[ الأسواق في عدن عشية ليلة العيد ]
تغرق العاصمة المؤقتة للبلاد عدن تحت وطأة الظلام عشية عيد الأضحى المبارك لتزداد بذلك معاناة أهالي المدينة الساحلية والتي تصل فيها درجات الحرارة ل 38° مقابل 92° للرطوبة.
يأتي عيد الأضحى هذا العام بظل ظروف صعبة يعيشها أهالي المدينة فمن جهة تعصف أزمة شحة السيولة المالية لتحرم آلاف الموظفين من مرتباتهم ومن جهة أخرى تدهور لافت بالخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي يسلب فرحة العيد من محيا أهالي المدينة.
وهذا هو عيد الأضحى الثاني والذي يمر عقب تحرير المحافظة من قبضة ميليشيا الحوثيين وقوات صالح منتصف يوليو من العام المنصرم إلا أن الأوضاع لم تتغير كثيرا عدا بعض التحسن في الجانب الأمني.
أسعار جنونية ومرتبات غائبة
تشهد الحركة التجارية بالعاصمة المؤقتة عدن تراجعا غير مسبوقا نتيجة الارتفاع الجنوني بالأسعار والذي يعزوه التجار لإنهيار الريال اليمني أمام الدولار حيث بلغ صرف الدولار الأمريكي الواحد قرابة 300 ريال يمني.
يضاف إلى ذلك حرمان الآلاف من موظفي قطاع الدولة من مرتباتهم نتيجة أزمة السيولة المالية والتي تعصف بعموم البلاد.
حيث شوهد مئات المواطنين من متقاعدين وموظفين يتكدسون أمام مكاتب البريد وفروع كاك بنك في المدينة لأمل الحصول على مرتباتهم لشهر أغسطس إلا أنهم لم يجدوها الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على موعدها.
المهندس عبدالله الخضر موظف بمحطة الحسوة الكهروحرارية كغيره من آلاف الموظفين لم يستلم راتبه لشهر أغسطس لتسلب منه أزمة السيولة النقدية فرحة العيد.
ولجأ الكثيرون ممن لم يتسلموا مرتباتهم للإستدانة وذلك لتوفير أجواء عيدية لعائلاتهم آملين في أن يتسلموا رواتبهم في القريب العاجل لكي يقوموا بتسديد ديونهم.
ارتفاع في أسعار الأضاحي
يشكوا المواطنون في عدن من الإرتفاع اللافت في أسعار المواشي هذا العام لتبلغ أسعارا قياسية لا يستطيع محدودي الدخل شراءها إلا بشق الأنفس.
حيث بلغ متوسط سعر رأس الغنم 35 ألفا في حين كان يبلغ متوسط سعر رأس الغنم سنويا 25 ألفا إلا أن الأزمة الإقتصادية التي تمر بها عموم البلاد أثرت على كل المناحي.
وإلى جانب ارتفاع أسعار الأضاحي برزت مشكلة جديدة ألا وهي تأثير انقطاع التيار الكهربائي ما يجعل حفظ اللحوم في الثلاجات ضربا من الخيال.
تتساءل أم خالد وهي تتحدث لـ (الموقع بوست)كيف سنتمكن من حفظ ما تبقى من لحوم الأضاحي حيث أصبحت الثلاجات غير نافعة لحفظ الأشياء مبردة خصوصا اللحوم والألبان نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
إقبال على الحلويات ومفارش بيع الملابس
تعد مديرية الشيخ عثمان والواقعة في قلب عدن قبلة لكل أهالي المدينة خصوصا محدودي الدخل منهم , حيث تنتشر مفارش وبسطات بيع الملابس والأحذية بأسعار معقولة نوعا ما مقارنة ب المتاجر الكبيرة والمحلات المتوزعة في المديريات.
ويقبل على هذه المفارش والبسطات الآلاف من الموطنين رجالا ونساءا كونها توفر لهم شتى أنواع البضائع وبأسعار معقولة تناسب مستواهم المعيشي الصعب والمتدهور.
إلى ذلك تشهد محلات بيع الحلويات بمديرية الشيخ عثمان إقبالا متزايدا من قبل المواطنين وذلك لتوفير ولو الحد الأدنى من رمزيات العيد.
ويفيد محمد القباطي وهو أحد العاملين في بيع الحلويات " تشهد محلات بيع الحلويات إقبالا شديدا من قبل المواطنين لشراء شتى أنواع الحلويات , خصوصا مع أن أسعار الحلويات تبقى محدودة حيث يبلغ سعر الكيلوا جرام الواحد قرابة 700 ريال.
ويضيف في حديثه لـ(الموقع بوست)أن مئات المواطنين المنتمين للمحافظات المجاورة يقبلون على شراء الحلويات قبل سفرهم لقضاء إجازة العيد في محافظاتهم وقراهم وهم أكثر الفئات إقبالا على الشراء.
