شبوة.. احتجاج شعبي يتصاعد ضد التواجد الإماراتي (تقرير)
- خاص الإثنين, 26 نوفمبر, 2018 - 10:31 مساءً
شبوة.. احتجاج شعبي يتصاعد ضد التواجد الإماراتي (تقرير)

[ احتجاجات في شبوة تندد بالتواجد الإماراتي ]

بوادر انتفاضة شعبية صعدت اليوم إلى السطح ضد القوات الإماراتية في اليمن، تطالب برفع يد التحالف العربي الذي تقوده السعودية عن التدخل في الشؤون العسكرية والأمنية في اليمن وإعادة إعمار ما دمرته قوات التحالف والتعويض عن ذلك بمشاريع تنموية، والسماح بإنتاج وتصدير النفط  الذي يعد شأنا سياديا لليمن.
 
وشهدت شبوة، أمس الأحد، تظاهرة جماهيرية حاشدة لقبائل المحافظة في مدينة عَتَق، مركز المحافظة، نظمته "الهيئة الشعبية في شبوة"، دعت التحالف لإعادة بناء ما دمرته الحرب وتقديم مشاريع جديدة وحيوية لمحافظة شبوة، والسماح بإعادة ضخ النفط والغاز من ميناء بلحاف وفتح مطار عتق في شبوة.
 
وأعلنت الهيئة الشعبية، أمس الأحد، عن تشكيل مجلس وطني برئاسة الزعيم القبلي والوزير السابق اللواء أحمد مساعد حسين، يضم مختصين في كل المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، لإدارة شئون المحافظة.
 
وبحسب بيان صادر عن "الهيئة الشعبية" خلال مهرجان جماهيري حاشد نظمته الهيئة أمس الأحد بمدينة عتق، فإن المجلس الوطني سيتولى إدارة شبوة حتى تأتي حكومة تسيطر على الوضع في عموم البلاد.
 
ووفقا للبيان الذي حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، فقد أعطى أبناء شبوة مهلة ثلاثة أيام لجميع المسؤولين في المحافظة الذين ثبت فشلهم لتسليم السلطة للمجلس الوطني، كما أعطوا مهلة سبعة أيام للشركات العاملة في مجال النفط والغاز لتسليم الإشراف والحراسة للمجلس الوطني.
 
وفي سياق ذلك دعا اللواء مساعد - أمام جمع من وجهاء قبائل شبوة أثناء التظاهرة أمس- دول التحالف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وتقديم مشاريع جديدة وحيوية لمحافظة شبوة، والسماح بإعادة ضخ النفط والغاز من ميناء بلحاف وفتح مطار عتق في شبوة.
 
وطالب التحالف العربي بتعزيز الوحدات العسكرية والأمنية بكامل قوامها وضرورة التنسيق بين الأجهزة العسكرية التابعة للحكومة الشرعية وبدعم من السعودية وبين قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، والذي اعتبر عدم التنسيق بين هذه القوات يولد الصراع بينهما ويعد نوعا من التدمير لهذه المؤسسة العسكرية الهامة، والعبث بأمن واستقرار المحافظة.
 
كما وضع اللواء مساعد الحكومة والتحالف أمام خيارين، إما توحيد صفوف المناطق المحررة ووحداتها العسكرية وسلطاتها المحلية والمركزية، وإما إعلان أن هذه المحافظات غير محررة وستسير نحو الفوضى، وهذا مؤشر خطير على التحالف واليمن، وفق تعبيره.
 
ومطلع أكتوبر الماضي، دعا الشيخ القبلي اللواء أحمد مساعد أبناء محافظة شبوة إلى عدم الانجرار خلف الدعوات الكاذبة التي تطلقها جهات ومكونات تبحث عن تجزئة الوطن وإعادة الماضي الأليم، في إشارة منه لدعوات ما يسمى الانتقالي الجنوبي وقوات النخبة المدعومين من الإمارات.
 
ويعد اللواء أحمد مساعد، وزير المغتربين اليمني الأسبق، وهو أحد أبرز الأسماء السياسية المنحدرة من شبوة، والتي لعبت أدواراً متعددة على مدى العقود الماضية، سواء في مرحلة دولة الشطر الجنوبي لليمن قبل الوحدة في العام 1990، أو فيما تبعها.
 
خطوة جريئة
 
سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" اعتبروا تشكيل أبناء شبوة "مجلسا وطنيا" إلى جانب دعوات الزعيم القبلي اللواء مساعد، رسالة صريحة لدول التحالف لتغيير سياستها وأجنداتها وتحركاتها العبثية في البلاد، الخارجة عن سياق أهداف التحالف المعلنة، وهي استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
 
فيما يرى مهتمون بالشأن اليمني أن التظاهرات في شبوة والانتقادات اللاذعة التي أطلقها اللواء مساعد الموجهة ضد الإمارات تحديدا تكشف عدم رضا الرئيس هادي عن الطريقة التي تدير بها القوات الإماراتية لمحافظة شبوة كونها إحدى المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وتعبر عن عبث أبوظبي بالوضع السياسي والأمني والعسكري في محافظة شبوة، كما تعبث به في العاصمة المؤقتة عدن وفي بقية المحافظات الجنوبية.
 
وتأتي أهمية التحركات كونها خطوة جريئة غير مسبوقة على صعيد التحرك المحلي، لوضع حد للأوضاع الصعبة التي تعيشها شبوة، كما هو الحال، في مختلف المحافظات اليمنية، كون شبوة محافظة نفطية، وهي إحدى أهم المحافظات الجنوبية، تنتشر فيها قوات موالية للإمارات، وهي "النخبة الشبوانية"، التي توجهت إليها اتهامات سابقة بممارسات تقوض عمل الحكومة الشرعية والسلطات المحلية.
 
ومطلع أكتوبر الماضي، أقدمت قوات النخبة الشبوانية على السيطرة على ميناء "النشيمة"، الخاص بتصدير النفط، والواقع في مديرية "رضوم"، بشبوة على سواحل البحر العربي، في ظل الاتهامات الموجهة للتحالف بإعاقة إعادة تصدير النفط اليمني، كأحد أبرز عوامل الأزمة الاقتصادية.
 
وتمارس قوات النخبة التي أنشأتها وتشرف عليها الإمارات انتهاكات فظيعة بحق المواطنين، كما تمارس الاعتقالات بحق ضباط وجنود بالجيش الوطني وقوات الأمن بالمحافظة.
 
انتشال شبوة من المستنقع
 
وفي السياق قال المسؤول المحلي في شبوة، تركي عمر باشيبة إن "تشكيل المجلس الوطني جاء في وقت تشهد فيه المحافظة نهبا للثروات وفسادا إداريا وغيابا تاما للسلطة المحلية والتنفيذية واستحواذ أجانب على خيرات البلاد بأيادٍ محلية"، بإشارة منه إلى الإمارات وقوات النخبة الموالية لها.
 
وأضاف باشيبة - عضو مجلس محلي في مديرية ميفعة -  لـ"الموقع بوست" أن حضور اللواء مساعد وبروزه في هذا التوقيت رسالة إلى ما أسماه "مليشيات  النخبة والإمارات والمجلس الانتقالي".
 
وحمل المسؤول المحلي الحكومة الشرعية كل التجاوزات التي تمارس في شبوة، وقال إن "حضور الحشد الجماهيري الكبير في شبوة أمس الأحد، كي يوصلوا رسالة أن شبوة تنهب بعيون الشرعية، وبنية تحتية منتهية".
 
وتابع "النهب المستمر في ميناء بالحاف والنشيمة وميناء البيضاء، وتوقيع العقد من قبل السلطة والمتنفذين وكل هذا وعائداتها في جيوب الفاسدين، وما يحصل من تجاوزات مستمرة من قبل "النخبة" بحق المواطنين من اعتقالات وهدم للمنازل وتعذيب في كناتير دون رقيب أو حسيب، لم تحرك السلطة بالمحافظة أي ساكن".
 
وقال باشيبة "نحن بحاجة إلى من يلملم شبوة من المستنقع الخبيث"، مشيرا إلى أن من هم في هرم السلطة إلى اليوم يرفعون أعلام التشطير، وخروج عن ولي الأمر ويغلقون مكاتب تنفيذية ومحلية، يعملون للوبي خارجي، بإشارة منه إلى قوات النخبة الموالية لأبوظبي.
 
وختم المسؤول المحلي حديثه قائلا: "ستنتفض شبوة وتعود عجلة التنمية فيها بسواعد شبابها وشابتها".

التفاف شعبي
 
الصحفي والناشط في شبوة ياسر الصايلي قال "لديّ كثير من الملاحظات حول اللواء مساعد وتحركاته وتاريخه، لكن ما نلمسه أن الرجل لا زال يمتلك أفكارا ويرسم خططا ويستطيع التحرك والإشراف على تنفيذها".
 
وأضاف: "الحقيقة أن بن مساعد استطاع أن يقول ما لم يقوله الجميع، استطاع أن يتحدث باسم الشارع وباسم الجنوب وباسم اليمن، تحدث باسم المسؤول وباسم المواطن البسيط، تحدث باسم اليمنيين جميعهم سواء في الشمال أو في الجنوب".
 
وتابع الصايلي: "لو أن المسؤولين في اليمن سواء الذين مع الشرعية أو مع الانتقالي أو مع أي حزب أو مكون سياسي تحدثوا بنفس خطاب بن مساعد، لاستطاعوا تغيير كثير من المجريات والوقائع سواء عسكريا أو معيشيا بما يخدم الشعب".
 
وقال إن "لقاء بن مساعد الجماهيري أمس الأحد، ليس الأول والأخير وكما يبدو أنها ستتبعه مهرجانات ولقاءات".


التعليقات