[ تحطم طائرة أمريكية في عملية الإنزال في رداع - أرشيفية ]
وفقاً لمسؤولين أمريكيين فإن اليمن قد سحبت موافقتها على قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمهمات عسكرية خاصة على الأرض اليمنية، وقد جاء ذلك على خلفية غضب الحكومة اليمنية من العملية العسكرية الأخيرة في البيضاء والتي أودت بحياة مدنيين.
تسببت الصور المروعة للأطفال الذين قتلوا أثناء تبادل إطلاق النار في العملية العسكرية التي استمرت لحوالي 50 دقيقة في إثارة غضب اليمن، وقد قتل عضو أيضاً من فريق النخبة الأمريكي خلال العملية العسكرية.
بينما يستمر إصرار البيت الأبيض على أن العملية الأخيرة كانت ناجحة، وهو الحديث الذي تم تكراره يوم الثلاثاء، فإن قرار تعليق عمليات النخبة تعتبر نكسة كبيرة للرئيس ترامب الذي من الواضح أنه يخطط لنهج أكثر عدوانية بكثير ضد المتشددين الإسلاميين.
وقد جاءت موافقة ترامب على عملية 29 يناير أثناء عشاء مع كبار مساعديه للأمن القومي بأربعة أيام سابقة من تاريخ العملية، ولم تتم الموافقة عليها في غرفة العمليات العسكرية كما كان يفعل كلٌ من باراك أوباما وجورج بوش التي كانت من الأمور الروتينية.
إن غارة البيضاء الفاشلة هي اختبار مبكر لترامب واتخاذه للقرارات، وأيضاً لرغبته في الاعتماد على تأكيدات مستشاريه العسكريين. ويقول مساعدوه إنه بالرغم من اتخاذ القرار خلال عشاء ذلك اليوم إلا أنه تم تفحصها كاملة وزودت بجميع الموافقات القانونية اللازمة.
ليس من الواضح أن ترامب سيسمح للبيت الأبيض بمراجعة قراراته المتعلقة بعمليات جديدة في اليمن أو أن نتائج الغارة الأخيرة قد غيرت تفكيره حول المخاطر الإنسانية والسياسية لعمليات مماثلة في المستقبل.
وقد نفى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، سين سبير، أنه لم يكن الغرض من العملية قتل أو اعتقال أي قائد معين من تنظيم القاعدة، وأن الغرض كان جمع معلومات استخباراتية، وأكد أيضاً بأن العملية كانت ناجحة بالفعل.
لم يكن من الواضح فيما إذا أن قرار اليمن المتعلق بسحب ترخيص المهمات البرية في البلاد قد تأثر أم لا بإدراج ترامب لها في لائحة الدول المحظورة من الهجرة المؤقتة.
ووفقاً لمسؤولين مدنيين وعسكريين أمريكيين فإن سحب اليمن ترخيصها للمهمات البرية الأمريكية في البلاد لا يشمل الهجمات الأمريكية بطائرات بدون طيار أو للمستشارين العسكريين الأمريكيين الذين يقدمون الدعم الاستخباراتي لليمن وللقوات التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أوقفت الحكومة اليمنية في عام 2014 الطائرات الأمريكية بدون طيار بشكل مؤقت من الطيران بسبب عملياتها الفاشلة واستهدافها للمدنيين، ومن ثم بدأت بالاستئناف تدريجيا حتى ازدادت في السنوات الأخيرة، وهو ما يدل على أن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية واحد من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم.
وقد أثارت العملية الأخيرة غضب كثير من المسؤولين اليمنيين، واتهم بعضهم إدارة ترامب بعدم التشاور معهم كلياً قبل بدء العملية، حيث أدان العملية وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي خلال 24 ساعة من بدايتها على حسابه الرسمي في تويتر واصفاً إياها "القتل خارج نطاق القضاء".
قال سفير اليمن لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أحمد عوض بن مبارك، في مقابلة له مع قناة الجزيرة هذا الأسبوع إن الغارة الأمريكية الأخيرة قد أثارت قلق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والذي عبر عنه أثناء لقائه مع السفير الأمريكي لليمن في الرياض.
وقال بن مبارك أيضاً إن الحكومة اليمنية شريك أساسي في مكافحة الإرهاب، وإن التعاون من الجانب اليمني يجب ألا يأتي على حساب المواطنين وسيادة البلاد.
اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية أن الغارة أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين والأطفال، وأن التحقيق جارٍ في هذا الأمر، حيث كان من بين القتلى ابنة القيادي في القاعدة، أنور العولقي، الذي قتل في غارة أمريكية بدون طيار عام 2011.
وقد أعرب مسؤولون أمريكيون في مكافحة الإرهاب عن تزايد مخاوفهم حول قلة فهمهم لعمليات تنظيم القاعدة في اليمن منذ مغادرة 125 مستشاراً أمريكاً من العمليات الخاصة اليمن في مارس 2015.
وتحاول منذ ذلك الحين وزارة الدفاع الأمريكية إعادة بناء عملياتها في مكافحة الإرهاب، حيث قامت قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمساعدة القوات اليمنية والإماراتية في طرد مسلحي القاعدة من محافظة المكلا الساحلية.
ووفقاً لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بشن 38 غارة بطائرات بدون طيار العام الماضي مقارنةً بعام 2014 حيث شنت 23 غارة و5 غارات منذ بداية هذا العام.
صحيفة نيويورك تايمز
كتبه/ ديفد سانجر وإرك سكيمت