[ محافظ محافظة تعز ]
أثار إعلان مكتب الإعلام بمحافظة تعز والذي دعا الصحفيين والإعلاميين في المحافظة لسرعة تقديم بياناتهم وهوياتهم لمكتب إعلام المحافظة، حفيظة الصحفيين اليمنيين وغضبهم، في شبكات التواصل الاجتماعي.
ودعا المكتب، الإعلاميين والصحفيين والمصورين والعاملين في القنوات الإعلامية والصحف والوكالات الإخبارية المحلية والعربية والدولية في مدينة تعز إلى سرعة تقديم الوثائق والتراخيص وأيضا بطاقات الهوية وأرقام الهواتف ومكان الإقامة إلى مكتبهم.
ويأتي إعلان مكتب الإعلام بمحافظة تعز بعد يومين من وصول محافظ تعز الجديد الدكتور أمين أحمد محمود إلى مدينة تعز قادماً من العاصمة المؤقتة عدن، لتسلم مهام عمله في السلطة المحلية.
جرعات التطعيم
وفي السياق سخر الصحفي علي الفقيه نائب رئيس تحرير صحفية "المصدر" قائلا "الزملاء الصحفيين العاملين في تعز: كل واحد يجيب بطاقة التسنين ورقم الجلوس حق صف سادس وصورتين 46 x ويحضر مع ولي أمره إلى عند المحافظ".
وأضاف "من أجل يتأكد أنه أخذ كل جرعات التطعيم وإلا لا، ويتأكد أيضاً من وزنه، ويوثق فصيلة دمه"، وقال "الحين أنتم متأكدين أن هذا المحافظ جاء من كندا وإلا من أم القوين؟".
أهداف استخباراتية
من جانبه علق الكاتب والصحفي أحمد الزرقة وقال "المحافظ الكندي (محافظ تعز) وصل مسرع طريق الصحفيين في تعز ويطلب ملفات للصحفيين تحتوي على طلبات لا تطلبها سوى الأنظمة القمعية والبوليسية"، مشيرا إلى أنها بداية غير مشجعة وتكشف عن أجندات غير معلنة وأهداف استخباراتية.
وحمل الزرقة، المحافظ أمين محمود مسؤولية ما قد يتعرض له الصحفيون والإعلاميون في محافظة تعز من مضايقات وملاحقات، كما دعا الحكومة ونقابة الصحفيين للوقوف في وجه القيود التي يسعى المحافظ لوضعها أمام الصحفيين في مدينة تعز.
وقال "هناك مهام أكبر من ملاحقة الصحفيين والتضييق عليهم في مدينة مازالت تعاني من الإهمال وغياب السلطة المحلية، والاستهداف المستمر لها من قبل مليشيا الحوثي".
النمط البوليسي
الكاتب والصحفي عامر الدميني علق قائلا "محافظ تعز يدشن النمط البوليسي القمعي للصحافة والإعلام في المحافظة بعد يومين من صوله". وقال إن "الطلبات التي وجهها مكتب الإعلام بالمحافظة للإعلاميين تتعدى مهمة الإخطار الرسمي المفترض بين الصحفي والجهات الرسمية إلى كونها عملية تضييق واضحة على أداء الصحفي، ومحاولة للجم الصحفيين وخنقهم".
وأضاف "هناك فرق واضح بين عملية التنظيم ومعرفة الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام، وبين طلبات تشير إلى تطويقهم وجعلهم تحت عين الرقيب ورحمة المحافظ ومكتب إعلامه".
وقال الدميني إن "لجم الصحافة في تعز هي مقدمة لوضع غير مطمئن، وتباشير لتحركات قادمة يخشى القائمون عليها من الصحافة".
وتابع "ثمة قضايا كثيرة في تعز تحتاج للتدخل والتركيز بعيدا عن هذه الزوبعة التي يفجرونها في وجه الإعلاميين، وما لم يعلن الصحفيون رفضهم لهذا التعجرف فغدا سيكونون الضحايا".
ليس طبيعيا
سامية الأغبري عضو نقابة الصحفيين اليمنيين، بدروها نصحت الصحفيين بعدم تقديم المعلومات التي طلبها مكتب إعلام تعز، وقالت متسائلة "ما الهدف من طلب كل هذه المعلومات؟ فيما اكتفى الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر بالقول " مدير مكتب إعلام تعز ليس طبيعيا بالخالص".
هروب من الواقع
الصحفي ياسين العقلاني من جهته غرد قائلا "كل تعميم أو توجيه يتعارض مع قانون الصحافة والمطبوعات سنرفضه وندوس عليه بأقدامنا، ونرفض أيضا سلطة الأخ الكبير".
وأضاف "خرجنا من صنعاء خلسة بعد أن اختطف الحوثيون زملاءنا، لأنهم يخشون من دورنا المناهض لمشروعهم، وقدمنا تضحيات وتحملنا المشقات، في سبيل القضية الوطنية دون مقابل، وفي الأخير يأتي رجل من الخارج ليفرض علينا إملاءات في محاولة لتكميم أفواهنا".
وتابع العقلاني قائلا "لا والله ولن يكن ولن نقبل، هذا حق لا يمكن التنازل عنه"، وقال "حين كان هاربا في الخارج، كنا نحن هنا نعيش مآسي وأوجاع الناس وننقلها للرأي العام".
وقال "إذا كان نجيب قحطان –مدير المكتب الإعلامي لمحافظة تعز- مهتما بملف الإعلام؛ فلماذا لا يبدأ بالتنسيق مع الوزارة لإعادة تشغيل إذاعة تعز وصحيفة الجمهورية التي سرقت أجهزتها وأعادوا تشغيلها من خارج تعز لصالح الحوثيين". مشيرا إلى أن وزارة الإعلام المكونة من وزير ونحو 20 نائبا ووكيلا لم تفتح موضوع إذاعة تعز وصحيفة الجمهورية.
فضيحة كبرى
الكاتب محمد المياحي قال "للتعرف على محافظ تعز الجديد أمين محمود، اقرأ بيان مكتب الإعلام هذا النهار يُنبئك عن موقفه من الحريات؛ كي تنزاح عنك الخديعة وتتجلى حقيقية الرجل".
وقال "محافظ تعز، هو العلماني الذي شجّ رؤوسنا بالحديث عن الحرية ولوازمها؛ يرتدّ هذا اليوم عن قناعاته السابقة ويتجلى بثوب البدوي الذي يرغب بإخضاع رعايا قريته للرقابة".
وأضاف "إعلان مكتب الإعلام بتعز لهذا اليوم، يعد فضيحة كبرى على المحافظ الجديد، هذا الأنيق الذي عاش في بلاد الحداثة وعاد اليوم ليمارس مهمة الجاسوس الوقح على حياة الصحفيين".
وقال "لا يشعر بالعار حين يطالب الإعلاميين بشكل رسمي بمنحه أدق خصوصياتهم المتعلقة بممارسة مهامهم الإعلامية، وتشديدا عليهم يمنحهم مهلة أسبوع بذلك وإلا فخياراته الاستراتيجية جاهزة"، وقال "اقرأوا بيان مكتب الإعلام بتعز، مرة ومرتين وثلاث وسوف تشعرون بحجم المسخرة التي دشنها الرجل".
إعلان مخزي
الكاتب والسياسي رشاد علي الشرعبي قال "ليس من أولويات محافظ تعز بعد وصوله بيومين أن يقيد الحريات الصحفية بهذه الطريقة التي تتجاوز الأنظمة والعمل المؤسسي".
وأضاف الشرعبي "هناك من يريد أن يضع أمام المحافظ عداوات وخصومات، وأولها مع الإعلاميين الذين يكشفون جرائم المليشيا ويبرزون تضحيات تعز وصمودها"، وقال "ننتظر اعتذار عن ذلك الإعلان المخزي".
وتابع "احتشدت تعز للاحتفاء بثورة الحرية والعدالة والمواطنة (فبراير) وصفعنا مكتب وزارة الإعلام بالمحافظة بالمنشور على هيئة إعلان للصحفيين والمصورين".