مقال لمحمد علي الحوثي في واشنطن بوست يثير الجدل.. وإعلاميون يردون
- خاص السبت, 10 نوفمبر, 2018 - 10:04 مساءً
مقال لمحمد علي الحوثي في واشنطن بوست يثير الجدل.. وإعلاميون يردون

[ القيادي الحوثي محمد علي الحوثي ]

أثار نشر صحيفة "الواشنطن بوست" مقالا للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي -رئيس اللجنة الثورية للحوثيين- جدلا واسعا في أوساط الصحفيين وكتاب عرب على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وقال محمد علي الحوثي، في مقاله الذي نشرته الواشنطن بوست، إن تواصل تصعيد الهجمات على ميناء الحديدة من طرف التحالف الأميركي السعودي الإماراتي يثبت أن الدعوات الأميركية لوقف إطلاق النار ليست سوى كلام فارغ، وأكد أن واشنطن قررت حماية حليف فاسد، في إشارة للسعودية.
 
وتوالت ردود أفعال الصحفيين والإعلاميين اليمنيين حول نشر الواشنطن بوست مقالا للقيادي الحوثي بعضهم انتقد الصحيفة متهما الحوثي بالوقوف وراء انتهاكات في حق الصحافة والصحفيين، والبعض الآخر اعتبر الأمر مهني بالنسبة للواشنطن بوست إذ إنها تجسد المهنية وتنقل كل الآراء.
 
الأمر المعيب
 
وزير الخارجية اليمني في الحكومة - المعترف بها دوليا - خالد اليماني ، وصف نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقال رأي للقيادي في جماعة الحوثي بالأمر "المعيب"، مشيرا إلى أن كاتب المقالة "مجرم حرب".
 
 وقال "من يتخيل أن يرى من وصفه "مجرم حرب"، مثل محمد علي الحوثي يتحدث بلغة السلام في الواشنطن بوست"، مضيفا "لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي إلا من خلال نزع سلاح ميليشيا الحوثي واستعادة الشرعية".
 
صدمة
 
السفير الأمريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فيرستاين، انتقد صحيفة الواشنطن بوست على نشرها مقالا في عددها الصادر اليوم للقيادي الحوثي.
 
وقال جيرالد فيرستاين في تغريدة له على حسابه في تويتر "لمحررة صفحة مقالات الرأي الخارجية بالواشنطن بوست، كيرين عطية: يجب عليك أيضا أن تشعري بالألم والصدمة بسبب ما يفعله الحوثيون للصحفيين في اليمن بدلاً من عرض مساحة على صفحاتك الافتتاحية لنشر أكاذيبهم".
 
وأضاف فيرستاين: "مواجهة الخطأ بخطأ آخر ليس صحيحا".

اقرأ أيضا: محمد علي الحوثي في مقال بواشنطن بوست: أمريكا اختارت حليفا فاسدا
 
زعيم مليشيا
 
وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين، سعيد ثابت، قال "محمد علي الحوثي ليس صحفيا ولا ناشطا سياسيا أو حقوقيا، إنه زعيم مليشيا ارتكب جرائم قتل وتهجير لليمنيين منذ ما قبل 2014، واختطف مئات الصحفيين وقتل العشرات منهم تحت التعذيب".
 
المحلل السياسي عارف أبوحاتم، يتفق مع ما قاله سعيد ثابت وقال "صحيفة واشنطن بوست، وقعت في فضيحة كبيرة هزت مصداقيتها". مضيفا: "من غير المعقول أن تنشر مقالا لقاتل الصحفيين الأول محمد الحوثي المتهم بقتل 6 صحفيين وسجن 23 آخرين وانتهاك حقوق 160صحفيا وتشريد 400 آخرين داخل وخارج اليمن، ومصادرة أدوات عمل جميع المؤسسات الإعلامية المحلية".
 
أما الكاتب الصحفي متولي محمود، غرد قائلا "الواشنطن بوست لا تتردد بنشر أي مادة إعلامية تغيض السعودية وترامب" وأضاف ساخرا "ممكن تلاقوها بعد أيام تنزل خطب السيد".
 
تجسيد لحرية التعبير
 
فيما الإعلامية منى صفوان رأت أن نشر الواشنطن بوست مقالا للحوثي، هو من باب المهنية، مشيرة إلى أن قتل السعودية للصحفي جمال خاشقجي أحد كتاب الصحيفة بتلك الطريقة البشعة هو ما دفع الأخيرة لتكثف حملتها ضد الرياض.
 
وقالت صفوان "واشنطن بوست تكثف حملتها على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -المتهم الأول بقتل وتصفية خاشثجي- لم تستكب صحافيا يمنيا، بل استضافت أسطر قيادي حوثي"، بإشارة ساخرة منها للصحفيين اليمنيين.
 
وأضافت: "سيقف تاريخ الصحافة اليمنية طويلا أمام هذه العبارة، على رفاق القلم إعادة النظر في مواقفهم، وخلوا النضال السلمي ينفعكم"، وقالت: "أتابع ردود الفعل لمقال الحوثي في واشنطن بوست، أغلبها رد فعل الصدمة، كأنها حامية بيت الصحافة المقدس".
 
وتساءلت الإعلامية اليمنية: لماذا طلبت الواشنطن بوست من الحوثي الكتابة؟ لأن -حسب قولها- الرأي العام الأمريكي بعد مقتل خاشقجي يريد إيقاف الحرب السعودية، ومعرفة الحقيقة من وجهة نظر الطرف الآخر، لأنه لم يعد يصدق السعودية التي كذبت في جريمة خاشقجي".
 
وأردفت صفوان: "رسالة واشنطن بوست واضحة.. كما كذبت السعودية في جريمة خاشقجي، فهي أيضا تكذب في حرب اليمن، ومهمة الصحافة كشف الحقيقة وعرض كل وجهات النظر".
 
مطالبة برد فعل
 
الإعلامي سمير النمري، انتقد دور الصحفيين اليمنيين، ونقابة الصحفيين وقال "دور نقابة الصحفيين اليمنيين ينبغي أن يكون قويا تجاه المقال الذي كتبه قائد المليشيا الحوثية محمد الحوثي في صحيفة الواشنطن بوست".
 
وأضاف: "ينبغي عليها التوضيح للصحيفة أن الحوثي مجرم بحق مئات الصحفيين اليمنيين وهو مدان وجماعته بجرائم قتل وتعذيب وسجن ومصادرة أملاك وتهجير المئات من الصحفيين".
 
سقوط مدوٍّ
 
‏كذلك الإعلامي عبدالله الحرازي انتقد نشر الصحيفة مقالا للقيادي الحوثي وقال "عار  لا يغتفر أن تسقط الواشنطن بوست هذه السقطة المدوية، بأن تنشر لقاتل عشرات الصحفيين في اليمن ومختطف عشرات آخرين المدعو محمد علي الجوثي في سبيل إنصاف صحفي آخر مغدور".
 
وأضاف الحرازي: "النكايات لا تجلب حقاً بل تزري بالحق، أن تلوذ بقاتل أبشع لإظهار بشاعة قاتل آخر، إفلاس".

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان قالت "من الآن ولعشرين سنة قادمة ستفتح الواشنطن بوست صفحاتها لكل خصوم السعودية، بعد مقتل وتصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
 
وأضافت كرمان: "للعلم ليس محمد علي الحوثي من طلب من الواشنطن بوست أن يكتب فيها مقاله، بل هي من طلبت منه أن يكتب المقال حسب اعتقادي".
 
إعلام زائف
 
فيما السفير اليمني لدى الأردن علي أحمد العمراني قال "إذا كانت صحيفة الواشنطن بوست العريقة لا تعلم عن عقيدة الحوثي العنصرية وممارساته الإجرامية، وأن الحوثيين هُم السبب في خراب اليمن ومعاناة شعبها، فهذه مشكلة كبيرة في جهل صحيفة عالمية مرموقة بحقيقة ما يجري في اليمن".
 
وأضاف: "أما إذا هي تعلم ونشرت مقال محمد علي الحوثي فعلى العراقة والرصانة والمصداقية ألف سلام، وصدق ولو مرة واحدة، من قال "إعلام زائف.Fake news ".
 
وتابع العمراني قائلا: "أيها الصحيفة المحترمة، من خدعكم وقدم لكم هذا المقال، ومن قال لكم : إن الحوثي حمامة سلام وضحية حرب، وهو في الحقيقة لا يجيد سوى القتل والخراب منذ يومه الأول، وحتى يومه الأخير، كما يبدو للأسف".
 
وقال الدبلوماسي اليمني: "ما يثير السخرية هو تبني الصحيفة الوصف الحوثي لمحمد علي، باعتباره رئيس اللجنة الثورية العليا، وكأنها تتحدث عن زعيم تقدمي مثل لينين أو ماوتسي تونغ أو جيفارا".
 
وأردف: "أتدرون ما هي الثورية في مذهب الحوثي؟ إنه –حد قوله -  القتال حتى النهاية في سبيل هدف عنصري وهو حقهم الإلهي دون سواهم في حكم اليمنيين إلى الأبد".

حرية الصحافة
 
الناشط فراس محمد قال: "أنا أكره الحوثي وذلك لأنه عميل إيراني وأداة إيرانية بلا أدنى شك، ولكن الكل يعرف أن الصحافة الامريكية حرة ولا سلطة عليها تقريبا، واستغرب من المنتقدين وقال: هل تريدونها كصحافتنا تديرها أجهزة المخابرات؟
 
حساب آخر باسم "الحاخام اليمني"، قال إن نشر الواشنطن بوست مقالا للقيادي الحوثي، يكشف التقارب بين الحوثيين وأمريكا. مضيفا: "معركة الحديدة وصلت محمد الحوثي إلى الواشنطن بوست الأمريكية وأفردت له مقال في صفحتها".
 
وتساءل: أين الموت لأمريكا؟ وتابع "عاد مع وصول قوات الشرعية إلى صنعاء سيكتب القيادي الحوثي في هآرتس الإسرائيلية".


التعليقات