الآثار النفسية للحرب في تعز تهدد جيل كامل من الأطفال (تقرير)
- وئام الصوفي - تعز - خاص الإثنين, 19 سبتمبر, 2016 - 05:36 مساءً
الآثار النفسية للحرب في تعز تهدد جيل كامل من الأطفال (تقرير)

تعتبر شريحة الأطفال في محافظة تعز، أكثر شريحة متضررة جراء الحرب التي شنتها المليشيا الانقلابية على المحافظة، منذ أكثر من عام ونصف، حيث تتنوع تلك الأضرار، ما بين أضرار جسدية، تتمثل في تعرض العديد منهم للقتل والإصابة، وكذا التشريد والضياع، والأضرار النفسية، الناجمة عن الحرب ومشاهد القتل والدمار والجوع والفقر، والحصار، حيث يشير خبرا إلى أن الصراع الذي تمر به اليمن عموما، وتعز خصوصا، سيكون له تأثيرات نفسية سلبية على جيل كامل من الأطفال.
 
الأطفال ومشاهد الحرب
 
يروي أبو جمال الذي يعيش في حي الدحي بمدينة تعز، بعض التفاصيل عن حالة ابنه جمال البالغ من العمر 12 عاما، والذي أصبح تفكيره مركزاً جراء مشاهد الحرب حتى وهو يلعب.
 
يقول أبو جمال لـ(الموقع بوست): "أصبحت حياة جمال كلها حرب، بين حين وآخر يقوم بصناعة البندقية أو نوع من أنواع الأسلحة من أوراق الدفاتر، ثم يبدأ باستعمالها، وقد أصبح كل همه تمثيل مشهد وهو يقاتل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية".
 
ويتابع أبو جمال: "أصبح جمال حياته كلها حرب ومن الصعب أن تعالج نفسيته في ظل استمرار الحرب.
 
تكاد تتشابه حالة "جمال " بـ"عمرو"، ابن العشرة أعوام الذي فقد أمه جراء نتيجة سقوط صاروخ كاتيوشا على منزلهم في حي وادي القاضي، حيث يعاني هذا الطفل، من اضطرابات نفسية، حولته إلى شخص انطوائي، غير راغب باللعب مع إخوانه، الذين يقولون إنه أصبح متعب نفسيا.
 
جيل كامل يعاني مشاكل نفسية
 
وتعليقا على آثار الحرب على نفسية الأطفال في تعز، يقول الناشط الحقوقي فواز الأديمي، لـ(الموقع بوست): "يعاني مجمل الأطفال في مدينة تعز هذه الأيام من حالة التعب النفسي والإرهاق، نتيجة الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع على مدينتهم، بعضهم يعانون بداية انفصام عن الواقع الذي يعيشون فيه"، لافتا إلى أنهم أصبحوا يحاكون بشكل يومي مشاهد الحرب والدمار فيما بينهم.
 
ويضيف الأديمي: "آلاف الأطفال في مدينة تعز يعيشون هذه الحالة، فهذه الحرب القاسية التي تشنها المليشيا الانقلابية على المدينة، جعلت من جيل كامل يعاني مشاكل نفسية مزمنة، يمكن القول بأنها أخطر ما قد يواجه المجتمع اليمني الآن طبعاً، وفي المستقبل على المدى البعيد".
 
ضرورة الإرشاد والصحة النفسية
 
آلاف الأطفال في مدينة تعز أصبحوا اليوم بحاجة إلى رعاية نفسية وصحية، بحسب خبراء، إلا أنهم مهملين بسبب انشغال الجميع بمجريات المعارك الدائرة في المدينة، وعلى الرغم من وجود عدد من المؤسسات التي تقدم العلاج النفسي للأطفال، إلا أن هذه المؤسسات لا تستطيع فعل الكثير لاعتبارات معروفة.
 
الخبير  في علم النفس نبيل المخلافي قال لـ(الموقع بوست) إنه من الطبيعي أن تتأثر حالة الأطفال النفسية في مدينة تعز من الواقع الذي تعيشه المدينة من تفاصيل الحرب والدماء والقصف المستمر، لافتا إلى أن نسبة الانهيارات الجسمانية، والعقلية تتراوح بين طفل وآخر حسب ما يعيشه الطفل وقدرته على تحمل الصدمات، لكن في النهاية، فإن الحالة النفسية للجميع تأخذ بالتدهور طبعاً، حسب قوله.
 
وأضاف المخلافي: "لا بد أن تكون هناك رقابة للأسر على أطفالهم من ناحية المتابعة، يجب على الأسر أن تكون أكثر اتزاناً بالتعاطي مع الأحداث والأهوال التي تعيشها مدينة تعز، بالإضافة إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن مشاهدة الأخبار، ومشاهدة المجازر والدماء، وتوجيههم للاهتمام بأشياء أخرى".
 
وأكد المخلافي على ضرورة الإرشاد والصحة النفسية، للأطفال، لأنها مسألة ضرورية، لا يجب التقليل من أهميتها، خصوصا في مثل هذه الظروف، لافتا إلى أن الحالة النفسية لدى الأطفال  لا شك تعكس حجم المشكلة، وانعكاساتها على الحاضر والمستقبل.
 


التعليقات