ما دلالات وأبعاد استهداف الحوثيين للسفينة الإماراتية ؟( تقرير خاص)
- خاص - متولي محمود الإثنين, 03 أكتوبر, 2016 - 07:07 مساءً
ما دلالات وأبعاد استهداف الحوثيين للسفينة الإماراتية ؟( تقرير خاص)

[ لقيت حادثة استهداف السفينة الإماراتية إدانات دولية واسعة ]

أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قامت فجرالسبت بعملية إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية.
 
وأضافت في بيان أن السفينة كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن، لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
 
الحكومة اليمنية من جهتها نددت باستهداف مليشيات الحوثية وصالح الإجرامية للسفينة الإماراتية.
 
وكان الحوثيون قد أعلنوا فجر أمس عن استهدافهم بارجة حربية إماراتية بصاروخ باليستي، أدى إلى إغراقها، كما بثت قناة المسيرة التابعة للمليشيات مقطعا مصورا، قالت إنه للعملية.
 
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد المليشاوي يهدف إلى فتح جبهة جديدة للتحالف والشرعية، للفت النظر عن المعركة الرئيسية الدائرة في محيط العاصمة.
 
وأضافوا أن هذه الحادثة لا تخص الحوثيين وحدهم، فقد أظهرت اليد الخفية لإيران ومطامعها في التحكم بمنظومة الملاحة الدولية، كإرث تاريخي لإمبراطورية فارس عبر التاريخ.
 
ناشطون أكدوا للموقع بوست أن الغرض من هذه العملية، والهالة الإعلامية المرافقة، هو لفت الأنظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في الجوف وتعز.
 
حركة السفن التجارية غير آمنة
 
"غمدان الزبيدي" ناشط إعلامي يقول: "أولا الأخبار تقول إن السفينة هي سفينة شحن ونقل وهي تابعة للقوات المسلحة الإماراتية ولكنها مؤجرة، ما يعني أنها ليست قطعة عسكرية حربية مقاتلة، وإنما سفينة شحن أو نقل مؤجرة وينطبق عليها قوانين منظمة النقل البحري العالمية".
 
وأضاف "الزبيدي" للموقع بوست: أعتقد أن الحوثي أكل الطعم بغباء، لأن الإمارات تستطيع استغلال الحادثة بأن الممر الدولي غير آمن، وأن الحوثي اعتدى على سفينة نقل، ما سيترتب عليه أضرار في حركة السفن التجارية التي تعبر باب المندب، كون المنطقة غير أمنة، كما سيلحق الضرر بقناة السويس المصرية وخاصة أن رحلة هذه السفينة مسجلة لدى منظمة النقل البحري العالمية كرحلة نقل تجارية".
 
وتابع: "قد يستغل التحالف الحادثة في تحويل حركة السفن التجارية من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن وهذه ضربة اقتصادية أخرى للانقلاب. كما من الممكن استغلال التحالف لها في شن عملية عسكرية على الساحل الغربي بحجة تأمين الممر الدولي، وسيدعمه في هذا مصر كونها أكبر المتضررين من الموضوع".
 
قرصنة بحرية
 
الصحفي "حمزة المقالح" يرى أن ستهداف سفينة نقل مساعدات في البحر الأحمر هو قرصنة منظمة، يستوجب من التحالف و الشرعية سرعة التحرك لحماية الممر البحري و تأمينه من عبث العصابات الانقلابية.
 
وأضاف "المقالح" في حديث للموقع بوست: "هذه الحادثة ستضر بحركة التجارة الدولية وستعرضها للمخاطر؛ يجب ان يكون هذا التحرك سابق لأي تحرك للآخرين بدواعي حماية مصالحهم في ممر التجارة البحري الأهم في المنطقة إن لم يكن في العالم".
 
وتابع: "يتمحور الصراع حول هذه الممرات البحرية عبر التاريخ ، وتبقى اليمن كجغرافيا جيوسياسية نقطة تجاذب لصراع منظومة الأمن الإقليمي لبحر العرب، وكانت امبراطورية فارس هي المهيمنة على هذا المجال، والذي كان ضمن نطاق هيمنة امبراطورية الدولة الرومانية".
 
وأردف: "اليوم تمثل الحوثية امتداد واختراق خطير لمنظومة الأمن الإقليمي للبحر الاحمر الذي تمثل المملكة ومصر أهم دول معنية بحماية هذه المنظومة البحرية الحيوية، ومفتاح السيطرة على هذا المرتكز الأمني هو باب المندب.
 
جبهات جديدة ضد التحالف
 
باستهداف السفينة الإماراتية، التي كانت تنقل مواد إغاثة لعدن، تصل الأمور بين التحالف العربي وإيران إلى مستوى كبير من الوضوح، فإيران بمليشيات الحوثي تنقل المعركة مع السعودية إلى البحر.
 
وقال "محمد اللطيفي" صحفي: "هذا لا يعني تجميد المعركة البرية على حدود السعودية، بل إضافة معركة جديدة؛ بحرية هذه المرة. تأتي المعركة البحرية لإشغال التحالف والشرعية عن استكمال تثبيت تواجدها الاقتصادي والسياسي في عدن، خصوصا بعد قرار نقل البنك وعودة الحكومة".
 
وأضاف "اللطيفي" للموقع بوست: "هذا كله يتزامن مع العمليات الإرهابية التي عادت إلى عدن، مع ملاحظة أن هذه العمليات الإرهابية تتحرك دائما مع كل عودة فعلية للحكومة الشرعية".
 
وتابع: "هناك اذن، في تقديري، ثلاث معارك دارت ضد التحالف والشرعية في وقت واحد، معركة الحدود مع السعودية، معركة البحر الأخيرة ضد السفينة الامارتية، والمعركة الأخطر هي معركة  الارهاب في عدن والجنوب، وهذه المعارك كلها تقوم بسبب عدم حسم المعركة الأصل على حدود العاصمة، التي لا يحول بينها وبين قوات الشرعية سوى (20 كيلو)".
 
وأردف: "بتنفيذ هذه المعركة، سيحسم التحالف وعلى رأسه السعودية، أكثر من معركة تفتحها إيران عبر وكلائها في اليمن، كما أن تحرك الزوارق  في البحر ضد سفن الخليج، هو بحد ذاته نتيجة عدم حسم تحرير تعز، وخصوصا تحرير المخاء وباب المندب".
 


التعليقات