[ كثفت المليشيا من تحركاتها في المحافظات المحيطة بالحديدة ]
كثف طرفا تحالف الانقلاب في العاصمة صنعاء من تحركاتهم في محيط مدينة الحديدة غربي اليمن منذ أكثر من شهرين، وذلك عقب إعلان التحالف العربي عزمه تحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد اتهامات وجهها للحوثيين والمخلوع صالح باستغلال الميناء في أعمال غير مشروعة.
ودفعت توجسات الحوثيين من اقتراب معركة الحديدة إلى اتخاذهم العديد من الإجراءات على المستوى المحلي والخارجي.
ولجأت المليشيا الانقلابية لاستغلال الوضع الإنساني، في محاولة لتفادي الضغط العسكري للتحالف العربي، الذي لقي اهتماما أمريكيا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونظم ناشطون يتبعون المليشيا مسيرة أطلق عليها "مسيرة الخبز" انطلقت في الـ20 من أبريل الماضي من مديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء إلى محافظة الحديدة، للفت الانتباه إلى الوضع الذي تعيشه مدينة الحديدة.
وعلى الصعيد الميداني، كثف الحوثيون من تحركاتهم في أوساط مشايخ القبائل والوجاهات الاجتماعية في أربع محافظات تحيط بمحافظة الحديدة، هي: حجة، والمحويت، وإب، وريمة، بالتزامن مع أنشطة لقيادات حزب المؤتمر التابع للمخلوع صالح، تحت غطاء تنشيط الحزب في تلك المحافظات.
وزار صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى تلك المحافظات، والتقى بالعديد من الشخصيات فيها، وغلب على زيارته التحشيد والتعبئة، والتحذير من حساسية ما وصفها بالمرحلة، والتذكير بما يجري في المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة الشرعية من دمار وقتل، وهي إشارات واضحة -وفقا لمراقبين- من تحذير ضمني من سقوط مناطق جديدة بيد الشرعية والتحالف العربي.
الأربع المحافظات التي زارها الصماد هي المحافظات الملتصقة والمحاذية لمحافظة الحديدة من مختلف الاتجاهات، باستثناء محافظة تعز، بعد تحرير ميناء المخا من قبضة المليشيا.
على الصعيد العسكري، أجرت المليشيا الانقلابية تبديلا في قيادات الجيش الخاضعة لسيطرتها في نطاق محافظة الحديدة، وأصدر الصماد قرارا بتعيين عبداللطيف حمود المهدي قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة خلفا للقيادي في الجماعة عبدالله يحيى الحاكم.
وتزامنت تلك التحركات الداخلية مع نشاط مكثف لمنظمات حقوقية خارجيا، حذرت في مجملها من مغبة السيطرة على محافظة الحديدة، وهو ما بدا واضحا في مؤتمر الاستجابة الإنسانية، الذي وضعت الدول المشاركة فيه خصوصا الأوروبية ثقلها حول وضع ميناء الحديدة.