صنوف من التعذيب يتعرض لها المختطفون في سجون المليشيا والكوليرا تضاعف معاناتهم (تقرير خاص)
- خاص الإثنين, 15 مايو, 2017 - 05:03 مساءً
صنوف من التعذيب يتعرض لها المختطفون في سجون المليشيا والكوليرا تضاعف معاناتهم (تقرير خاص)

[ انتشار القمامة وسط العاصمة صنعاء ]

أرقام صادمة ستفاجؤك وأنت تتحدث إلى الناشطين الحقوقيين في اليمن حول عدد المعتقلين الذين يقبعون في معتقلات وسجون جماعة الحوثي، وعن التطورات التي دخل بها هذا الملف من إلقاء الآلاف في السجون دون توجيه اتهامات، إلى التعذيب بشتى الوسائل، إلى التجويع والحرمان من الأكل والشرب، وصولا إلى القتل المتعمد لبعض المعتقلين، إلى الوفاة تحت التعذيب.
 
ولم تكتفِ جماعة الحوثي باعتقال الآلاف من الأشخاص موزعين بين ناشطين سياسيين وصحفيين ومدنيين وعسكريين، ففي الوقت الذي تقوم فيه بتعذيب قطاع واسع منهم تسعى إلى اعتقال واختطاف معارضين جدد في كل من صنعاء وتعز ومأرب وإب وبعض المناطق الأخرى.
 
الوباء يجتاح سجن هبرة
 
الجديد في هذا الأمر، هو وصول وباء الكوليرا الذي يجتاح صنعاء ومدن يمنية كثيرة، إلى داخل السجون، وقد سجل حقوقيون إصابة خمس حالات أمس السبت في سجن هبرة في أمانة العاصمة صنعاء.
 
وكشف الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان -في تصريح خاص لـ"الموقع بوست"- أن سجن هبرة فيه عدد كبير من المختطفين، وهناك تشديد كبير جدا ومعاملة سيئة من قبل القائمين على إدارة السجن.
 
الوضع الصحي
 
وقال برمان "الأهالي وخصوصا في أوقات الزيارة وإحضار الطعام يمنعون من الدخول إلى السجناء، وكثيرا ما تقوم إدارة السجن بمنع الزيارات ومنع دخول الأشياء إلى السجن، أيضا السجن مزدحم جدا وهو سجن مليء بالأوساخ وبيئة خصبة لانتشار الأمراض، قد وجد الآن الكوليرا التي بدأت تنتشر بشكل مخيف جدا، وإدارة السجن أحضرت طبيبا واحدا فقط إلى السجن ليشرح للسجناء طريقة الوقاية من الكوليرا، ولكن أصبح الطعام يدخل إليهم ملوثا، حسب الرسالة التي تلقيتها".
 
عدم الوقاية

وأشار برمان إلى أنه "لا يمكن الوقاية طالما والأكل يصل إليهم ملوثا، حتى إن السجانين يقومون بإدخال أيديهم إلى أوساط الطعام أثناء تفتيشه خوفا من دخول أي أشياء هم يمنعونها ونحن الآن نخشى من كارثة انسانية كبيرة، هناك أربع حالات حرجة وضعها حرج تم نقلها إلى المستشفى الجمهوري لكن لم تنقل إلا بعد أن كان وضعها حرج جدا".
 
وأضاف "نحن ندعو كافة المنظمات الإنسانية الدولية إلى القيام بزيارة إلى هذه السجون خصوصا في ظل هذه الظرف الصعبة وإيجاد الأدوية للوقاية من هذا المرض أولا، وأيضا معالجة ونقل الحالات الموجودة في السجن".
 
انتشار وباء الكوليرا في السجون، في ظل الوقاية وجود العلاج وإسعاف من تعرضوا للإصابة، حسب الطبيب صدام الحمادي، سيعرض بقية السجناء بلا شك للإصابة ويعرضهم للموت.
 
التهديد بالخطر

يقول الحمادي -في حديثه مع "الموقع بوست"- "إذا كانت الإصابات تشهد الآن ارتفاعا كبيرا على مستوى صنعاء وعلى مستوى المستشفيات التي تجري فيها محاولات لمكافحة انتشار الوباء فما بالك بسجن تختفي فيه الخدمات ووسائل السلامة والوقاية".
 
ومن هذا المنطلق الصحي، والتأكيد الطبي، السجناء في هبرة وغيره من السجون المختلفة مهددون الآن بالخطر والحالات ستكون في ارتفاع كبير إذا لم يتم مواجهة الوباء بشكل سريع جدا.
 
وعلم "الموقع بوست" أن إجراءات أمنية تتم بحق المعتقلين والسجناء في سجن الأمن السياسي منذ يوم أمس، ومن ضمن هذه الإجراءات منع المياه عن السجناء، وتخصيص قارورة ماء واحدة فقط لكل سجين، الأمر الذي يجعل هذه الشريحة وفي هذا السجن مهددون بوباء الكوليرا أيضا، وبأمراض أخرى عدة.
 
يشار إلى أن السجون في صنعاء تخضع لإجراءات خارجة عن القانون، وصار واقعها في غاية الألم والتعقيد، وذلك نتيجة التعذيب الذي يمارس بحق كثيرين وعدم إحالة المعتقلين إلى المحاكمات أو حتى توجه إليهم تهم، ما عدا ما تم الإعلان عنه من إحالة 26 صحفيا وناشطا للمحاكمة بعد وقت طويل من إبقائهم في السجون دون علم أسرهم واتخاذ حكم إعدام بحق صحفي ما زال العالم إلى الآن يلتف حول قضيته ويستنكر ويواجه هذا الإجراء.
 
ارتفاع متزايد
 
وتتعدد وسائل التعذيب للمعتقلين في السجون اليمنية والمعتقلات وتختلف من وسيلة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، لكنها جميعها تؤدي إلى الموت وإلى الإعاقات وإلى فقدان العقل أحيانا ربما.
 
 مصادر حقوقية واقعة ضمن لجنة التحقيق بشؤون المعتقلين أشارت -في حديثها مع "الموقع بوست"- إلى بعض وسائل التعذيب التي تستخدم في السجون، منها: الحرمان من النوم، والزج بالأشخاص في زنازين انفرادية، وتجميع المعتقلين في أماكن مظلمة وضيقة تحت الأرض، التهديد بالإعدام الوهمي، حفر قبور وإخبار الأشخاص بأنهم سيدفنون فيها، وأنه حان وقت الإعدام، استخدام الأشخاص كدروع بشرية، وهذه من أبشع الانتهاكات، عندما يظل الشخص ينتظر في أي لحظة يموت، لا يستطيع أن يأكل ولا يشرب ولا يستطيع أن ينام.
 
بالإضافة إلى عدم توفير الملابس، والبطانيات، وعدم السماح بالاغتسال، وعدم السماح بالدخول إلى الحمام إلا في لحظات معينة لقضاء الحاجة وأحيانا لمرة واحدة في اليوم، إضافة إلى عدم السماح بالزيارة للمعتقلين، والاتصال الخارجي، أو توكيل قاضٍ بالقضية حتى يحافظ المعتقل على حقوقه أو تحويله إلى نيابة عامة، جميعها يتحدث عنها الفريق الحقوقي ضمن التقارير التي يجري إعدادها وسيتم الفصح والإعلان عنها حال استكمالها.
 
بيئة خصبة 
 
كثيرة هي هموم وعذابات السجناء والمعتقلين في صنعاء، وكثيرة هي الأوبئة والأمراض المهددون بها، فمن ينجو من العذاب لن ينجو من المرض ووباء الكوليرا الآن الذي يعتبر مصدر انتشاره في الأساس المياه الملوثة والأكل الملوث والبيئة غير الصالحة للعيش والمليئة بالنفايات، فكيف إذن وهذا موجود ومتوفر بكثرة في سجون بعيدة عن أنظار العالم وعن أنظار الأهالي والسلطات المعنية بهؤلاء الناس؟
 
يشار إلى أنه في الوقت الذي يعاني فيه آلاف المعتقلين في السجون من كافة أشكال انتهاك حقوق الإنسان، يعاني أضعافهم من آبائهم، وأمهاتهم، وإخوانهم، الأمرين في سبيل إخراجهم من المعتقل أو الاطمئنان عليهم على أقل تقدير، ويدفعون الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وسط تفشي لظاهرة السمسرة على يد ضباط أو محاميين أو أشخاص عاديين، يدعون معرفتهم بأماكن المعتقلين، وإمكانيتهم في إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية كبيرة.
 


التعليقات