أوائل جامعة عدن.. معاناة مستمرة منذ أعوام دون آذان صاغية (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الخميس, 21 سبتمبر, 2017 - 04:43 مساءً
أوائل جامعة عدن.. معاناة مستمرة منذ أعوام دون آذان صاغية (تقرير)

[ لجأ الطلاب الخريجون للاعتصام للمطالبة بحقهم ]

يواصل أوائل جامعة عدن اعتصامهم المفتوح أمام ديوان رئاسة الجامعة بخورمكسر، لليوم الخامس على التوالي، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر أمل من شأنها تنفيذ مطالبهم، المتمثلة في التوظيف بالجامعة، أسوةً بباقي زملائهم في المحافظات الأخرى.
 
ويعتزم أوائل جامعة عدن بفروعها المتوزعة على محافظات لحج، وأبين، وشبوة، والضالع، الاستمرار في الاعتصام المفتوح والتصعيد من مستوى الاحتجاجات، وذلك للضغط على الحكومة الشرعية، والتي هي الأخرى لم تظهر أي اهتمام، ولو حتى على سبيل التصريحات الإعلامية على الأقل، حسبما يقول الخريجون الأوائل.
 


وكانت رئاسة الدولة قد أصدرت توجيهات في العام 2007  باعتماد وظائف حكومية بالجامعة لكل أوائل الجامعات، كلٌ في جامعته، وبتوصيف "مُعيد"، وتواصل العمل بهذا القرار في كل الجامعات على مستوى الجمهورية، إلا أنه توقف في جامعة عدن، وتحديدا في العام 2013، فقد كانت آخر دُفعةٍ يتم توظيف خريجيها الحاصدين المراكز الأولى، هي دُفعة العام 2011- 2012، في حين تم استثناء أوائل الدفعات التي أعقبتها، حيث ما يزالون يتابعون ملفاتهم لدى أروقة الجهات المعنية، وعند وصولهم لطريق مسدود، لم يجدوا سوى البدء باعتصام مفتوح، لعله ينجح في انتزاع حقوقهم، وإيصالها للحكومة الشرعية ممثلةً بوزارتي المالية والخدمة المدنية، وهما الجهتان المعنيتان باعتماد وظائف الخريجين الأوائل.
 
نماذج عانت الإهمال
 
"عانيت أثناء الدراسة وواجهت صعوبات مالية، طامحاً بالوصول للمركز الأول لأصبح من المنتمين إلى هذا الصرح العلمي الشامخ (جامعة عدن)"، يفيد الطالب مشتاق الشعيبي، وهو خريج العام 2012-2013، من كلية التربية فرع الضالع.
 
ويضيف الشعيبي -في حديث خاص لـ"الموقع بوست"- "وبعيد تخرجي من الدراسة احتاجت لي الكلية، فلبيت النداء ودرست فيها ولا زلت حتى اليوم، وبذلت جهداً مضاعفاً، رغما عن ظروفي الشخصية، ومع ذلك بقيت في انتظار قرار التعيين لأربعة أعوام على التوالي".

ويذكر الشعيبي بأنه لا يعلم موعد توظيفه وإعطائه حقه القانوني، والذي حصل عليه زملاؤه في باقي المحافظات اليمنية، حتى تلك الواقعة تحت سطوة الانقلابيين.
 
"تفاجأت بعدم اهتمام الجامعة بالأوائل، وبدلاً من أن تكرمنا الجامعة كأوائل، وفقا للقرار الجمهوري المعمول به سنوياً، أثقلت كاهلنا بالمتابعات حتى وصلنا إلى طريق مسدود، فلم نجد غير الوقفات الاحتجاجية للتعبير عن مظلوميتنا، وذلك خلال الأعوام الماضية لكن لا جدوى"، يذكر الخريج الشعيبي.
 
وأشار إلى أن بدء الاعتصام المفتوح للطلاب الأوائل، جاء بعد أن يئس الأوائل من المتابعات في أروقة الجامعة، مؤكدا بأنه سيستمر حتى تنتزع حقوقهم، مختتماً حديثه بالقول "لن يضيع حق وراءه مطالب".


 
مضيعة للوقت
 
جهاد خالد حسين، خريج قسم الجغرافيا من كلية التربية فرع زنجبار، للعام2014/2013، تخرج هو الآخر بدرجة امتياز، حاصداً المركز الأول، وبذل في سبيله الساعات الطوال، سهراً وجهداً، ومع ذلك فهو اليوم عاطلٌ عن العمل، بدلًا من أن يكون معيداً في الجامعة التي تخرج منها، وفقا للقرار الجمهوري المعمول به في الجامعات الحكومية.
 
ويوضح جهاد "منذ الوهلة الأولى من دراستنا، حصلت حرب القاعدة، وتدمرت معها كليتنا ومرافقها المختلفة، وتم تحويل دراستنا إلى كلية التربية في عدن، والتي هي الأخرى رفضت استيعابنا، إلا بعد ضغوطات واحتجاجات".
 
ويقول جهاد -في حديثه لـ"الموقع بوست"-بأن "الدراسة الجامعية كانت مضيعة للوقت، أكثر من كونها مرحلة دراسة جامعية، فكانت أغلب المحاضرات لا تتم، وسط تغيب كبير للدكاترة، إلا أن كل تلك العراقيل لم تمنعني من التفوق والاستمرار".
 
"كنت أسكن مع زملائي في غرفة لا تتجاوز المترين، في حي العريش بخورمكسر، وبقيت على هذا الحال حتى تخرجنا، لنجد أنفسنا بدون مستقبل"، يذكر جهاد.
 
ويشير إلى أنه لم يترك عملاً أو مهنة إلا وخاض غمار تجربتها والتي كان آخرها العمل في بقالة لخمسة أشهر بمرتب لا يتجاوز 30 ألف ريال (أي 80 دولارا)، "أملاً في الحصول على لقمة العيش، والتي حُرمت منها، وهي التوظيف بالجامعة وفقا للقوانين الرسمية، كوني الأول في الدفعة".
 
ويؤكد بأنه سيواصل الاعتصام إلى جانب زملائه حتى تقوم الحكومة الشرعية بالاستجابة لمطالبهم المشروعة.
 
شهادتي لم توفر لي لقمة العيش
 
كمال عادل أحمد، خريج كلية الطب بعدن، والأول على دفعته لعام 2013-2014، هو الآخر يعاني كزملائه من الحرمان من الحق القانوني في التوظيف بالجامعة.
 
يقول الخريج كمال "درست الطب في ست سنوات، أثقلت كاهلي بضخامة المقررات، وعائلتي بالمصاريف، ومع كل تلك الصعوبات، تخرجت بدرجة امتياز، وشهادة تكريم دفعت تكلفتها بنفسي".
 
"وبعد ما يربو على ثلاث سنوات من التخرج، أجد نفسي بدون وظيفة تضمن لي ولعائلتي لقمة العيش الكريم، ولا منحةٍ تضمن لي مواصلة التعليم الأكاديمي"، يضيف كمال في حديثه لـ"الموقع بوست"، والمليء بالأسى والقهر.
 
ويذكر "لم أجد من صانعي القرار من تكريمٍ سوى ساعة، لأحتسب مرور الساعات والسنين، وهي تمر تلو الأخرى في مطاردة سراب الوظيفة والمنحة".


التعليقات