سياسيون وناشطون: خطاب الحوثي وصالح ورقة لعب بين أشرار عنيفين (رصد)
- صنعاء - خاص الإثنين, 21 أغسطس, 2017 - 12:00 صباحاً
سياسيون وناشطون: خطاب الحوثي وصالح ورقة لعب بين أشرار عنيفين (رصد)

[ صالح وزعيم مليشيا الحوثي ]

توالت ردود الأفعال للسياسيين والناشطين اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي، حول خطابات تحالف الانقلاب (المخلوع صالح ومليشيات الحوثي) نتيجة لتطور الأحداث في خلافات طفت إلى السطح حيث يتهم كلٌّ الآخر بالخيانة والعمالة للخارج.
 
وكان زعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي، قال في خطاب متلفز أمس السبت، إن جماعته تتلقى طعنات في الظهر، في إشارة لتحركات المخلوع وحزبه لحشد أنصاره الخميس المقبل بميدان السبعين بصنعاء.
 
وفي خطاب مماثل هاجم المخلوع صالح حليفه الانقلابي في صنعاء (جماعة الحوثيين) متهما إياها بعرقلة احتفالية الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.
 
وأقر صالح في كلمة له، اليوم الأحد، بوجود خلافات عميقة تجمع حزبه مع حلفائه، داعيا العقلاء والشخصيات السياسية لإزالة "سوء الفهم" والابتعاد عن التوتر الذي لا يخدم إلا دول "العداون" (التحالف العربي) ومن يقف معها، مهددا الحوثيين بفض الشراكة.
 
ميزان القوى
 
وفي السياق قال الكاتب والصحفي مصطفى راجح، إن برودة أعصاب صالح وهدوءه مقابل الخطاب المنفعل للحوثيين يكشف بوضوح ميزان القوى بين الحليفين خلافا للصورة الطافية على السطح.
 
وأضاف راجح في منشور فيسبوك "لا أتوقع أن يتصادم الحليفان كمحصلة لهذا التباين الذي ظهر إلى السطح، لكن المهرجان الاحتفالي للمؤتمر سيؤدي إلى خلق واقع جديد، أهمه توسيع مساحة الحركة السياسية والمناورة والمبادرة أمام صالح والمؤتمر".
 
وقال "سيحاول الحوثيون التلويح بالتصعيد إلى درجة ما لإفشال الفعالية، وسيظهر صالح تخليا عن المرونة واظهار القوة إلى درجة منع إفشال فعاليته، غير أن ذلك سيبقى مضبوطا بهذا المستوى وهذه الحدود: الفعالية التي أصبح لها دلالات تتجاوز مضمونها ومناسبتها".
 
تحالف مليء بالخيانات
 
من جانبه قال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي "يدرك صالح أن الفرصة سانحة ومهيأة لتحريك الشارع في صنعاء ومناطق سيطرة الانقلابيين ضد الحوثيين ويعمل على هذا الوتر بقوة".
 
وأضاف القاعدي بصفحته على فيسبوك "يعمل صالح ولديه رصيد وافر ومتراكم من الخبرة في العمل السياسي مستغلا في الوقت ذاته ضمور العقل السياسي لدى الحوثة لمضاعفة رصيده الشعبي".
 
وتابع القاعدي قائلا "طيلة عمر الانقلاب ظل صالح يؤكد في جميع خطاباته أنه متحالف مع الحوثيين ضد ما يسميه بـ(العدوان) ويحمل الأخيرين مسؤولية إدارة مناطق سيطرتهم".
 
وقال وكيل وزارة الإعلام "تاريخ صالح في التحالفات مليء بالخيانات ونقض الاتفاقات والانقلاب على الحليف قبل أن يجف الحبر وحتى إن تجاوز طرفي الانقلاب هذه التطورات بسلام فالأيام المقبلة كفيلة بفض هذا التحالف الهش منذ البداية".
 
ورقة لعب
 
من جهته قال الكاتب والسياسي عبدالرقيب الهدياني "لن تخرج الأشياء عن طبيعتها، الحوثيون ورقة لعب، فيما صالح لاعب، استخدمها في نقلات كثيرة وكسب"، مشيرا إلى أن صالح سيستخدم هذه الورقة لأخر مرة في مضمار 24 ليحقق اليانصيب، حد قوله.
 
لحظة دراماتيكية محضة
 
أما الكاتب جمال حسان فذهب بعيدا حيث طمأن القلقين من تبعات توتر العلاقة بين الحوثيين وصالح، وقال "لن يحدث شيء، سيحتشد أنصار صالح في السبعين، حتى وإن احتشد الحوثيون حول صنعاء".
 
وأضاف حسان في منشور على فيسبوك "لا وجود لتطور دراماتيكي في تحالف الحوثيين وصالح، ولن أقول إنها مجرد حركة استعراضية لحدوث أمر جلل، بل كلحظة تشويق في دراما الصراع، أي لحظة دراماتيكية محضة".
 
وقال "بالتأكيد هناك خلافات بين الطرفين، ونشوب الحرب الإعلامية والمناوشات في خطابي الزعيمين تأكيد لذلك، لكن ليس إلى الحد الذي سيؤدي لحدوث مواجهة".
 
وتابع الكاتب حسان قائلا "على الأقل يعرف الحوثي ان ميزان القوى ليس لصالحه، بينما يعرف صالح أن تلك الكفة في مصلحته لا تقتضي فتح جبهة مع حليف ما زال في أمس الحاجة إليه".
 
وختم حديثه بالقول "ما حدث أن الحوثي يمنح فعالية المؤتمر أهمية سياسية، وهو ما كانت تحتاجه لجذب حشودها وتأكيد هذا التضامن، إعطاءها معنى كانت ستفتقده".
 
أشرار عنيفون
 
أما الكاتب والصحفي محمود ياسين فقد انتقد خطابات الانقلابيين وقال "يتحدثون عن الطابور الخامس وخطورة التحريض على العنف بينهما وكأنهما فصيلين من جماعات حماة البيئة ويوشك الكتاب الصحفيون الأشرار العنيفون على جعلهم يلجؤون للعنف".
 
وأضاف ياسين "أنتم أشرار أصلا، ونحن ضحاياكم، ولن نكتفي بلعب دور خائف القرية الأعزل ذلك الذي شهد عراكا بين شريرين وبقي أثناء الإدلاء بشهادته يحدق في عيون الأشرار المتوعدة ويردد: لعن الله الشيطان وإلا الناس إخوة وأصحاب".
 
وتابع قائلا "شهادتنا سندلي بها لاحقا وهي شهادة الضحايا في مداخل الشوارع الخائفة وعلى أوصفة المنافي وفي الغياهب وزوايا المعتقلات، الآن فقط نتحدث عن أنه لا مزيد من العنف لأننا خائفين على حياة الناس وليس على صداقتكما والذكرى الطيبة".
 
وقال الكاتب الصحفي ياسين مخاطبا صالح والحوثي  "تعقلوا أو اذهبوا إلى الجحيم، إن تمكن هذا الوطن من تخطي العنف والخراب فبضمير وإنسانية الضحايا، وإن تقوض أكثر فبالذي تتمتعون به من حمق وجلافة".


التعليقات