وكالة الأنباء الفرنسية: نخشى فقدان مراسلينا في غزة بسبب الجوع
- وكالات الثلاثاء, 22 يوليو, 2025 - 01:13 مساءً
وكالة الأنباء الفرنسية: نخشى فقدان مراسلينا في غزة بسبب الجوع

أطلقت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) نداءً إنسانياً عاجلاً، محذّرة من احتمال فقدان مراسليها في قطاع غزة بسبب الجوع والانهيار الصحي، في سابقة مؤلمة تُسجَّل منذ تأسيس الوكالة عام 1944، وفق بيان رسمي صدر اليوم.

 

وقالت الوكالة في بيانها إن فريقها الميداني الحالي في غزة، المكوَّن من كاتب مستقل وثلاثة مصورين وستة مصوري فيديو، يواجه ظروفاً "كارثية وغير إنسانية"، في ظل استمرار منع الإعلام الدولي من دخول القطاع منذ عامين، وعجز الفريق عن الوصول إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.

 

وأشار البيان إلى الحالة المأساوية التي يعيشها المصور بشار (30 عاماً)، أحد أبرز أعضاء الفريق، والذي كتب على حسابه الشخصي: "جسدي نحيف ولا أستطيع العمل بعد الآن"، مؤكداً فقدانه القدرة الجسدية والنفسية على الاستمرار في التغطية.

 

وبحسب البيان، يعيش بشار مع عائلته وسط أنقاض منزل دُمّر سابقاً، دون ماء أو كهرباء أو أثاث، ويعتمد على مساعدات محدودة من الأقارب. وتحدثت الوكالة عن "سقوط" شقيقه الأكبر بسبب الجوع، في مؤشر على الكارثة الإنسانية التي تتهدد الفريق بأكمله.

 

ورغم تلقيهم رواتب شهرية، فإن المراسلين يواجهون صعوبة بالغة في تأمين الغذاء والدواء بسبب انهيار النظام المصرفي، وارتفاع عمولات التحويل التي تصل إلى 40%، إضافة إلى الارتفاع الكبير في الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية.

 

ويضطر الفريق للتنقل مشياً أو باستخدام عربات تجرها الحمير، لتجنّب الاستهداف من الطائرات الإسرائيلية، بعد عجز الوكالة عن إيصال أي معدات أو وقود إلى غزة.

 

وفي شهادة مؤثرة، قالت أحلام، إحدى مراسلات الوكالة من جنوب القطاع: "في كل مرة أغادر فيها الخيمة لتغطية حدث، لا أعلم ما إذا كنت سأعود حية"، مشيرة إلى أن نقص الغذاء والماء بات التحدي الأكبر أمام الفريق.

 

واختتمت الوكالة بيانها بنداء إنساني حزين:"نخشى أن نتلقى نبأ موتهم في أي لحظة، وهذا أمر لا يُحتمل. إنهم شباب تنهار قواهم. لم يعد لديهم القدرة حتى على إيصال الأخبار. المقاومة بالنسبة إليهم لم تعد خياراً، بل ضرورة".

 

وفي وقت سابق اليوم، أصدر وزراء خارجية 25 دولة بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، إضافة إلى مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، بيانا حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وندد هؤلاء في البيان بما أسموه "تقطير المساعدات إلى غزة، وقتل المدنيين بطريقة لا إنسانية"، ودعوا إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة.

 

وأضاف البيان المشترك أن "نموذج تقديم المساعدات الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية خطير، ويؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية".

 

ووصف مقتل أكثر من 800 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات بـ "المروع"، مؤكدا أنه "من غير المقبول أن تمنع الحكومة الإسرائيلية المدنيين من الحصول على المساعدات الإنسانية الأساسية".

 

ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تدفق المساعدات على الفور والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة بأمان وفعالية.

 

الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الضحايا من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للغذاء بمراكز "المساعدات الأمريكية الإسرائيلية" إلى "995 شهيدا و6 آلاف و11 مصابا و45 مفقودا" منذ 27 مايو الماضي.

 

كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، الأحد، أن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل قتلت 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا جراء سوء التغذية. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في اليوم نفسه، من أن القطاع أصبح على أعتاب "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر.

 

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.

 

وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


التعليقات