مراقبون: خطة واشنطن بخصوص اليمن تهدف لإنقاذ مليشيا الإنقلاب وإبقاءها لابتزاز دول الخليج
- متولي محمود - خاص الجمعة, 26 أغسطس, 2016 - 03:08 صباحاً
مراقبون: خطة واشنطن بخصوص اليمن تهدف لإنقاذ مليشيا الإنقلاب وإبقاءها لابتزاز دول الخليج

كشف وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، الخميس، عن منهج جديد للتعامل مع "أزمة اليمن".
 
 وقال في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره السعودي في مدينة جدة، إنه بحث مع نظرائه من دول الخليج منهجا جديدا من مسارين أمني وسياسي، يشمل اتفاقا نهائيا لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب من المدن وتسليم السلاح لطرف ثالث.
 
وشدد على حقوق الحوثيين كأقلية، مع ضرورة إشراكهم بالحكم، كما ألمح إلى إجراءات لازمة (لم يفصح عنها) من قبل اللجنة الرباعية في حال رفض الحوثيون الخطة.
 
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" إن الحوثيين سيطروا على مقاليد اليمن واستولوا على مختلف المدن بقوة السلاح، وإنهم لم يخوضوا الحرب في اليمن إلا للضرورة القصوى، بدعوة من رئيس اليمن الشرعي.
 
وأكد أن من أهدافهم في التدخل في اليمن هو ضمان ألا يقع في قبضة إيران وحزب الله، مشيرا إلى أن الحوثيين يريدون أن يكون لهم حق الفيتو على قرارات اليمن، رغم أنهم لا يمثلون سوى 10% من سكانه، لذلك تهربوا من التوقيع على اتفاق الكويت إمعانا في ذلك.
 
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ" قد قدم أواخر الشهر الماضي تصور الأمم المتحدة لحل شامل للأزمة اليمنية، ضمن مشاورات الكويت، غير أن الحوثيين امتنعوا عن التوقيع في حين وقع الوفد الحكومي.
 
وتشهد مختلف جبهات القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين وقوات المخلوع، تشهد معارك طاحنة، تمكنت من خلالها القوات المدعومة من التحالف من تحرير العديد من المواقع العسكرية.
 
في تعز، تمكنت القوات الحكومية من فك الحصار الذي تفرضه المليشيات على المدينة منذ أشهر، عبر تحريرها مناطق شاسعة في الجبهة الغربية، كما تمكنت من السيطرة على مواقع عديدة في الجبهة الشرقية والجنوبية للمدينة، بدعم من قوات التحالف.
 
ويرى مراقبون أن التحرك الأمريكي يهدف إلى إنقاذ المليشيات، بعد الهزائم التي منيت بها مؤخرا، عبر تحريك ملف المفاوضات الذي رفضت المليشيات مرارا الاحتكام لنتائجه.
 
كما رأى آخرون إن الولايات المتحدة تدرك أن بقاء المليشيات الموالية لإيران هو السبيل الأنجع لبقاء اليمن غير آمنا، وبالتالي استمرار ابتزاز دول الخليج، على رأسها السعودية.
 
غطاء أمريكي للانقلاب
 
المحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي، يرى أن صريحات كيري ستمثل غطاءً ودافعا قويا للميليشيا لارتكاب المزيد من المجازر؛ مهما فعلت، فهي موعودة أمريكيا بالاحتفاظ بقسم من السلطة والسلاح.
 
وأضاف "المجيدي" لـ(الموقع بوست): "يقول كيري إنه لا بد من تشكيل حكومة أولا ومن ثم تسليم السلاح، وذلك يعني أن أمريكا تتابع دعم مخطط الانقلاب وتطييف اليمن".
 
وتابع: "الميليشيا مستمرة بقتل المدنيين والتمثيل بالأسرى وتعذيب المختطفين. هذه ليست قضية واشنطن راعية حقوق الإنسان، إن قضيتها الأهم هي الإبقاء على الحوثي والمخلوع".
 
وأردف: "الدعم الأمريكي لوجود ميليشيا إيران في السلطة مع السلاح في اليمن ضمنيا، هو تشجيع للتنظيمات الشيعية المتطرفة لبدء معاركها الداخلية في الخليج!".
 
وحدة اليمن وأمن الخليج
 
يقول الصحفي عبدالرقيب الهدياني: "المعلوم من الواقع والتجربة أن أمن الخليج، والمملكة على وجه الخصوص، تعرض للتهديد من جهته الجنوبية "اليمن" مع الانقسام والتشرذم الذي شهدته صنعاء كحدث مفصلي بالانقلاب على الدولة والتوافق ومخرجات الحوار في سبتمبر 2014م وهو ما استدعى الخليج ومعه دولا عربية حليفة ان يتحرك لمواجهة الخطر عسكريا".
 
 وأضاف "الهدياني" في تصريح لـ(الموقع بوست): "إن وحدة القيادة والقرار والأراضي اليمنية، ووجود حكومة قوية تبسط سلطاتها على كامل الوطن، فيه أمان لليمن والمنطقة برمتها والعكس صحيح".
 
وتابع: "لم تتحرك "ميليشيا الحوثي" لتهديد الجيران وتطلق الصواريخ على الأراضي السعودية وتهدد الملاحة الدولية وتنتعش جماعات القاعدة وداعش وتعلن عن ولاياتها وإماراتها جنوبا، لم تفعل ذلك إلا كنتيجة للتشرذم واهتزاز الدولة بفعل الانتفاضة الشعبية 2011م وتمام الانقضاض على الدولة ومؤسساتها من قبل الحوثيين في سبتمبر 2014م".
 
وأردف: "ومن هنا أكد صانع القرار في الرياض منذ وقت سابق أن المملكة تفضل التعامل مع سلطة واحدة في اليمن، وليس سلطتين في الشمال والجنوب، وهذه هي مصلحة الإقليم والعالم في هذه المنطقة الاستراتيجية من شبه الجزيرة العربية".
 
واستطرد: "وهذا الأمر الذي عبر عنه الوزير كيري في حديثه اليوم، وهي وجهة نظر الرياض قبل أن تكون رغبة واشنطن".
 
‏انتصارات المقاومة
 
أمريكا لا تدعم الديمقراطية خارج حدودها ولا حتى لحلفائها من الحكام العرب، وفي هذا السياق قال الصحفي مأرب الورد، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن، كان شريكا مع واشنطن بمحاربة القاعدة، إلا أنها لم تمنع الانقلاب عليه.
 
‏وأضاف "الورد" لـ(الموقع بوست): " "الأقلية" هي الكلمة التي كررها كيري عند حديثه عن حقوق الحوثيين. لقد جاء لأجلهم مثلما دعمتهم بلاده عند اجتياحهم للعاصمة صنعاء، ماذا لو كانت جماعة أخرى؟ ".
 
‏وتابع: "إنهم ينظرون إلى اليمن من منظور أمني بحت، فيما يتعلق بمصالحهم بمحاربة القاعدة، ومن يشاركهم في ذلك تدعمه حتى لو كانت سلطة انقلابية كالحوثيين".
 
‏وأردف: "يزعم كيري أن تحركاته لإحياء المسار السياسي في اليمن هي الكارثة الإنسانية التي لحقت بالبلد، والحقيقة أنها انتصارات المقاومة بدليل ذكره حقوق الحوثيين. إنه يدافع عن حقوقهم كأقلية في الحكم، قبل أن يطالبهم بالالتزام بالقرارات والانسحاب من المحافظات وتسليم السلاح".
 


التعليقات