ما وراء هجوم الانقلابيين على ولد الشيخ؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 26 أكتوبر, 2016 - 12:10 صباحاً
ما وراء هجوم الانقلابيين على ولد الشيخ؟ (تقرير خاص)

غادر المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولدالشيخ، اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، العاصمة صنعاء، بعد زيارة استبقها الانقلابيون(مليشيا الحوثي والمخلوع صالح)، بهجوم إعلامي عنيف عليه، واتهامه بالوقوف بصف الشرعية.
 
ونقل موقع "المؤتمر نت" عن مصدر مسؤول بحزب المؤتمر الشعبي العام قوله إن" ولد الشيخ" قد أصبح اليوم مبعوثا سعوديا، ولم يعد محايدا من خلال تبنيه لأطروحات دول التحالف العربي، بالإضافة إلى تبنيه المواقف التي تدين الضحية وتبرئ المعتدي، وكذا تبرير قرارات الرئيس هادي وأبرزها نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
 
إلى ذلك طالبت صحيفة" الميثاق" الناطقة باسم حزب المؤتمر الذي يترأسه المخلوع صالح، في افتتاحيتها الصادرة يوم الاثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول، باستبدال ولد الشيخ" بشخصية دبلوماسية على قدر من الحيادية والنزاهة، واصفة المبعوث الأممي بممثل الانحطاط" الأممي والأخلاقي والدبلوماسي".
 
من جهته حرض القيادي الحوثي البارز أسامة ساري ضد المبعوث الأممي، واقترح في تدوينة بحسابه بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، أن يتم احتجاز المبعوث الأممي في اليمن ثلاثة أشهر، وذلك" ثأرا لوفدنا الوطني(في إشارة إلى وفد الانقلابيين) الذي تعرض لاحتجاز في مسقط".
 
وجاء هذا الهجوم عقب اقتراح ولد الشيخ لهدنة ال72 ساعة، تمهيدا لاستئناف مشاورات السلام، وأبدى الانقلابيون امتعاضهم من ذلك، متهمين المبعوث الأممي بالتحايل على مشروع القرار البريطاني الذي نص على وقف فوري لإطلاق النار غير مشروط، واستئناف العملية السياسية.
 
وفسر محللون هجوم حزب المؤتمر جناح المخلوع صالح، بأنه تأكيد على رفضهم الدائم للمبعوثيين الأمميين، حيث سبق أن هاجموا جمال بن عمر وطالبوا بتغييره، وهي مواقف تؤكد أن الحزب يحاول الظهور أنه حزب قوي، يحق له أن يطالب بما يريد، حتى تغيير المبعوثيين.
 
وأكدوا أن عدم لقاء ولد الشيخ برئيس ما يسمى" المجلس السياسي الأعلى" صالح الصماد، هو ما أثار غضب المؤتمريين الذي يرون أن المجلس السياسي يخصهم، فهم يبحثون عن شرعية التفاوض، ولا يريدونها حكرا على الحوثيين، لأن اللجنة الثورية حصرية للأخيرين، في محاولة للخروج بمكاسب.
 
وأفادت الأنباء عن محاصرة مجاميع مسلحة لولد الشيخ في مقر إقامته بصنعاء، تقول وسائل إعلام تابعة للانقلابيين إن تلك المجاميع تنتمي إلى قبيلة خولان، التي تعرض عزاء أقامته للقصف مطلع الشهر الجاري.
 
وعدَّ ذلك مراقبون أنه مسرحية،  يريد الانقلابيون من خلالها ترسيخ مبدأ المظلومية التي يدعيها لدى الشعب اليمني، والتأكيد على أن العالم والأمم المتحدة يقفون ضدهم.
 
التغطية على الدور الحقيقي للأمم المتحدة
 
وعلى هذا الصعيد يقول الكاتب والصحافي محمد اللطيفي إن التصريحات التي وجهت ضد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، في إطار حملة ميلشاوية تأتي في إطار التغطية على سمعة الدور الأممي في اليمن، المتهم من قبل أنصار الشرعية، بمداهنة الانقلاب.
 
وعن أهداف تلك الحملة، يوضح اللطيفي لـ(الموقع بوست) أنه يراد منها، دفع طرف الشرعية، لتقديم تنازلات إضافية، في سياق أن سلطة الانقلاب ما زالت تمارس التعنت على اشتراطات جديدة قدمها المبعوث الأممي، مما يجعل طرف الشرعية يقع في شرك القبول بها.
 
ويؤكد الصحافي أنه ليس من المهم إن كان حدث حصار حقيقي أم مسرحي لولد الشيخ في صنعاء، فلا معلومات مؤكدة عن حدوثه، لافتا إلى إمكانية قيام الانقلابيين بمثل ذلك العمل،" فالمخلوع صالح ومليشيا الحوثي، قد مارسوا كل الجرائم السياسية والأخلاقية في حق اليمن أرضا وإنسانا، وليس مستغربا أن يمارسوا مثل هذه الانتهاكات الدبلوماسية"، حد قوله.
 
وأشار في ختام حديثه إلى أن" حصار ولد الشيخ؛ إن تم، فهو سيكون في إطار، إما سياسة لعبة "الوقت الضائع" التي تلعبها سلطة الانقلاب منذ بدء المفاوضات العبثية، أو أن هذه السلطة تحاول ممارسة المزيد من سياسة ابتزاز طهران للمجتمع الدولي، خصوصا وأن الانقلابيين يدركون أنهم أضحوا مجرد بيدق في لعبة شطرنج إيرانية".
 
المتاجرة بقضية الصالة الكبرى
 
من جهته تحدث المحلل السياسي ياسين التميمي، عن دوافع حصار الانقلابيين للمبعوث الأممي في صنعاء، ورأى أن ادعاء الانقلابيين أن المجاميع المسلحة التي حاصرت ولد الشيخ تنتمي إلى قبائل خولان، يأتي في إطار استمرار المتاجرة بقصة صالة العزاء بصنعاء.
 
ويؤكد في تدوينة بحسابه في موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" أن الانقلابيين لا يريدون المضي قدماً في جهود إحلال السلام، وفقاً للتصورات التي يسوقها المبعوث الأممي، والتي تقوم على المرجعيات الثلاث، المتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها قرار 2216.
 
وأشار إلى الانقلابيين يريدوا  أن يستثيروا خولان بطريقة قد تؤثر كثيراً على عدالة قضية الصالة، خصوصاً بعد أن فشل صالح في حشد النكف الذي دعا إليه، ولم يحضره إلا النزر اليسير من أبناء القبيلة.
 
ويضيف"التميمي" قائلا" أشعر بالتفاؤل لأن الحصار الذي يفرضه صالح على المبعوث الأممي اليوم في صنعاء، يستند إلى ذات الدوافع التي جعلته يحشد أنصاره لحصار  المبعوث السابق جمال بن عمر، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، والسفراء الراعين للتسوية في مقر السفارة الإماراتية، بتاريخ  24 أغسطس/آب 2011 بصنعاء".
 
ويوضح" كان دافع ذلك الحصار هو تمسك صالح بالسلطة بأي ثمند وقطع الطريق على كل المحاولات التي كانت تبذله لحمله على توقيع اتفاق التنازل  عن السلطة، فقد أدى ذلك الحصار إلى فقدانه السلطة، وقد يؤدي هذا الحصار إلى فقدان الدور السيئ الذي يؤديه في البلاد كزعيم حرب حاقد وموتور"، حد تعبيره.
 
واختتم اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ زيارته إلى صنعاء التي استمرت ثلاثة أيام، قام خلالها بعقد عدة لقاءات مع وفد الانقلابيين بجناحيه(الحوثي- صالح).
 
وسلم ولد الشيخ وفد الانقلابيين خارطة طريق مكتوبة، تتطرق إلى التدابير الأمنية والسياسية المقترحة لإنهاء النزاع في اليمن، على أن يتقدم الوفد برده على المقترح خلال الأيام القليلة القادمة، وفقا للبيان الذي نشره المبعوث الأممي في حسابه بموقع الفيسبوك.
 
من جهته أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي" تويتر"،  يوم أمس الاثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول، أن أي حل للانقلاب وما ترتب عليه، لا يلتزم بالمرجعيات الثلاث، ليس إلا شرعنة للانقلاب، ولن يحقق السلام.
 
يشار إلى أن ولد الشيخ رفض الالتقاء بأعضاء المجلس السياسي الأعلى، باعتباره هيئة غير معترف بها، كما قام بزيارة صالة العزاء بصنعاء، التي تعرضت للقصف في الثامن من الشهر الجاري، وأسفر عنه سقوط 500 بين قتيل وجريح.
 


التعليقات