المخلوع صالح في مواجهة مشروع الدولة الاتحادية (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الخميس, 25 أغسطس, 2016 - 04:59 مساءً
المخلوع صالح في مواجهة مشروع الدولة الاتحادية (تقرير)

جدد الانقلابيون في اليمن، رفضهم لفكرة الأقاليم، ومشروع الدولة الاتحادية، بالرغم من موافقتهم عليها خلال مراحل إقرارها ومناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، قبيل الحرب الشاملة التي خاضها الانقلابيون للاستيلاء على الدولة بقوة السلاح.
 
ويزعم الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح، أن فكرة الأقاليم، مؤامرة تهدف لتشظي البلاد، وتقسيمها إلى أغنياء وفقراء، على الرغم من أن لجنة تحديد الأقاليم، وضعت معايير ومعالجات لتوزيع عائدات الموارد الطبيعية وغير الطبيعية، بالتشاور مع الأقاليم الأخرى بشكل عادل للجميع، مع مراعاة الأقاليم المُنتجة، فضلا عن تخصيص نسبة من العائدات للحكومة الاتحادية، وكذا ضمان حرية التجارة والنشاط الاقتصادي.
 
وعقب انتهار مؤتمر الحوار الوطني، وإقرار مخرجاته، أعلن الحوثيون وصالح لمرات عديدة، رفضهم فكرة الأقاليم التي تعدُّ من أهم مخرجات الحوار الوطني، الذي شهدته اليمن بين مختلف المكونات في العام 2013.
 
ويوم الثلاثاء 23 أغسطس/آب، جدد صالح في تصريح نقلته قناة" اليمن اليوم" رفضه للفدرالية، وهدد بحفر حفرة كبيرة لدفن مخرجات الحوار الوطني، لأنها جاءت لتمزيق اليمن بالأقاليم، حد قوله، واصفا من يتحدث عن الأقاليم بالخيانة العظمى.
 
وأمام مساعي مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لإفشال مشروع الدولة الاتحادية، يقول مراقبون استطلع (الموقع بوست) آراءهم، أن الفدرالية بعد الانقلاب باتت هي الحل لجميع مشكلات البلاد، ومطلبا لا يمكن التنازل عنه، لافتين إلى أن الانقلابيين يحرصون على إفشالها لاستمرار هيمنتهم، والاستحواذ على السلطة والثروة.
 
مطلب شعبي
 
وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري مانع المطري، أنه لا مليشيا الحوثي وصالح ولا أي طرف آخر يستطيعون أن يوقفوا مشروع الفدرالية والدولة الاتحادية، بعد أن أصبحت أمراً واقعاً، ومطلباً شعبياً، وضرورة تنموية، وضمانة للاستقرار وللوحدة.
 
ويضيف لـ(الموقع بوست) الحرب التي شنها تحالف (الحوثي - صالح)، واجتياح مؤسسات الدولة، والمدن والقرى شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، عمقت فكرة الأقاليم أكثر من ذي قبل، وأصبحت الحاجة ملحه للفدرالية أكثر من أي وقت مضى.
 
وعزى "المطري" فشل قيام نموذج للدولة المركزية القادرة على تحقيق التنمية والاستقرار، إلى هيمنه مراكز القوى على السلطة في العقود الماضية، لافتا إلى أن الأقاليم ستحقق شراكة واسعة في السلطة والثروة، وتماسك الدولة والمجتمع، والحد من هيمنة مراكز القوى.
 
ووصف عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري محاولات إفشال المخلوع صالح ومليشيا الحوثي لمشروع الدولة الاتحادية بـ"غير المجدية"، وكل ما يستطيع فعله المخلوع صالح- حد قول المطري- هو رفع الفاتورة والكلفة على الشعب، ومزيدا من الدمار والخراب، وإراقة الدماء.
 
 وقال في ختام تصريحه إن المخلوع  صالح يدرك أن العودة للماضي مستحيلة، سواء بعودته للسلطة، أو الإمامة، مشددا على أن الدولة الاتحادية سيتم انجازها، فالشعب لم يعد يقبل أن يتم الاستئثار بالسلطة والثروة من قبل مراكز قوى متنفذة فشلت في إدارة البلد.
 
مساعٍ فاشلة
 
من جهته ذكر المحلل السياسي فيصل علي أن المخلوع صالح والحوثيين والإمامة والعُكفة، عدّوا ومنذ بداية الحوار الوطني الفدرالية خطا أحمر، كونها ستسلبهم ملكهم، وسيكون الحكم لكل الأقاليم بالتساوي، وهو ما يرفضونه فهم يريدوا الحكم بالقوة والقبيلة والمذهب والأحكام العسكرية التي مارسوها منذ 1974.
 
وأشار في تصريحه لـ(الموقع بوست) إلى أن الفدرالية التي لم تعد مطلبا نخبويا بل شعبيا بعد الانقلاب، لن تخدمهم كثيرا، وإنما ستخدم الشعب اليمني بأكمله، فهددوا بإلغائها منذ البداية، وخونوا كل من يقول فدرالية، رافضين مسألة الستة أقاليم التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني، كونها لن تساعدهم على الاستحواذ على السلطة لفترات طويلة.
 
وعن الأوراق التي حاول من خلالها المخلوع صالح استخدامها لإفشال مشروع الدولة المدينة، يقول المحلل السياسي اليمني، أنه استخدم ورقة الحراك الجنوبي، والطائفية، لإفشال المشروع، وكذا الضغوط الدولية التي تريد فصل الشمال عن الجنوب، مؤكدا أن "صالح" لا يريد للدولة أن تكون في شكلها الجديد، كونه سيكون خارج إطار الزمن، لكن لو ظل في إطار شكل الدولة الحالية، يستطيع أن" يواصل هواياته في تهريب السلاح والمخدرات كما فعل طوال فترة حكمه.
 
ادعاءات الحرص على الوحدة
 
بدوره قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن المخلوع صال وقف ضد مخرجات الحوار الوطني، لأنها أخرجته وأسرته من السلطة، ووضعت أسس لدولة لا يمكن السيطرة عليها، كالسيطرة التي فرضها المخلوع على الدولة، حتى أطاحت به ثورة 11 فبراير/شباط 2011.
 
وفي معرض حديثه ذكر لـ(الموقع بوست) أن المخلوع صالح خطط لاستعادة السلطة، وإعادة فرض سيطرته على الدولة بواسطة الجيش الذي ظل يهيمن عليه.
 
ولفت المحلل السياسي "التميمي" إلى أن الرئيس المخلوع حين يقف ضد مخرجات الحوار، فإنه يغلف مواقفه بادعاءات الحرص على الوحدة، لكن في الحقيقة هو يريد إزالة كل العوائق التي تقف أمام مخططه لاستعادة السلطة، ليضمن هدف تصفير العملية السياسية، وطي صفحتها، وتدشين مرحلة جديدة من الصراع والحوار، على أساس من خلق الأوراق الذي دأب عليه طيلة فترة حكمه البائسة. حد وصفه.
 


التعليقات