تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في حضرموت (تقرير)
- حضرموت - خاص الأحد, 11 نوفمبر, 2018 - 08:09 مساءً
تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في حضرموت (تقرير)

[ تنامت في الأونة الأخيرة ظاهرة انتشار المخدرات بحضرموت ]

تكررت في حضرموت شرقي اليمن حالات القبض على مروجي ومتعاطي المخدرات كان آخرها مداهمة  أفراد من الأمن والشرطة بمديرية سيئون بوادي حضرموت ،مساء السبت الماضي مصنعا متكاملا في إنتاج الخمور وضبط شبكة تدير المصنع يحوي أربعة براميل 200 لتر وعبوة 20 لترا من الخمور الجاهزة وقطارة مليئة بالخمر تستخدم في إنتاج الخمور.

ومطلع نوفمبر الجاري ألقت مكافحة المخدرات بساحل حضرموت القبض على عدد من بائعي القات كان بحوزتهم حبوب مخدرة في عدة مناطق بمدينة المكلا في إطار سلسلة حملات أمنية تقوم بها إدارة المكافحة في إطار جهودها المتواصلة للقضاء على تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في مدينة المكلا وضواحيها بحسب ما نشره إعلامها الأمني.

وقبلها بأيام معدودة  قبضت إدارة المكافحة على مروجي مخدرات "رجل وامرأة" كان بحوزتهما 250 ألف ريال سعودي وضبط 12 ألف حبة كبتاجون مخدر تصل قيمتها نحو 400 ألف ريال سعودي.

ويقول مسؤولون حكوميون إن اليمن تواجه مشكلة التزايد المستمر في جلب وتهريب المخدرات بسبب سواحلها الممتدة بطول 2500 كلم.

إحصائيات

وارتفع عدد القضايا المسجلة في إدارة مكافحة المخدرات من  يناير حتى سبتمبر من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي 2017م إلى 210 قضايا متهم فيها 352 مضبوطا ، فيما عدد المصانع بلغت 13 وعدد المروجين 18 والمتعاطين بلغ عددهم 166 أما قضايا الحبوب فبلغت 44 قضية.

فيما في العام الماضي بلغت 136 لـ 259 متهما مضبوطا بينهم 3 متهمين أجانب أما عدد المصانع بلغت 23 وعدد المروجين 32 والمتعاطين 140 أما قضايا الحبوب فبلغت 23 قضية.

وكشفت الإدارة عن اكتشاف صيدليتين تقومان ببيع الحبوب المهدئة والمخدرة مخالفة للنظام تم تغريمهما ومعاقبتهما وفق القانون.

ولفتت إلى أن نسبة كبيرة من القضايا الإجرامية كالقتل والاغتصاب والسرقة سببها تأثير الحبوب المهدئة التي تباع في الصيدليات.

وتصنف المناطق الشرقية لساحل حضرموت بالمناطق الأكثر تهريبا للمخدرات، أرجعتها إدارة المكافحة إلى ضعف التغطية الأمنية فيها.
 
محطة عبور

وتزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة ما يسمى "المحببين" (متعاطي الحبوب) وهم شباب يقبلون على أدوية تصنف تحت ما يعرف "المؤثرات العقلية" والتي يعتبرها القانون اليمني في حكم المخدرات.

وفي حديث لـ"الموقع بوست" قال مسؤول أمني فضل عدم الكشف عن هويته، إن بعض الصيدليات للأسف لها دور في تفشي الظاهرة من خلال صرف بعض الحبوب التي يستخدمها البعض كمواد مسكرة عند إضافتها مع مواد أخرى.
 
الضحايا من فئة الشباب

وأوضح مدير إدارة مكافحة المخدرات بساحل حضرموت المقدم عبدالله أحمد لحمدي في حديث لـ"الموقع بوست" أنه من خلال معلوماتهم إلى جانب الضبطيات فإن الفئة المستهدفة هم الشباب لعوامل عدة منها أن الشباب ركيزة المجتمعات وسر قوته، فيتم استهدافهم من قبل عصابات وشبكات المخدرات بهدف تدميرهم، لما سيترتب على ذلك من مصالح مادية وتدمير أخلاقي واستغلال جنسي، وقد يصل الأمر إلى البعد السياسي من خلال تقويض دورهم في بناء مجتمعاتهم بل على العكس تماما سيكونون معول هدم.
 
إجراءات للمكافحة
 
وأشار المقدم لحمدي بأن هناك إجراءات للحد من انتشار المخدرات تتمثل في تطوير الاداء المهني للإدارة ومواكبة التطور الحاصل في مجال تهريب وترويج المخدرات بسبب تنامي هذه الآفة بكل دول العالم.

وأكد مدير إدارة مكافحة المخدرات أن التأثير ملحوظ ولو لم يصل لمستوى الرضى التام حيث كان بالسابق من السهولة بمكان الحصول على المخدرات أما الآن يصعب الحصول عليها بفضل ما أفضت إليه ملاحقة مروجي المخدرات ومتعاطيها من ضبطيات شملت الكثير منهم وهم الآن بالسجون.

ونوه إلى أن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية وفي تنامٍ متواصل وكل الدول تعاني من انتشار هذه الآفة ودول الجوار خير دليل رغم إمكانياتها الكبيرة.

وحول برامج إعادة التأهيل للمتعاطين بين أن مسؤوليتها تقع على عاتق السلطة بعد تقديمهم كإدارة التوعية من خلال استضافة الدعاة وأيضا الصحيين بسجن الإدارة لتوعية الموقوفين بخطر المخدرات من كل النواحي.

وأوضح أنه تم تقديم مقترحات بذلك عبر إنشاء مركز لمعالجة الإدمان من كل النواحي صحيا ونفسيا.

ويرى مختصون اجتماعيون ضرورة إحياء الأمن المجتمعي بين أوساط المواطنين لتضيق الخناق على مروجي ومتعاطي المخدرات باعتبار أن آثارها على المجتمع خلال المستقبل كارثية.
 
حملة شعبية للمكافحة
 
واحتضنت قاعة اتحاد النساء بحضرموت مؤخرا اجتماعا تحضيريا للحملة الشعبية التوعوية لمكافحة المخدرات بمحافظة حضرموت التي تنفذها منظمة سما للتوعية والترشيد بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والمدنية والناشطين والإعلاميين.

 ودعا المشاركون جميع جهات وشرائح المجتمع إلى التفاعل والمشاركة مع الحملة الشعبية كون المخدرات هي السبب في جعل حضرموت تعتلي مسرح الجريمة بجرائم بشعة.

وأكد المشاركون أن الحملة تهدف لتكوين وعي مستدام بمخاطر الدخائل مثل المخدرات وأنواعها والحشيش والقات وتقوية حصانة ومناعة المجتمع الحضرمي المحافظ من تعزيز الشراكة مع الأجهزة الأمنية وتكاتف الكل وتوحيد الجهود من أجل مستقبل مشرق ونقي للأجيال.


التعليقات