ردا على التهديد والتحريض.. شبكة الجزيرة توجه نداء لداعمي الصحافة الحرة
- الجزيرة نت الإثنين, 01 يوليو, 2019 - 10:30 صباحاً
ردا على التهديد والتحريض.. شبكة الجزيرة توجه نداء لداعمي الصحافة الحرة

نشرت شبكة الجزيرة الإعلامية إعلانا موقعا باسم صحفييها وأسرهم، دعت فيه كل داعمي الصحافة الحرة في العالم لاتخاذ موقف حازم لحماية الصحفيين، مؤكدة أنها تأخذ التهديدات الأخيرة بقصف مقر الجزيرة في الدوحة على محمل الجد.

 

وذكر الإعلان -الذي نشر في صحيفة الغارديان- أن التهديدات المتزايدة ضد الشبكة وصحفييها في الآونة الأخيرة تبعث على القلق، نظرا إلى سجل تلك الجهات المحرضة والمهددة. وفيما يلي نص الإعلان.

 

لأولئك الذين يدعمون الصحافة الحرة

 

عزيزي القارئ،

 

في رواية غابرييل غارسيا ماركيز المذهلة "قصة موت مُعلن" يقضي الأخوان فيكاريو ليلة كاملة في التجول في بلدتهما، ويخبران كل من يلتقيانه عن عزمهما قتل سانتياغو ناسار، اللذان يقولان إنه هدد شرف أسرهم. لكن أيا من سكان البلدة لم يتقدم لقمع هذين الأخوين، وبحلول اليوم التالي، يتم الانتهاء من هذا العمل الشنيع.

 

نكتب اليوم كصحفيين كبار في شبكة الجزيرة الإعلامية، وهي منظمة إخبارية دولية مستقلة. نكتب لتنبيهكم إلى مأساة شبيهة: فلقد أصبحنا موضوع تهديد حقيقي بالموت. للأسف، ليست هذه هي المرة الأولى.

 

في الأسبوع الماضي، استخدم صحفي سعودي رفيع المستوى له صلات وثيقة مع كبار صانعي القرار في المملكة حسابه على تويتر للدعوة إلى قيام التحالف السعودي الإماراتي بغارة جوية على مقر الجزيرة، والذي ظل منذ أكثر من أربع سنوات يمطر الموت من السماء على آلاف عديدة من اليمنيين.

 

وأعرب المدير السابق لقناة العربية خالد المطرفي عبر حسابه في موقع تويتر عن أن مقر الجزيرة الرئيسي في الدوحة، كان "هدفا مشروعا ومنطقيا" للتحالف الذي يقصف اليمن. والعربية هي شبكة إعلامية تديرها السعودية بشكل رسمي.

 

وقبل عامين، حذر عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة العربية، من أنه إذا لم "تلوح دولة قطر بالعلم الأبيض" للحصار الذي تفرضه السعودية ضدها، فسوف يتعرض موظفو الجزيرة للذبح مثل المحتجين الألف المصريين الذين قتلوا في ميدان رابعة بالقاهرة في 2013.

 

وكشفت الوثائق الصادرة عن موقع ويكيليكس في 2011 عن أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد كان قد حث الولايات المتحدة على قصف مقر الجزيرة أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان، ودعا الولايات المتحدة في وقت لاحق إلى "كبح جماح الجزيرة".

 

هذا النمط من السلوك يعتبر مقلقا للغاية.

 

لو كانت السلطات السعودية قد أعربت عبر تويتر على نيتها قتل وتقطيع الصحفي السعودي المنشق وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي، لكان هذا التهديد يبدو بلا جدوى، وقليلون قد يأخذونه على محمل الجد.

 

نحن الآن على دراية بالمدى الذي يرغب فيه صناع القرار في السعودية في إسكات الصحافة المستقلة.

 

وتجدر الإشارة أيضا إلى فشل الحكومات في جميع أنحاء العالم في فرض أي تبعات على أولئك الذين أمروا بقتل السيد خاشقجي وتشويهه. لذا فإن الاقتراح بأن المعايير الدولية المتحضرة من شأنها كبح السعودية وشركائها في التحالف من تصعيد دراماتيكي لحربها على الصحافة التي تهاجم الجزيرة لا يطمئننا.

 

ويشكل الرجال والنساء في الجزيرة واحدة من أكثر غرف الأخبار تنوعا ومن جنسيات مختلفة (فهناك ما يقرب من 94 جنسية)، حيث ينتجون محتوى عالي الجودة على أكثر من 20 منصة. ولقد اخترنا نحن وعائلاتنا العمل في قناة الجزيرة لأنها تمكّننا من تقديم صحافة عالية الجودة، يوما بعد آخر.

 

ولقد ارتفع ثمن التزامنا تجاه الجزيرة وصحافتها بثبات على مر السنين. ولقد رأينا زملاءنا في الميدان يسجنون ويُعذبون ويُقتلون على أيدي أنظمة وقوى معادية للتدقيق المستقل الذي لا غنى عنه لأي مجتمع ديمقراطي.

 

لقد رأينا غارات جوية تضرب مكاتبنا في كابل وبغداد وغزة. لقد رأينا أنظمة الخوف من الحقيقة تغلق عملياتنا في السعودية ومصر واليمن والسودان.

 

إذا كان مقرنا الرئيسي منذ فترة طويلة يعد بمثابة ملجأ من مخاطر الصحافة في الخطوط الأمامية، فقد بدأ هذا يتغير منذ الحصار الذي فرضته الكتلة السعودية الإماراتية على قطر على أمل إجبار قطر على الامتثال لسياساتها الخارجية وإغلاق الجزيرة.

 

لقد فرض الحصار والتهديدات المصاحبة له - بما في ذلك الغزو المخطط له لدولة قطر والذي يُفترض أن مسؤولين أميركيين قاموا بمنعه- خسائر نفسية فادحة علينا نحن الذين نعمل هنا وعلى عائلاتنا.

 

والآن، تزداد التهديدات بالعنف، ويجبرنا السجل المروع لمن يحرضون على العنف ضد موظفي الجزيرة على أخذ هذه التهديدات على محمل الجد.

 

حتى الآن نحن نناشدكم، من مقر شبكة مستهدف للهجوم من جانب نفس القوى التي قتلت السيد خاشقجي، أن تتخذوا موقفا وتطالبوا بوقف أعمال العنف ضد الصحفيين.

 

ويشكل التهديد لأحدنا تهديدا لنا جميعا.


التعليقات