"صرواح" .. الطريق الأقرب إلى صنعاء (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الخميس, 08 سبتمبر, 2016 - 11:16 مساءً

[ جنود من الجيش الوطني خلال معارك صرواح ]

بعد أيام من إطلاق الجيش الوطني المسنود بالتحالف العربي، لعملية عسكرية واسعة في "صرواح"، غرب محافظة مأرب أسماها "نصر2"، تمكنت القوات الشرعية يوم أمس الأربعاء7 سبتمبر/أيلول، من دخول سوق المديرية، والسيطرة على مركز المدينة الذي يحمل الاسم نفسه، لتستعد بعد ذلك لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية تحرير كامل المديرية التي تعد آخر معاقل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في المحافظة.
 
ويقول خبراء عسكريون إن تحرير مديرية "صرواح" الحدودية مع صنعاء، سيفتح جبهة جديدة ستهدد الانقلابيين عبر جبهة خولان، كما سيشكل تحريرها بوابة العبور الأسهل نحو صنعاء لإسقاطها.
 
وجاءت عملية "نصر 2" عقب اشتداد المعارك في جبهة نهم الوعرة، الواقعة على تخوم العاصمة صنعاء، وهو ما جعل خبراء يؤكدون أن "صرواح" تم استخدامها لاستنزاف الانقلابيين للضغط عليهم في العاصمة.
 
الأهمية الإستراتيجية لصرواح
 
تشكل مديرية صرواح - بحسب خبراء - أهمية كبيرة بالنسبة لمأرب، فبالسيطرة عليها يتم تأمين المحافظة بشكل كلي، وقطع خطوط إمداد المليشيا الانقلابية التي تأتيهم عبر صنعاء، ما يعني سقوطهم في باقي أجزاء المديرية، خاصة في منطقة جبل هيلان الذي تدور فيه معارك شرسة منذ أشهر.
 
وبالنسبة للعاصمة صنعاء التي تقع صرواح شرقها، تعد الأخيرة، أسهل جبهة للدخول إلى صنعاء عبر نهم، كون المناطق الواقعة بينهما مناطق مفتوحة، وجغرافيا ترتبط مأرب بالعاصمة ببوابتين إحداهما بوابة نهم ومجزر الواقعة شرق شمال صنعاء، والأخرى صرواح طريق جحانة خولان شرق جنوب صنعاء.

وتشكل مديرية صرواح الصحراوية والتي تحتوي على عدة تلال صغيرة، أهمية بالغة بالنسبة للمليشيا، إذ استخدمتها لإطلاق صواريخ كاتيوشا باتجاه مركز  مدينة مأرب، ويوجد بها أربعة ألوية تابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومطار يمكن استخدامه لأغراض عسكرية وحتى مدنية، كما كانت مقر لإدارة عملياتهم العسكرية في مأرب، وشبوة، والجوف، وحضرموت.
 
وفي هذا السياق شددّ الخبير العسكري علي الذهب على أهمية تحرير صرواح التي تعد إحدى بوابات العاصمة صنعاء في أقصى الشرق، ومصدر تهديد قائم لمأرب، كونها تشكل مع امتداداتها إلى الجنوب منها مناطق تحكم بشبكة الطرق الرابطة بين صنعاء، ومناطق من محافظتي شبوة والبيضاء، اللتين يهاجمهما مقاتلو الحوثي وصالح، من وقت لآخر، عبر هذه الطرق.
 
وأكد في حديثه لـ(الموقع بوست) أنه في حال السيطرة على صرواح، يكون قد تحقق إلى جانب تلك الأهمية، خطوة على طريق الالتفاف على العاصمة، بالتعاون مع جبهة نهم وأي جبهة أخرى قد تنشأ في التحصين الطبيعي للعاصمة صنعاء.
 
كما أشار الخبير اليمني إلى أن زعامات قبلية في هذه المنطقة لعبت دورا مؤازرا للحوثيين خلال السنوات الأخيرة من حروب صعدة الستة، وفي نشاطهم أثناء حرب دماج، والتقدم نحو عمران والعاصمة صنعاء منذ نهاية عام 2013 حتى ما بعد سبتمبر 2014، وكذا استيلاء الحوثيين على هذه المديرية في 2015، ولا تزال الزعامات القبلية تلك، تلعب الدور ذاته، من خلال مقاتليها وحضورها في المجلس السياسي، ممثلا بالعميد مبارك المشن.
 
ونظرا لما تتمتع به المديرية ومأرب بشكل عام، والتي يوجد بها مركز عمليات قوات التحالف العربي، وكذا مركز قيادة الجيش الوطني، فإن هذه مؤشرات- بحسب مراقبين- على إمكانية أن تكون المحافظة الغنية بالثروة والمهمشة التي استعادت دورها إبان سقوط العاصمة صنعاء بأيدي الانقلابيين، محطة استقرار وعودة للحكومة الشرعية إليها، لتسيير أمور البلاد.
 
صرواح والجمهورية
 
وبعودة صرواح إلى الواجهة، يتذكر اليمنيون اغتيال الأئمة لمهندس ثورة 26 سبتمبر/أيلول الملازم علي عبدالمغني في نفس المنطقة.
 
وكما ساهمت هذه المديرية سابقا في اغتيال حلم الإماميين بالقضاء على الجمهورية اليمنية، وليدة جهود وتضحيات كثيرة، ها هي اليوم تتسبب باحتضار الانقلابيين الذين يهددون الجمهورية، بعد عودتهم من بوابة الإمامة، وارتهانهم لدولة إيران.
 
إذ كشف رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة محسن خصروف عن رصدهم لمكالمة لقيادي حوثي في صرواح، وهو يطالب بقتل ما أسماهم" جماعة عفاش" في إشارة إلى قوات المخلوع صالح، بعد فرارهم من أرض المعركة، التي يقول مراقبون أنها انتحار بالنسبة للمليشيا، كون قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي هناك ضخمة للغاية.
 


التعليقات