صحيفة سعودية تكشف دوافع فتح الطرقات مؤخرا في اليمن
- غرفة الأخبار الجمعة, 28 يونيو, 2024 - 12:20 صباحاً
صحيفة سعودية تكشف دوافع فتح الطرقات مؤخرا في اليمن

[ مشهد من فرحة المواطنين لحظة فتح طريق تعز الحوبان المغلق منذ 10 سنوات ]

كشفت صحيفة سعودية، عن دوافع فتح الطرقات مؤخرا في محافظتي تعز والبيضاء، من قبل جماعة الحوثي، بعد إغلاقها لسنوات وفرضها حصارا خانقا على مدينة تعز، منذ قرابة عشر سنوات.

 

وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية، في افتتاحية لها، إن إعلان الطرفين التنسيق لفتح الطريق الرئيسي بين مدينة تعز (الشرعية) والحوبان شرق المدينة التي يسيطر عليها الحوثي، وكذلك طريق مأرب البيضاء، لم يأت من فراغ، مشيرة لجهود سعودية عمانية في هذا الجانب.

 

وأضافت أن الجهود التي وصفتها بـ "الجبارة"، سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية بهدف تنفيذ قرارات التهدئة التي أقرتها الأمم المتحدة كخطوة لبناء الثقة بين الأطراف المتصارعة.

 

وأردفت: "تتوجه أنظار الشعب اليمني (الأحد) القادم إلى العاصمة العمانية مسقط التي تحتضن مفاوضات إنسانية واقتصادية مهمة بين طرفي الصراع (الحوثي والشرعية) بعد نجاح الوساطة السعودية - العمانية في تقريب وجهات النظر وبرعاية أممية، ما يشكل اختراقا للوصول إلى سلام دائم وشامل انتظره اليمنيون كثيراً".

 

وأوضحت أن الشتات الذي يعيشه الشعب اليمني إنسانياً واقتصادياً ومجتمعياً ليس في الداخل فحسب، بل تحولت عدد من عواصم الدول العربية إلى حاضنة للكثير من اليمنيين التواقين لوطن يسعد فيه الجميع وينتهي فيه استرخاص الروح الإنسانية ويطوون عقوداً من الحروب والأزمات والتشرذم والتفكك الأسري.

 

وأكدت أن "الشارع ينتظر اليمن الجديد الذي يجب أن يعود سعيداً بأبنائه وجيرانه المخلصين الذين يبذلون كل غال ورخيص في سبيل رأب الصدع وتوحيد اليمنيين على كلمة سواء والحفاظ على يمن واحد موحد".

 

وفي وقت سابق، أفاد الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى والمختطفين، عن توجيهات وصفها بالعليا تقضي بالمشاركة في جولة المفاوضات التي تحتضنها العاصمة العمانية مسقط، نهاية الشهر الجاري.

 

وتأتي التوجيهات بعد يوم من توجيه مدير مكتب رئاسة الجمهورية يحيى الشعيبي بعدم إبرام أي صفقة تبادل للأسرى والمختطفين مع جماعة الحوثي لا تشمل القيادي السياسي محمد قحطان المخفي قسرا منذ قرابة 10 سنوات.

 

وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض، يحيى كزمان -في تدوينة على منصة (إكس)- إن التوجيهات تقضي أيضاً "بالعمل على إطلاق جميع المختطفين والمخفيين قسراً على قاعدة الكل مقابل الكل وفي مقدمة ذلك محمد قحطان".

 

ويوم أمس الأول، وجهت رئاسة الجمهورية، الوفد الحكومي المفاوض، بعدم إبرام أي صفقة تبادل للأسرى والمختطفين مع جماعة الحوثي لا تشمل القيادي السياسي محمد قحطان المخفي قسرا منذ أكثر من 9 سنوات، او على الأقل الكشف عن مصيره وتمكينه من التواصل مع أهله.

 

وطبقا لمذكرة مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي، إلى الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى والمخفيين قسريا وجه بعدم إبرام أي صفقة تبادل لا تشمل إطلاق سراح السياسي محمد قحطان أو على أقل تقدير الكشف عن مصيره وتمكينه من التواصل مع أسرته.

 

وشدد على الرجوع إلى رئاسة الجمهورية قبل إبرام أي صفقة تبادل للتشاور وأخذ التوجيهات.

 

وفي السياق أكد رئيس الفريق الحكومي المفاوض، هادي هيج، أن بوابة السلام هي إطلاق كافة الأسرى والمختطفين تحت قاعدة الكل مقابل الكل.

 

وجدد هيج خلال مؤتمر صحفي بمأرب، أمس الأول، تمسك الفريق الحكومي بموقفه الرافض لأي مشاركة في المفاوضات قبل الكشف عن السياسي المغيب محمد قحطان والسماح لأسرته بزيارته.

 

وفي وقت سابق، أكد الكاتب الصحفي أحمد الشلفي، أن فتح جماعة الحوثي لطريق جولة القصر الحوبان في محافظة تعز، له ثمن، نافيا أن تكون عملية فتح الطريق المغلقة منذ تسع سنوات مبادرة إنسانية أو استجابة لظروف اقتصادية.

 

وقال الشلفي في مقال له على منصة إكس، إن الكلام كثر حول أسباب فتح جماعة الحوثي طريق القصر الحوبان تعز بعد إغلاقها لمدة تسع سنوات، حيث كانت بالنسبة لأبناء تعز ومن حولهم عقابا جماعيا أليما لكل سكان المحافظة ومن له علاقة بها.

 

 

وأضاف: "لم أصل ولم يصل غيري من المتابعين للسبب الحقيقي والمفاجئ لقيام جماعة الحوثي بفتح الطرق دون اتفاقات مسبقة مع السلطات الحكومية في الطرف الآخر كما جرت العادة ولم أكلف نفسي أبدا الاتصال بأي مصدر من الجماعة للسؤال عن ذلك ولم أكن بحاجة للتثبت من الدكتور حمود العودي الذي أعلن أنه كان الطرف الرئيس في الإعلان عن هذه المبادرة فالأمر واضح ولا يحتاج لأي بيان أو تصريح".

 

وأوضح أن المتابع لمسيرة الحوثيين يجد بأنهم "لا يتخلون عن مكاسبهم بسهولة مالم يكن هناك ثمن مقابل وسريع وواضح وفي هذه الحالة وهي فتح الطريق في تعز أو لنقل أحد طرق تعز المغلقة والتي سببت الكثير من الآلام لسكانها لم يكن بدون ثمن والثمن يعرفه الحوثيون جيدا".

 

ونفى الشلفي، أن تكون عملية فتح طريق تعز، مبادرة مجتمعية، في الوقت الذي أكد تقديره لتلك المبادرات المجتمعية والشخصيات التي تعمل عليها مستدركا بالقول: "فتح الطرق مؤخرا ليس مبادرة مجتمعية فحسب وبخاصة في حرب ضروس لازال الحوثيون يهددون بالعودة إليها مرة أخرى".

 

وأردف: "الأجدر بنا أن نقول أنً هدفا ما تحقق للحوثي أو سيتحقق من وراء فتح أحد طرق تعز حاليا وبالمناسبة فالحوثيون هم الذين كانوا يغلقون الطريق وليس أحد غيرهم وهذا ما نسيه الناس".

 

وأشار محرر الشؤون اليمنية بقناة الجزيرة أحمد الشلفي، إلى أن التفاؤل بين أوساط المجتمع أنسى الناس أسباب قطع الطريق ومن قطعها، مؤكدا أن الناس سيستفيدون من فتح الطريق نتيجة المعاناة التي تكبدها أبناء تعز خلال السنوات الماضية.

 

وتحدث الشلفي، عن التفسيرات الكثيرة لأسباب فتح طريق تعز والتي يتداولها الكثير من المواطنين والنخب وغيرهم، مشيرا إلى أن من بين تلك التفسيرات "الاقتصادية" والتي قال بأنها "لا تتناسب وأداء الحوثي خلال سنوات الحرب التسع فالجماعة تقريبا لا تهتم للإقتصاد ولا للسياسة ولا يعوزها تبرير إنساني لعمل حربي، وإذا كانت تبحث حاليا عن طريقة لانتصار في خيلائها الحالية بالدور العروبي والإنساني الذي تقدمه في غزة فإنها تبحث عن استكمال للسيطرة لا عن تقديم تنازلات إن كان يمكن لنا أن نسمي فتح الطريق تنازلا أوما شابه".

 

وجدد الشلفي التأكيد على عدم وجود أي مبرر انساني في الوقت الحالي لفتح الطريق من قبل الحوثي أو في ظروف الأخير الحالية مثمنا صمود أهالي تعز، في وجه أوجاع الحرب وأطماع المحاربين الوكلاء على اختلاف توجهاتهم.

 

وفي مطلع يونيو الجاري وافقت جماعة الحوثي على فتح طريق البيضاء مأرب الجوبة، بعد قيادة مبادرة الرايات البيضاء مبادرة مجتمعية لفتح الطريق، لتقوم بخطوة مماثلة على فتح طريق الحوبان جولة القصر تعز، والمغلق منذ قرابة عشر سنوات، في خطوة مفاجئة من قبل الجماعة التي كانت ترفض بشكل قاطع فتح الطريق الرئيسي لمدينة تعز، في الوقت الذي تواصل إغلاق العديد من الخطوط والطرق الرئيسية بمحافظة تعز.


التعليقات