[ تواصل قوات الشرعية تقدمها غرباً بسيطرتها على ثاني مديريات الحديدة ]
تواصل القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، التقدم في مختلف الجبهات، أبرزها الساحل الغربي، الذي تمكن الجيش من تحرير مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، بعد معارك شرسة استمرت لأسابيع.
وشهدت كذلك جبهات عدة، أسفر عنها تقدم القوات الشرعية في جبهة علب، والسيطرة على جبلي قعم وبتر بصعدة، إضافة إلى تجدد الاشتباكات بين الجيش الوطني والحوثيين في مديرية ناطع شرقي البيضاء وعدة مديريات بتعز، فضلا عن استعادة الجيش لمواقع استراتيجية شمال محافظة لحج، وهي موقع تلة السنترال بمنطقة الشريجة وخديجة بالقبيطة. فيما شنت مقاتلات التحالف العربي ثماني غارات جوية، استهدفت تحركات وتعزيزات تابعة للانقلابيين، بمديرية كعيدنة بمحافظة حجة.
وكان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، شدد على ضرورة استمرار العمليات العسكرية في الساحل الغربي في مختلف الجبهات حتى تحرير كامل التراب اليمني من هذه المليشيات الحوثية الانقلابية. الاقتراب من استعادة الدولة وفي ظل ركود ملف السلام في اليمن، يرى بعض المراقبين أنه لن يكون هناك حل سوى الاستمرار بالمعارك في مختلف جبهات القتال، واستعادة الشرعية.
واعتبر الإعلامي عبدالله دوبلة أن الانتصارات المختلفة التي يحققها الجيش الوطني مهمة للغاية، وتسِّرع من عملية استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب.
وقال لـ"الموقع بوست" إن التقدم العسكري للجيش وسيطرته على الحديدة، سيساهم في استعادة تلك المحافظة التي يوجد بها ثاني أكبر ميناء في اليمن.
لكنه أكد أن تلك العمليات العسكرية لا تُعد كحسم عسكري شامل، بل في إطار خطط الجيش والتحالف التي تسعى للتخلص من الانقلاب.
جدية التحالف
وفي مارس/آذار 2015، تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في الملف اليمني، وقاتل إلى جانب القوات الشرعية، وتمكنوا من استعادة عدة محافظات.
ومنذ قرابة ثلاثة أعوام، لا تزال المعارك قائمة حتى اليوم في الكثير من الجبهات، ونتيجة لتأخر عملية الحسم العسكري في اليمن، يتساءل البعض عن اقتراب ذلك التوقيت، وما إذا كان هناك جدية في عملية الحسم في هذا التوقيت.
حول ذلك يؤكد الكاتب الصحافي حسين الصوفي، أن التحالف العربي شريك في إنجاز المعركة وإسناد الجيش الوطني والمقاومة.
ويوضح لـ"الموقع بوست" أن التحالف ومنذ اليوم الأول لعاصفة الحزم حقق الكثير على الأرض، ومنع الحوثيين من الاستفادة بشكل كبير من ترسانة الأسلحة الضخمة في اليمن، التي كانت بيد المليشيا، والتي كان بإمكانهم أن يحولوا اليمنيين من خلالها إلى جثث محترقة كما حدث في سوريا.
أما بخصوص جدية التحالف بالتوجه نحو الحسم العسكري خلال هذه الفترة، فيعتقد الصوفي أن دماء اليمنيين التي اختلطت مع دماء الأشقاء في التحالف العربي، هي أصدق دليل على جديتهم.
مصاعب
وكان نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، قال إن من أسباب تأخر استعادة الدولة حتى اليوم، سيطرة الحوثيين على الدولة بمختلف مفاصلها، لافتا إلى استيلاء الحوثيين على أكثر من 3 مليارات طلقة كلاشنكوف، من بينها مليارا طلقة أتى بها الروس في 2012 مجانا للدولة.
وأكد في مقابلة أجرتها معه صحيفة "عكاظ" السعودية، أن الشرعية ودول التحالف مع الحوار ومع السلام الدائم المستند للمرجعيات الثلاث.
وأفاد أن هناك تحركا أمميا يُبذل خلف الكواليس من أجل السلام في اليمن، وأن الحوثيين هم من رفضوا الحوار أساسا، وأغلقوا بابه من بعد مشاورات الكويت، وكذلك أغلقوه في ظهران الجنوب وفي مسقط، مشيرا إلى أن خطتهم الرامية لتحسين صورتهم أمام الخارج بعد اغتيالهم لحليفهم صالح باتت مكشوفة.
وأدت الحرب المستمرة في اليمن منذ قرابة ثلاثة أعوام، إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، والانهيار الاقتصادي في البلاد، الذي أدى إلى حاجة أكثر من 82% من اليمنيين إلى مساعدات إنسانية.