داعش اليمن في خدمة من ؟ البحث عن المستفيد (تحليل خاص)
- خاص الثلاثاء, 06 أكتوبر, 2015 - 07:49 مساءً
داعش اليمن في خدمة من ؟ البحث عن المستفيد (تحليل خاص)

افاقت الحكومة اليمنية وقوات التحالف صباح الثلاثاء  على دوي اربعة انفجارات هزت مدينة عدن، واستهدفت مقر إقامتها في فندق القصر، ومقر قوات التحالف ، ومقر القوات الإماراتية.
 
توقيت الحادث يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويمنحه تفسيرات متعدده، ولايمكن فصله في بادئ الامر عن سياق الاحداث العاصفة التي تشهدها المنطقة، والتي تأتي كهزات ارتدادية امتدادية لواقع النزال العسكري الذي تعيشه اليمن لأكثر من 180 يوماً.

وفي كل الاحوال فإن التفجير بملامحه التي وقعت، يشير الى تطورات جديدة ومنعطفا خطيرا يهدد بقاء الحكومة في عدن، ويستهدف وجودها في المدينة، مستغلاً حالة عدم الاستقرار هناك، فرغم كل مظاهر اعادة بناء عدن التي اهتمت بها دول التحالف عقب دحر المليشيا الحوثية منها، فإنها لم تشمل المنظومة الامنية التي تعد التحدي الاكبر امام أي حكومة ستضع اقدامها هناك، ما تسبب في إيجاد ثغرات يتسلل منها اعداء اليمن.
 
صراع بين اقطاب الشرعية
ومن المحتمل ان يكون ما حصل اليوم جزاء من صراع خفي بين اقطاب الشرعية بجناحيها المتمثل بالرئاسة والحكومة في اليمن، خاصة بعد ظهور جزء من ذلك الصراع الى العلن، اتضح في نفي وتأكيد الحكومة والرئاسة لطرد السفير الايراني في اليمن.

من يذهب الى هذا الرأي يعتقد بأن ملف إعادة اعمار بناء عدن لازال يلقي بظلاله على الصراع بين الرئاسة والحكومة، او بالاصح بين هادي وبحاح، اللذان يخوضان صراعاً مستتراً، تسبب في تغيير محافظ عدن نائف البكري والإطاحة به، وبقاء كرسي المحافظة شاغراً حتى اللحظة.

وان لم يكن هذا الرأي وارداً، فهناك من يسعى لاستغلال ذلك الصراع، لإضعاف كلاً من الرئاسة والحكومة امام دول التحالف العربي، وإظهارها بأنها ليست جديرة في تولي السلطة داخل اليمن.
 
تورط داعش
بالنسبة لتنظيم داعش وتورطه بالتفجيرات فيبدو الامر ضرباً من الوهم في إتهام هذا التنظيم بالحادثة.
ليس هذا دفاعا عن قدرة التنظيم او محاولة لتبرئته منها، ولكن الحقائق والمستجدات المرتبطة بالحادث تؤكد ان هناك استغلال لداعش والعمل تحت مظلتها.

فمن المعروف ان داعش على علاقة افتراق مع جماعة الحوثي، انطلاقا من نظرة دينية ايديولوجية، يرى فيها عدو تقليدي، يحتل المرتبة الاولى بالنسبة له في صراعه مع القوى الاخرى داخل اليمن او خارجها، فكيف تحول منحى الصراع الطائفي بالنسبة لداعش التي اعلنت عن تبنيها تفجيرات صنعاء المتتالية الى صراع سياسي يستهدف الخصم الآخر للحوثيين متمثلا بحكومة بحاح في عدن.

لا يستبعد هنا ان سلسلة الحوادث التي استهدفت عدة مساجد في العاصمة صنعاء سابقاً على اساس طائفي مذهبي، كانت مقدمة لتحويل دفة الصراع نحو اهداف اخرى بعيدة عن الصراع الطائفي، بعد إيجاد ارضية تؤكد وجود التنظيم داخل اليمن، وهو ما يؤكد انتقاء الطرف الفاعل والمتحكم بهذا التنظيم لمدينة عدن كساحة للعبة الخبيثة التي يديرها.

ما يعزز ان داعش ليس سوى ورقة يجري استخدامها هو حقيقة المواقع المستهدفة اليوم، والمتمثلة بمقر إقامة الحكومة، ومقر تمركز قوات التحالف، ومقر القوات الإماراتية  والاماكن الثلاثة تبدو مواقع مستهدفة بالمقام الاول من جماعة الحوثي والمخلوع صالح، اللذان يسعيان الى زعزعة الامن في عدن كمنطقة تحررت من ايديهما، وإثبات فشل الحكومة في قدرتها على تثبيت سلطتها الجديدة، و بالرجوع الى مظاهر الاحتفاء التي ظهرت بها وسائل إعلام صالح والحوثي وناشطيهمً في  تفسير ماحدث يتبين انهم وحدهم المستفيدين من الحادث، خاصة مع ترويجهم بأن داعش وحدها هي من يقف وراء العملية قبل إعلان داعش نفسها.
 
دلالات اخرى
بكل تأكيد فإن الحادث برمته تمكن من سرقة الاضواء على الانتصارات التي حققتها قوات التحالف في مدينة مأرب، وارباكها، ووضع تحد جديد امامها، لكن منسوب الدم الذي دفعته قوات التحالف من قواتها داخل اليمن لا يمكنه اليوم ان يتوقف امام العمليات المفخخة التي تستهدف تواجده ونصرته للشرعية في اليمن، بعد التضحيات التي قدمها، ومن خلال نظرة فاحصة مرة اخرى فإن ما حدث في عدن يبدو مطابقا في مغازيه ومنفذيه لما حدث في المنامة والكويت والسعودية، وصنعاء لكنه اختلف حالياً في استهدافه لمواقع رسمية وليست معالم دينية.
 
ماذا بعد؟
من الواضح ان ما يجري سيتكرر، وان كل خطوة تخطوها قوات التحالف والشرعية لتحقيق الانتصار على الانقلابيين، يواجه بردات فعل اكثر عنفاً من الطرف الآخر الذي لن يتواني عن استخدام الشياطين في سبيل بقائه، وإثبات جدارته وأحقيته بالحكم .

اليوم يفتح هذا الحادث الاعين نحو تلافي العديد من الاسباب التي قادت الى هذا الوضع، ومن اهمها ترك محافظة تعز تواجه مصيرها، وعدم نجدتها وتحريرها كونها تمثل البوابة الاهم في إستقرار الجنوب.

كما ينبغي إشراك كافة الاطراف المؤثرة في إدارة المرحلة الحالية داخل البلاد، وعدم التوجس من بعض الاطرف لاسباب سياسية او مناطقية خاصة داخل الجنوب.


التعليقات