عدن على صفيح ساخن.. ما وراء التصعيد في الجنوب؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 04 أكتوبر, 2018 - 07:40 مساءً
عدن على صفيح ساخن.. ما وراء التصعيد في الجنوب؟ (تقرير)

[ المجلس الانتقالي دعا إلى طرد الحكومة من الجنوب ]

صعَّد ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" ضد الحكومة اليمنية، ودعا أنصاره إلى "انتفاضة شعبية" والسيطرة على كل المؤسسات الإيرادية.
 
وقال بيان صادر عن المجلس الانتقالي "إننا إزاء ذلك كله نعلن للعالم بأسره أن محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية التي تنتهجها ما تسمى بالشرعية وحكومتها".
 
وتوجه البيان بالدعوة إلى قوات المقاومة الجنوبية إلى الاستنفار والجاهزية استعداداً لمواجهة من وصفهم بمثيري العبث والإفساد، لحماية الشعب في انتفاضته المشروعة حتى تحقيق كامل أهدافه المتمثلة في طرد الحكومة، وفق ما جاء في البيان.
 
في المقابل دعت الحكومة ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي"، بالاتجاه إلى العمل السياسي، والتخلي عن أي تشكيلات عسكرية أو أمنية لا تخضع للسلطة الشرعية، محذرين من أي أعمال شغب من شأنها الإضرار بأمن الوطن ووحدته.
 
بالتزامن التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، مع رئيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وذلك في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
 
 وبحسب بيان صادر عن المجلس فإن الطرفين بحثا "جهود المبعوث الخاص لإحياء المفاوضات ومشاركة الجنوب، ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، في المفاوضات القادمة".
 
دُمية أبوظبي
 
في هذا الصعيد قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن بيان "المجلس الانتقالي" إعلان جديد لمضمون قديم ظلت الإمارات تهيء الظروف للكشف عنه كخطوة أخيرة في تنفيذ مخطط الاستحواذ على الجنوب.
 
وأضاف لـ"الموقع بوست" المجلس الانتقالي دمية قبيحة تحركها أبوظبي، وهذه الدمية حرصت الإمارات على أن يكون لها مخالب تتمثل في التشكيلات العسكرية غير الشرعية.
 
ورأى أن المجلس الانتقالي هو مشروع سياسي انفصالي بالأساس، والواجهة السياسية للترتيبات التي أنجزتها الإمارات تحت أنظار السعودية من أجل تفكيك الدولة اليمنية.
 
واستدرك "لكن لحسن الحظ أن هذه الخطوة جاءتنا في الوقت الذي أصبح فيه الجنوب ساحة غير ملائمة للقيام باللعبة الأخطر في مسيرة تفكيك الدولة".
 
وأوضح أن "الجنوب اليوم مختلف ومغتاظ من تحالف الغدر السعودي الإماراتي، الذي لم يقدم دليلا واحداً على نواياه الحسنة في الجنوب وفي اليمن عموما".
 
وهو ما يتفق معه المحلل السياسي عبدالغني الماوري الذي يؤكد أن المجلس الانتقالي لا يحتوي رموزا يمكن التعويل عليها لخوض معركة فك الارتباط، فهو مجرد ورقة إماراتية.
 
وبذلك يبدو للماوري الذي تحدث لـ"الموقع بوست" بأن دوره على ما يبدو هو إشغال السلطة الشرعية وحسب، كون الإماراتيين يعتقدون أن هذه السلطة يتم التحكم فيها من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
 
وتوقع أن يستطيع ذلك المجلس تحقيق بعض الانتصارات في الجنوب نتيجة الدعم الإماراتي والسعودي وغياب السلطة الشرعية، لكنه أكد أن تلك الانتصارات ستظل غير موثوق بها، لطبيعة المجلس الانتقالي وطبيعة قياداته ومموليه.
 
وتابع "سيكون من الصعب قبول انقلاب الانتقالي ورفض انقلاب الحوثي، وهذا سبب كاف لإيقاف الحرب وما سوف يتبع ذلك من تداعيات على السعودية، خصوصا وأن السعوديين لم يحققوا كل أهدافهم من الحرب".
 
وكانت محافظات يمنية مختلفة قد شهدت احتجاجات شعبية بعد ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية، التي يقول مراقبون إنها أزمة مُسيسة.


التعليقات