قتل المليشيا لمشائخ البيضاء .. انتقام أم تصفية ؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الخميس, 04 أغسطس, 2016 - 06:06 مساءً
قتل المليشيا لمشائخ البيضاء .. انتقام أم تصفية ؟ (تقرير)

أقدمت مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، يوم الاثنين 1 أغسطس/ آب، على تنفيذ عملية إعدام جماعي لأربعة من مشايخ محافظة البيضاء وسط اليمن، في جريمة بشعة غير مسبوقة.
 
ولم تكن هذه هي جريمة الحرب الأولى التي تنفذها المليشيا الانقلابية، لكنها من أكثر الجرائم التي أثارت غضب الشارع اليمني عموما، وفي البيضاء تحديدا.
 
اختطاف وتعذيب ثم قتل
 
وفي هذا السياق، أوضح الناشط السياسي والحقوقي عبد العزيز النقيب، في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، أن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، اقتحمت يوم الأحد 31 يوليو/ تموز، منازل الشيخ أحمد صالح العمري، والشيخ محمد أحمد العمري، والشيخ صالح سالم العمري، والشيخ صالح أحمد العمري، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وبعد ثلاث أيام من اختطافهم، اكتشف أهالي البيضاء جثث المخطوفين، التي عثروا عليها بإحدى مناطق مديرية" الملاجم".
 
وأشار الناشط اليمني، إلى أن المليشيا الانقلابية، أرادت أن تغطي على جريمتها فوضعت الجثث في مجرى السيل، لكن أحد رعاة الأغنام وجدها، مؤكدا أن المشايخ، تم إعدامهم رميا بالرصاص الحي، وهم مكبلين الأيادي، بعد أن تم تعذيبهم والتنكيل بهم.
 
ولفت إلى أن المليشيا الانقلابية أنكرت في البداية قيامها بتلك الجريمة، لكنها اعترفت بأن تلك تصرفات فردية.
 
ردود الفعل المتوقعة
 
وقال الناشط السياسي والحقوقي "النقيب"، إن الجريمة التي ارتكبها المليشيا، جاءت إثر مقتل 4 من عناصرهم على يد المقاومة الشعبية في" البيضاء".
 
وتوقع "النقيب"، أن ينضم العشرات من قبائل محافظة البيضاء، إلى صفوف المقاومة الشعبية، لافتا إلى أن ذلك الغضب قد يؤدي إلى رفض الأهالي لتواجد المليشيا في مديرية ذي ناعم، وسيفضي إلى تطهيرها.
 
قتلى حزب المؤتمر
 
واللافت في الأمر أن القتلى هم من حزب المؤتمر الشعبي العام، والشيخ محمد العمري، هو رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية ذي ناعم بالمحافظة، كما أنهم لم ينضموا إلى طرفي الصراع في البلاد.
 
ويعتقد مراقبون أن المخلوع صالح سلم تلك القيادات في حزبه لمليشيا الحوثي لتصفيتها، وحول ذلك لم يستبعد الناشط والإعلامي فهد الشرفي ذلك، وقال إن "صالح" سبق وأن سلم قيادات من حزبه من صعدة إلى عمران، عندما كان في رأس السلطة وبعد خروجه منها.
 
وأكد الشرفي، أن هناك العشرات من الذي خرجوا من الحزب وعارضوه، بعد تسليم المخلوع صالح للحزب إلى مليشيا الحوثي، متوقعا أن تحصل ردود فعل قوية من قبل بعض المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي العام، لافتا إلى أن صالح يستقوي بالحوثيين في ظل تحالف انتقامي من كل شيء في البلد.
 
استنكار
 
من جانبه، استنكر محافظ محافظة البيضاء نايف القيسي إقدام مليشيا الحوثي على ارتكاب جريمة إعدام المشايخ، ووصف أنها تتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية.
 
وأكد القيسي، هذه الجريمة تأتي في إطار سلسلة انتهاك المليشيا الانقلابية لحقوق الإنسان، وعبثها بكرامة المواطنين بهدف تركيع اليمنيين لمشروعهم الإنقلابي، وإجبارهم على تغيير عقيدتهم السمحاء بتعليمات ملالي طهران، حد قوله.
 
بدورها، دعت لجنة التهدئة المحلية بمحافظة البيضاء، اليوم الأربعاء 3 أغسطس/ آب، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى "الوقوف بجد وحزم أمام هذه الجرائم البشعة التي ترتكب على مرأى ومسمع من الكل في أرض اليمن".
 
مليشيا إرهابية
 
إلى ذلك، قال رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد الشرفي، إن ما حدث اليوم دلالة واضحة على أن مليشيا الحوثي إرهابية، تنتهج نفس النهج الذي تنتهجه" داعش".
 
وتابع في حديثه لـ(الموقع بوست) أن كل أقنعة الادعاءات بأنها على خلاف مع الجماعات الإرهابية، تسقط، فهي تتساوى معهم، وهناك انسجام وتناغم بينهم، في الأعمال التي تقوم بها هذه الجماعات، التي تلتقي عند قاسم مشترك، وهو تدمير الدول الوطنية، وإسقاط البلدان في أتون صراعات مذهبية وطائفية من خلال أمرائها.
 
إفراغ حقد تاريخي
 
الإعلامي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي، يرى من جانبه، أن ما حدث اليوم ليس بجديد على المليشيا الانقلابية، التي قتل على أيديهم أسرى حرب ومختطفون، أو من قضوا تحت التعذيب.
 
ولفت الأحمدي، في حديث خاص لـ(الموقع بوست) أن كل تلك الجرائم التي تقوم بها المليشيا، تؤكد أن الإنسان لا يعني لهم شيئا، معتبرا ما حدث "إفراغ" لحقدهم التاريخ ضد أهالي البيضاء، وإمعان في إهانة قبائلهم، التي وقفت سدا منيعا في وجه المليشيا الإمامية في هذا التوقيت وأثناء ثورة 26 سبتمبر.
 


التعليقات