبطا بتوفير مادة أساسية للحياة.

 

كان "رشيد" يصحو كل صباح؛ ليقوم بالمهمة التي اعتاد عليها، حيث يتجه - ومعه "الحِمار" - نحو البئر، لجلب المياه لأسرته، ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، وفي طريق عودته مبتهجا بما حصل عليه من مياه، تحدث لـ"حيث الإنسان" عن حلم يراوده، ويسير كل يوم معه، حتى أصبح صديقا له في هذه الفترة، حيث يقول: "عندما أكبر أحلم بأن أصبح دكتورا لأجل أن أعالج أصحابي وأهلي؛ لأننا نسكن في منطقة بعيدة عن الخدمات والسوق".

 

لم يكن وحده الطفل "رشيد" من يُجبر على جلب المياه، بل أن رفاقه في الصف جميعهم ينتظرون دورهم أمام البئر، بعيدا عن حصصهم المدرسية.

 

إزاء ذلك جاء فريق "حيث الإنسان" لجعل الحياة ممكنة في قرية بدائية، تخلو من المياه والاتصالات والكهرباء، كل ما تملكه هو طريق وعر.

 

تحول وجود فريق "حيث الإنسان" في القرية إلى احتفاء، حيث احتشد أهالي القرية مرددين الأهازيج، وهي واحدة من القرى اليمنية النائية، التي تحتاج إلى زيارة وتفقّد للأحوال، فقد يكون كل ما يحتاجون إليه شيء يسير، لكنه عظيم بالنسبة لهم.

 

تعالت ضحكات الأطفال، وبانت فرحتهم باكتمال المشروع، وهي الفرحة التي احتضنت الكبار أيضا، حيث قال خيران سالم - أحد سكان القرية -: "نشكر برنامج حيث الإنسان، ونحن اليوم سعداء بطلوع الماء من البئر إلى الخزان، وبنجاح المشروع، الذي سيساعد سكان القرية، ويحقق حلمهم".


التعليقات