الشتات والنزوح يعمقان جرح صحافيي اليمن
- العربي الجديد الإثنين, 20 يونيو, 2016 - 02:53 مساءً
الشتات والنزوح يعمقان جرح صحافيي اليمن

اختار الصحافي الشاب عدنان الجبرني وجهته، واستقر به الحال في مدينة مأرب (شمال شرق العاصمة اليمنية). بعد سيطرة مليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء، في سبتمبر/ أيلول من عام 2014، واحتلالها مقرات المؤسسات الإعلامية، حزم الشاب أمتعته وفر خشية اعتقاله. 

كانت مدينة مأرب (شمال شرق العاصمة صنعاء) ذات التضاريس الصحراوية، ملجأ آمناً له، كما يقول، بعد أن تمكنت القوات الموالية للحكومة المدعومة دولياً من تحرير معظم أجزائها من سيطرة الحوثيين وقوات صالح. لم يكن الجبرني، وهو يتحدث لـ"العربي الجديد"، قد راودته يوماً فكرة أن يظل نازحاً ولاجئاً في مدينة أخرى غير صنعاء التي عهدها، بعد أن استقر فيها بعيداً عن أهله.

وليس الحال مقروناً بعدنان، فعشرات الصحافيين نزحوا إلى المدينة ذاتها، ونقلت بعض المحطات التلفزيونية مقراتها بعد اقتحام الحوثيين وقوات صالح مكاتبها في صنعاء. ويقول الجبرني لـ"العربي الجديد"، "في مأرب تمارس عملك بحرية ودون خوف من الاختطاف أو أي انتهاك آخر، السلطات المحلية هنا والجيش والأمن يحترمون الصحافي حتى وإن أوقفوه في ميدان عمل يتم التحقق بطريقة أو بأخرى ثم يدعونك وشأنك".

ونقل بعض الصحافيين الذين نزحوا إلى مدينة مأرب، نشاطهم الإعلامي، ونظموا وقفات احتجاجية، كما أنشأوا رابطات صحافية تساند وضع الصحافيين المعتقلين في سجون الحوثيين أو من فقدوا وظائفهم. ويضيف الجبرني "أريد العودة إلى صنعاء، لكن الأهم من ذلك أن تكون هناك بيئة متوازنة ولن أنتظر حتى استتباب الوضع فيها بشكل كلي، أميل إلى المخاطرة إلى حد ما". 

ونددت منظمة مراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحافي في آخر تقارير صادرة عنهما بالوضع الخطير الذي آلت إليه الحريات الصحافية في البلاد. وأواخر مايو/ أيار الماضي، قال الاتحاد الدولي للصحافيين، إن 15 صحافياً يمنياً قتلوا منذ عام 2015، في آخر إحصاءات له، فيما يعتقل الحوثيين 14 صحافياً.

واضطرت عشرات المؤسسات الصحافية إلى الإغلاق، وأخرى لجأت إلى فتح مقرات لها خارج البلاد كالسعودية ومصر وتركيا والإمارات، أو في المدن الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة اليمنية، كمدينة عدن (جنوبي البلاد).

ونزح صحافيون ممن لم يحالفهم الحظ في تعويض الوظيفة التي فقدوها بسبب سيطرة الحوثيين، إلى مناطقهم الريفية، وممارسة مهنة الفلاحة أو العمل في الجانب التجاري بحدود متواضعة.

ونشر الصحافي تيسير السامعي، والذي يقطن في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، صورة له في حسابه على فيسبوك وهو يعمل ضمن عدد من العمال في بناء منزل في بلدته الصغيرة. وقال "هذا هو حال الصحافيين في دولة المليشيات، هذا أول يوم دوام لي في العمل الجديد".

ويقول مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (منظمة غير حكومية)، إن هناك مؤشرات يمكن البناء عليها، بأن ثلثي المؤسسات الإعلامية في اليمن جرت مصادرتها ونهبها تقريباً منذ سيطرة الحوثيين وصالح على صنعاء. 

ويضيف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من نصف الصحافيين اليمنيين فقدوا أعمالهم وشردوا من أعمالهم. ويتابع "اليوم تحولت وسائل الإعلام في صنعاء إلى لون واحد ومعظم الصحافيين إما أنهم نزحوا خارج المدن التي يسيطر عليها الحوثيون أو إلى خارج البلد".


 


التعليقات