عمليات نهب واسعة تطال مؤسسات حكومية في تعز .. من المسؤول؟ (تقرير)
- تعز - خاص الاربعاء, 02 مايو, 2018 - 06:53 مساءً
عمليات نهب واسعة تطال مؤسسات حكومية في تعز .. من المسؤول؟ (تقرير)

[ هكذا وجدت ساحة كلية الآداب بجامعة تعز بعد أن تسلمتها قوات الأمن ]

بعد أن سلمت كتائب أبي العباس عددا من المباني والمقرات الحكومية شرق مدينة تعز لقوات الأمن الخاصة بتعز، وجدت تلك المباني خاوية على عروشها، فقد طالها النهب والسرقة، أبرزها مباني كلية الآداب وصحيفة الجمهورية، حيث غدت مجرد أطلال ومبانٍ خاوية على عروشها.
 
معركة الأسلاك
 
كافة الأبواب والأسلاك الكهربائية، وبقية المستلزمات قد تم سرقتها، بعد انتزاعها من مكانها، حيث لم تتبق في مباني صحيفة الجمهورية وإدارة الأمن وكلية الآداب إلا غرفاً فارغة، أوغرفاً يتواجد فيها الغطاء البلاستيكي للأسلاك والكيبلات الكهربائية، التي تم سرقتها من داخل الغرف.
 
لم يكتفِ المخربون بهذا فقط، بل حتى إن الكيبلات الكهربائية الرئيسية المتواجدة في باطن الأرض تم استخراجها بكل جرأة، حيث كانوا يقومون بربط سلك معدني قوي بالكيبل المتواجد، تحت الأرض ويقومون بتوصيله بمدرعات وأطقم، ويقومون بقطع الكيبل من الجهة الأخرى، ثم يتم بعد ذلك سحب الكيبل ليقومون بتعريته بعد ذلك من الغلاف البلاستيكي من أجل أن يتم بيعه بأرخص ثمن.
 
ساحة كلية الآداب لحرق الكيبلات

فمن يشاهد مبنى كلية الآداب، التي لا أبواب فيها ولا نوافذ ولا كراسي، سيدرك تماماً حجم النهب الذي تعرضت له بقية المقرات الحكومية، وحالة اللامبالاة، والصمت المطبق الذي تعامل به المعنيون، حيال هذا العبث فقد قامت العناصر التخريبية بنزع كراسي القاعات الدراسية، التي يقدر عددها بالآلاف ويتم فصل البلاستيك عن الحديد، ليستفيدوا من الحديد فقط، الذي يُباع أيضاً بأبخس ثمن.
 
الطالب داوود الوهباني في كلية الاداب، قال إن "كلية الآداب للأسف، لم تفعل بها مليشيات الحوثي مثل ما فعلته الجماعة الخارجة عن القانون، لافتاً إلى أن "قاعة الثلايا" كانت ممتلئة بالكراسي إلى قبل أقل من سنة، دخلتها اليوم وجدت الكراسي كلها محروقة في ساحة الكلية، استخدمتها الجماعات الخارجة عن القانون لإحراق الكيبلات.
 
وأضاف الوهباني، أنه "كان فيها معامل حاسوب وفيها طابعات وفيها أشياء كثيرة تخص الكلية، فأين ذهبت يا تُرى؟"، مؤكداً أن كلية الآداب التي يدرس فيها ما كانت هكذا بعد خروج مليشيا الحوثي الانقلابية منها.
 
المتحف الوطني وطمس التاريخ
 
 المتحف الوطني، هو الآخر تعرض لنهب جميع مقتنياته القديمة، ومخطوطاته النادرة التي تعود لحكام ودول تعاقبت على حكم اليمن في القرون الماضية.
 
ولم يكن يحمل المتحف الوطني في تعز أهمية متصلة بمقتنياته التراثية والتاريخية فحسب، بل ترتقي أهميته لما هو أوسع من ذلك بكثير، فكان يعد آخر القصور الصامدة لتلك الحقبة التاريخية من حكم الإمامة.
 
وتقول مصادر مطلعة لـ"الموقع بوست " إن المتحف الوطني تعرض للعبث والتدمير والإهمال وهذا الحال ينذر بخطورة لطمس هذا الصرح التاريخي والذي يعد من أهم المعالم التاريخية والأثرية في مدينة تعز.
 
وتضيف المصادر أن"المتحف كان قد تعرض للقصف من قبل مليشيا الحوثي، مما تسبب بإحراق عدد من المخطوطات الأثرية ولكن ما تبقى منها تعرض للنهب والسرقة من قبل كتائب أبي العباس".
 
 الجمهورية لها النصيب الأكبر
 
صحيفة الجمهورية المؤسسة الإعلامية الوحيدة في تعز كان لها النصيب الأكبر من العبث والنهب والسرقة من قبل حارث العزي الذي ظهر مؤخرا يرتدي الزي العسكري أثناء عملية تسليم مبنى صحيفة الجمهورية إلى قوات الأمن الخاصة وقوات الشرطة العسكرية.
 
وبخصوص ذلك يقول عبدالعزيز سرحان إن "معدات وأجهزة صحيفة الجمهورية قام حارث العزي، ببيع المطبعة التجارية والمواد والأوراق والأحبار، أما المطبعة المخصصة لطباعة الصحف وقيمتها ثلاثة مليون وخمسمائة ألف دولار بما يعادل في تلك الفترة 800 مليون ريال ويعادل اليوم 1.365 مليار ريال فقد قام حارث العزي بعرضها للبيع مع جهاز خاص بالكليشات وهو جهاز ضخم ومتقدم و قيمته بحدود 250 إلى 300 ألف دولار".
 
وأضاف "أما بقية المواد والأوراق والمطابع التجارية فقد بيعت بثمن بخس دراهم معدودة في عام 2016 لافتاً إلى أنه ليس بإمكان القادة والمسؤولين، أن يضغطوا على حارث العزي ليسلم المطابع والأجهزة التي نهبها باسم تنظيم الدولة الإسلامية".
 
 مؤسسات لم يبقَ منها سوى الأحجار
 
وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي قال لـ"الموقع بوست"، مع الأسف أغلب المؤسسات التي سلمت لقوات الأمن الخاصة وقوات الشرطة العسكرية أصبحت مدمرة منهوبة بشكل كامل حتى الأبواب والشبابيك، وحتى أسلاك الكهرباء بعض المؤسسات لم يبقَ فيها سوى الأحجار والأسقف الإسمنتية وهذا مريع ومرعب.
 
وأضاف العزعزي "لقد تكالب على تلك المؤسسات الجميع مليشيات الانقلاب أولاً وثانياً الأطراف التي حررتها وبقيت فيها حيث استوطنت هذه المؤسسات وقامت بنهب منظم، وتم بيع الأدوات من هذه المؤسسات في السوق السوداء،على حد تعبيره.
 
وتابع "القطع الأثرية والمقتنيات التي كانت في المتحف الوطني فقد هربت بواسطة سماسرة إلى أطرف أخرى لاريزالون تحت سيطرة الانقلاب، مؤكداً للأسف أصبحنا نعاني من هيمنة ثقافة النهب والغنائم والفيد".
 
الميري غطاء القتلة
 
وآثار ظهور حارث العزي مؤخرا بالزي العسكري أثناء عملية تسليم المنشآت الحكومية من بينها صحيفة الجمهورية الأمر غضب واستغراب أبناء مدينة تعز.
 
ويعتبر حارث العزي أحد قيادات أنصار الشريعة في تعز وكان يتخذ من منطقة حوض الأشراف مقراً لقيادات تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى أنه كان يتخذ من مباني إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم معسكرا تدريبياً لعناصره بينما كان يتخذ من مبني الضرائب والبريد مخازن للأسلحة ومعامل للمتفجرات.
 
وتشير مصادر مطلعة، إلى أن حارث العزي ونديم الصنعاني وعادل العزي، الذين ظهروا مؤخرا وهم يرتدون الزي العسكري هم من يديرون خلية الاغتيالات في مدينة تعز.
 
وبحسب تصريحات صحفية سابقة لمدير امن تعز مطهر الشعيبي في عام 2014م فإن حارث العزي والصنعاني هم المتورطون في عمليات الاغتيالات التي شهدتها مدينة تعز في عام 2014 والمتهمان الرئيسان في عملية اغتيال الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح صادق منصور الحيدري والضابط في الأحوال المدنية فكري البروي.


التعليقات