المبعوث الأممي رفض مشروع الانفصال
تهديد عيدروس باقتحام الحديدة يثير التساؤلات والدلالات (تقرير)
- عدن - خاص السبت, 11 أغسطس, 2018 - 09:31 مساءً
تهديد عيدروس باقتحام الحديدة يثير التساؤلات والدلالات (تقرير)

[ عيدروس الزبيدي هدد باقتحام الحديدة ]

من منبر إعلامي إماراتي ظهر رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي المطالب بانفصال الجنوب، والمدعوم إماراتيا مطلقا تصريحات وتهديدات في قضايا متفرقة.

وشن الزبيدي هجوما على مخالفيه من بقية مكونات الحراك الجنوبي اليمني - المطالب بانفصال اليمن- واصفا إياهم بالعملاء لقطر وإيران.

وبرغم تكرار الزبيدي لما يقوله كل مرة، فقد احتوت مداخلاته على عدد من القضايا، كان أهمها دعوة الرئيس هادي للمصالحة، والمطالبة بمبادرة خليجية جديدة تركز على القضية الجنوبية واعتباره أن مخرجات الحوار الوطني انتهت بالحرب.

توقيت الظهور والدلالات

كان لافتا توقيت ظهور رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي المتزامن مع حراك أممي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، بهدف جمع الأطراف اليمنية إلى مشاورات جنيف، وهو ما يسعى المجلس الانتقالي لأن يكون مشاركا فيها.

وكان واضحا تهديد الزبيدي بالاتجاه نحو الحديدة إذا لم يتم إشراك مجلسه في المفاوضات، قائلا "إن الأمم المتحدة حينها ستقوم بدعوتهم بنفسها".

وفي هذا السياق أثار حديث الزبيدي كثيرا من التساؤلات، لماذا تركز تهديد الزبيدي على جبهة الساحل الغربي؟ وما مدى مشاركة قواته هناك؟ وهل أعطت أبوظبي باعتبارها من تقود المعركة هناك قرار جبهة الساحل إلى مجلس الزبيدي؟

تهديد لن يجدي

الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي عبر عن اعتقاده بأن تهديد الزبيدي في حال لم يتم التجاوب من قبل المبعوث الأممي "جريفيث" مع مطالب أبناء الجنوب، بأنهم سيتجاوزون حدودهم الجغرافية ويصلون إلى الحديدة، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستعود بعدها إليهم، بأن هكذا تهديد لن يجعل جريفيث ينصاع للمطالب الجنوبية بسهولة.

معللا ذلك بكونه يعرف صعوبة اقتحام مدينة الحديدة من قِـبلِ المقاتل الجنوبي منفرداً، في وقت عجزتْ فيه قوات التحالف فضلاً عن القوات الجنوبية بما فيها السلفية من تحقيق ذلك مجتمعة، وتساءل فما الذي يمنع من اقتحامها أصلاً إن كان ذلك ممكناً؟.

وأضاف السقلدي في مقال له لو كان بوسع السيد عيدروس الزبيدي أن يتخذ أوراقا أكثر منطقية وفاعلية تكون جنوبية المضمون والبُــعد، لرفعها بوجه جريفيث، وغير جريفيث أيضاً.

وقال السقلدي إن عيدروس أراد أن يقول إن الجنوبيين سيقفون بكل الوسائل بوجه أي تسوية سياسية يمنية تتجاهل قضيتهم، بما فيها وسيلة بندقية المقاومة الجنوبية، وفق منطق: (ما تزال الرصاصة في جيبي) ،وإن أي تسوية من هذا القبيل سوف لن تكون ملزمة لهم أي" الجنوبيين" طالما ولم يشاركوا بصياغتها، ولم يكونوا طرفا فيها ، ناهيك عن ورقة التلويح باستمرار الثورة الجنوبية الشعبية بشكل اكثر اتساعاً.

مغزى وحيد

الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني من جانبه قال إن ملخص حديث الزبيدي ومغزاه يصب حول مغزى واحد، وهو العودة اإى الحكومة، وأن يكون لهم تمثيل فيها.

وبشأن الذهاب نحو التصعيد في حال عدم إشراك مجلسه في المفاوضات بالذهاب نحو الحديدة أوضح الهدياني أن ذلك لا يتسق مطلقا مع حديث الزبيدي، ولا يتفق مع الواقع، معبرا عن اعتقاده أنها زلة تعبر عن جهل لدى السياسي الزبيدي.

وأوضح في في حديثه لـ"الموقع بوست" أن التحالف العربي بذاته لم يستطع بكل قوته العسكرية والسياسية والدبلوماسية أن يخوض معركة الحديدة،  فما عسى الانتقالي أو عيدروس أن يصنع هناك.

وأشار إلى أن  القوات الموجودة هناك ليست قوات الزبيدي، بل هي قوات متعددة من التحالف والشرعية، والمقاومة الجنوبية والتهامية،معتبرا حديث الزبيدي في هذا الجانب  حديث خارج السياق.

وفي سياق تناوله لدلالات ظهور الزبيدي قال عبدالرقيب الهدياني إن الإمارات أرادت إرسال رسائل عبر الزبيدي، وأهمها فتح صفحة جديدة مع الحكومة، وأن الموضوع ليس انفصالا أو جنوب، بل طلب تمثيل لهؤلاء الذين تم إقصاؤهم، وفسر ذلك بأن الأمر يعني أن الإمارات تسعى من خلالها لزرع وزراء  موالين لها في الحكومة.

وبالمجمل أكد الهدياني أن الزبيدي ظهر ورمى بكل أوراقه، فمرة يهدد ومرة يلوح واخرى يستجدي، وهو تعبير عن عدم توفيق باعتباره قائد مليشيا انضم للتو إلى العمل الحكومي أو الجيش، فلا ينبغي التعويل على كل ما فيها.

عودة للشرعية

الصحفي والكاتب فتحي بن لزرق  رئيس تحرير يومية عدن الغد قال إن دعوة رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي للرئيس هادي بمد اليد والتقارب بين الجانبين، والجلوس على طاولة تفاوض واحدة وحل الإشكاليات القائمة بين الطرفين دعوة عاقلة يجب أن تدعم.

وقال بن لزرق إن الدعوة في الأساس إماراتية، وإبداء حسن نية من قبل الإمارات، يجب ألا تدير الحكومة الشرعية ظهرها لها، بل يجب الترحيب بها والتقارب مع الإمارات.

 واعتبر بن لزرق الدعوة تأكيدا واضحا وصريحا بأن المجلس يريد العودة إلى الشرعية، وهو الأمر الذي قال إنه واقعي وصريح، وتأكيد أن مطالب إسقاط الحكومة وإعلان الانفصال، مطالب تمت بها دغدغة عاطفة الشارع لعدة أشهر وانتهت إلى اللاشيء.

وفيما يخص دعوة الزبيدي لإشراك الجنوبيين في أي مفاوضات قادمة لوقف الحرب في اليمن، قال بن لزرق في منشور له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنها دعوة موفقة.

واستدرك قائلا لكن حصر هذا التمثيل بالمجلس الانتقالي أفقد الدعوة فاعليتها، وكان الواجب أن يدعو لمشاركة الجنوبيين ككل، لأن هناك أطرافا جنوبية أخرى لا يمثلها الانتقالي.

مختتما حديثه بالإشارة إلى تصريحات المبعوث الأممي لصحيفة الشرق الاوسط اليوم التي قال إنها واضحة.

وكان المبعوث الأممي قال  تصريحات له نشرتها اليوم صحيفة الشرق الأوسط أكد فيها أنه "من الضروري أن يدرك الجنوبيون ما سيحدث في المشاورات، ولاحقاً في المفاوضات لأنها ستؤثر فيهم، إن مسألة مستقبل الجنوب لن يتمّ التفاوض بشأنها في هذه المشاورات. بل ستكون جزءاً من نقاش يمني في المرحلة الانتقالية".

وأضاف : "بصفتي مبعوث الأمم المتحدة أؤمن بسيادة ووحدة وأمن أي دولة، التي هي قيم الأمم المتحدة، فإننا لا ندعم الانفصال، ما لم يكن نتيجة عملية توافقية داخل تلك الدولة العضو، لذلك نحن بالفعل نأخذ الرأي القائل إن وحدة اليمن مهمة، وهي فعلاً كذلك، وإذا انفصل اليمن اليوم فسيكون ذلك كارثياً".


التعليقات