من سقطرى إلى المهرة.. هل ستعمل الاحتجاجات الشعبية على تقويم مسار التحالف؟ (تقرير)
- علي الأسمر السبت, 14 يوليو, 2018 - 09:40 مساءً
من سقطرى إلى المهرة.. هل ستعمل الاحتجاجات الشعبية على تقويم مسار التحالف؟ (تقرير)

[ احتجاجات المهرة وتجاوزات التحالف باليمن ]

ما إن هدأت موجة الاحتجاج الشعبي ضد تحركات أبو ظبي في محافظة سقطرى، والتي اعتبرتها الحكومة اليمنية مساسا بالسيادة الوطنية، عقب تسوية قادتها الرياض بين الحكومة الشرعية وأبو ظبي، حلت بموجبها قوات سعودية بدلا عن القوات الإماراتية، إلا واشتعلت موجة احتجاجات أخرى في المحافظة الأكثر هدوءا في اليمن وهي محافظة المهرة، وصلت إلى حد وصف التحركات السعودية بالاحتلال.
 
 تزايد الرفض الشعبي
 
 تزايد الرفض الشعبي لتحركات السعودية، في محافظة المهرة، أتى بعد أن بدا الأمر واضحا لعموم المواطنين أن أجندة الرياض لا تختلف عن أجندة أبو ظبي.
 
 فبعد مرور ما يقارب العام من قدوم القوات السعودية إلى محافظة المهرة، وسيطرتها على الميناء والمطار والمنافذ، كبديل عن القوات الإماراتية وقوات الجيش والأمن، لم يزل العمل معطلا في معظم المرافق الحيوية، وأهمها مطار الغيضة الدولي الذي قيل حينها إن القوات السعودية تتضمن أعدادا قليلة من الجنود والضباط وخبراء مهمتهم إعادة تأهيل المطار، تمهيدا لفتحه أمام الرحلات المدنية، كأحد أهم المطالب التي أجمعت عليها السلطة المحلية والمكونات السياسية والقبلية في المحافظة، والتي بموجبها سمح بدخول القوات السعودية.
 
 إضافة إلى الهيمنة وتهميش دور الجيش والأمن، كل تلك التحركات التي يقول أبناء المهرة إنها انحرفت عن أهداف التحالف العربي المعلنة، كانت أسبابا كافية لتزايد حجم السخط الشعبي الذي تمخض عن إقامة اعتصام مفتوح لأبناء المهرة، استمر لأسابيع، وتكلل بإذعان التحالف والشرعية بالاستجابة لمطالب المعتصمين، وعلى ضوئه أعلنت اللجنة المنظمة تعليق الاعتصام لمدة شهرين بانتظار تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، مع الإبقاء على خيار التصعيد مفتوحا في حال المماطلة أو نقض الاتفاق المبرم.
 
تساؤلات
 
في خضم تلك الأحداث وتنامي موجة السخط الشعبي ضد تحركات الرياض بعد أن كانت بمثابة الوسيط المحايد بين أبوظبي والشعب والحكومة في كثير من الأزمات التي اندلعت بين الجانبين، أثار كثيرا من التساؤلات.
 
 وفي مقدمتها هل تختلف أجندة الرياض عن أبو ظبي؟ وبالتالي ما هي أجندة التحالف العربي وأهدافه في اليمن؟ وما انعكاسات ذلك على مستقبل العلاقة بين الشرعية والتحالف ذاته في استمرار انحراف التحالف العربي عن أهدافه المعلنة؟
 
وهل ستعيد الأحداث رسم العلاقة بين الشرعية والتحالف من جديد، فيسهم إعادة رسمها على أسس صحيحة في التعجيل باستكمال إسقاط الانقلاب الحوثي؟
 
المملكة صاحبة القول الفصل
 
وفي ثنايا استشراف المستقبل وقراءة ما وراء الأحداث، وإجابة لبعض تلك التساؤلات يؤكد الكاتب الصحفي وديع عطا عدم وجود أي مبرر لأي تواجد عسكري، في المهرة أو سقطرى من قبلها، لأي دولة خليجية لا السعودية ولا الإمارات.
 
وأضاف في حديث خاص للموقع بوست أن الأولى بهم التواجد في جبهات المواجهة، حيث الاحتياج العسكري للدعم والإسناد.
 
وأوضح في سياق حديثه أن إصرار أي دولة على التواجد العسكري في المناطق الأكثر هدوءا وسلمية، يثير الريبة تجاه نواياها في اليمن.
 
ولفت أنه بات من الواضح جداً أن علاقة الشرعية بالتحالف، بحاجة ﻹعادة تقييم، وتقوية لعناصر الثقة.
 
وأشار إلى أن تحركات الإمارات التي وصفها بالمشبوهة، تشوه من دور التحالف وتهز الثقة فيه، بسبب دعمها الواضح لمليشيا عسكرية خارج سيطرة الدولة والشرعية، التي بموجب دعوتها تواجدت السعودية والإمارات في اليمن.
 
وعن مستقبل العلاقة بين التحالف والشرعية قال وديع عطا إن ذلك مرهون برغبة قيادة التحالف في تعزيز الثقة فيهم كقوة مساندة وداعمة للشرعية، واسترداد الدولة، لا تفكيكها، وإضعافها أكثر مما هي عليه.
 
وعبر عن اعتقاده بأن الأمر منوط بالقيادة السعودية كونها قائد التحالف وصاحب القول الفصل.
 
وبشأن أثر الاحتجاجات في إعادة تصحيح العلاقة بين الشرعية والتحالف عبر عن ثقته بأن استمرار الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في المهرة، ضد التواجد العسكري في محافظتهم المسالمة، والأكثر مدنية وهدوء، أحرج التحالف، وكذلك الشرعية، التي قال إنها تبدو كالمحرج أو العاجز عن فعل شي، في ظل الهيمنة الخليجية الملموسة، ومؤخرا استجابت لمطالب المعتصمين.
 
مراجعة أداء الحكومة والتحالف
 
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي  فؤاد مسعد إن أهداف التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن واضحة ومحددة منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
 
وأشار إلى أن الذي يمكن ملاحظته هنا وفي ضوء ما تشهده بعض المناطق المحررة، أن المملكة أقرب إلى أهداف التحالف العربي، سيما في علاقتها المتوازنة والمتماسكة مع مكونات الشرعية اليمنية وعدم المساس بالسيادة الوطنية.
 
وأوضح مسعد في حديثه لـ "الموقع بوست" أن هذا يختلف كثيرا عن أداء دولة الإمارات، التي توترت علاقتها مع القيادة السياسية، والحكومة الشرعية اليمنية، في مجالات ومناطق عدة منها عدن وسقطرى وحضرموت.
 
وأعرب مسعد عن اعتقاده أن العلاقة بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وإن شابها بعض الاختلال، لكنها لن تصل إلى حد الانهيار.
 
وعلل ذلك بالقول إن ذلك يسيء للتحالف والمملكة بقدر ما يسيء لليمن.
 
وعن مدى أثر الاحتجاجات الشعبية في إعادة رسم مسار العلاقة بين الشرعية والتحالف قال فؤاد مسعد إنه يتوقع أن تتم مراجعة أداء الحكومة والتحالف معا، لضمان الحفاظ على علاقة قوية، تضمن استمرار الشراكة والتحالف، حتى استعادة الدولة، والقضاء على الانقلاب الحوثي.


التعليقات