أثار منع الإمارات لوزير الشباب اليمني من حضور نهائيات كأس أمم آسيا على أراضيها لمرافقة منتخب بلاده موجة سخط كبيرة بين أوساط اليمنيين.

وكان مسؤول بوزارة الشباب والرياضة، قد قال إن مسؤولي الرياضة في الإمارات، لم يوجهوا دعوة لوزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري، لحضور نهائيات كأس آسيا لكرة القدم التي تنطلق اليوم السبت، وفقا للأناضول.

ويشارك المنتخب الوطني اليمني في نهائيات آسيا 2019، لأول مرة منذ تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، في مجموعة تضم إلى جانبه منتخبات إيران والعراق وفيتنام، ويخوض أول مبارياته الاثنين المقبل، أمام المنتخب الإيراني.

وتوالت ردود فعل اليمنيين الساخطة حول تلك الإجراءات التعسفية من قبل سلطات أبوظبي بحق وزير الشباب والرياضة في الحكومية الشرعية بينما وجهت دعوات لعدد كبير من الشخصيات من جزيرة أرخبيل سقطرى، بينهم المحافظ الأسبق سالم عبد الله السقطري.

وقارن يمنيون بين استقبال وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف بحفاوة في الإمارات، وزيارتها معالم سياحية في أبوظبي، من بينها مسجد الشيخ زايد، بحسب تصريحات لهم وصورٍ نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي السياق انتقد وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، الإجراءات التعسفية التي اتخذتها أبو ظبي بحق وزير الشباب والرياضة نائف البكري.

وقال الرويشان في صفحته على "فيسبوك": "على الأقل اخجلوا من الشيخ زايد، تستقبلون وزيرة الرياضة الإسرائيلية وتمنعون وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري من حضور مباريات منتخب بلاده في بطولة كأس أمم آسيا في الإمارات".

وأضاف: هل هذا هو التحالف من أجل اليمن؟ متابعا بالقول: تزعمون أنكم تريدون تحرير اليمن من الحوثي؟ وفي نفس الوقت تقاطعون الحكومة والرئيس هادي! وتساءل: هل من كبيرٍ يقول لكم عيب؟

من جانبه الكاتب الصحفي سعيد ثابت انتقد موقف الإمارات تجاه اليمن وأورد في منشور على صفحته بالفيسبوك الإجراءات التعسفية من قبل أبوظبي في قطاع الرياضة في اليمن.

وذكر ثابت بعض ما أسماها "موبقات" دولة الإمارات في قطاع الرياضة في اليمن، وقال "قامت قبل ثمانية أشهر باستدعاء مكتب الشباب ومنتخب سقطرى بغير علم قيادة الوزارة، قامت بمنع رئيس اتحاد الجودو نعمان شاهر من دخول ملاعب الامارات لحضور المباريات".

وأضاف: "منعت دخول منتخب اليمن للفروسية من المشاركة في نهائيات كأس العالم رغم حصول اليمن على الترتيب الأول".

وختم الكاتب الصحفي قائلا: "زعمت أنها قدمت 51 مليون درهم في قطاع الرياضة والشباب اليمني وهذا محض كذب وتضليل".

من جهته الكاتب الصحفي عامر الدميني قال "ما أصبرك وما أطول بالك يا نايف البكري على كل هذا الصلف والعنجهية الإماراتية منذ 2015 حتى اليوم".

وأضاف: "شخص ضحى وقاتل ودافع عن مدينته عندما هرب الجميع ثم يتم التعامل معه بهذه الطريقة اللئيمة ومنعه من دخول مدينته وبنفس الوقت منعه كمسؤول حكومي من حضور فعالية رياضية لأسباب سياسية".

وتابع: "لم يصدر عن البكري حتى اللحظة أي موقف تجاه الإمارات رغم أنه بالتأكيد لديه الكثير ليقوله للناس عن خفايا ما جرى بعدن والتعقيدات التي تخلقها الإمارات".

بدوره الصحفي محمد الجرادي قال ساخرا: الخبر الأول "الإمارات ترفض منح وزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية وطاقم وزارته دعوة حضور افتتاح بطولة كأس آسيا". الخبر الثاني "الإمارات تستقبل وزير الرياضة الإيراني وطاقم وزارته لافتتاح بطولة كأس آسيا (بالأحضان)".

من جانبه قال الكاتب الصحفي عبد الحكيم هلال "تسمح دويلة الإمارات لوزراء ورياضيين إسرائيليين بدخول أراضيها والمشاركة في فعاليات رياضية، حتى هامشية، بل إنها تتفاخر بذلك، بدون حياء، لكنها ترفض دخول وزير الرياضة اليمني، عن الشرعية، نائف البكري، لحضور بطولة رئيسية كأس أمم أسيا".

وأضاف: "ويجي واحد حمار، وآخر بلحية جامية، ويقول لك: طاعة ولي الأمر واجبة ولو شفته يسكر ويزني ويتذلل لليهودي ويستكبر على المسلم ويتقرب من إيران، مع أنه جاء اليمن يحاربها، ويحارب الشرعية".

الطبيب والروائي اليمني مروان الغفوري قال "تقام البطولة في الإمارات ويشارك فيها المنتخب اليمني مجرداً من المساندة الرسمية، سبق أن قال هادي لمعاونيه في العام 2015 إن الإمارات طلبت منه إقالة البكري من منصب محافظ عدن"، مشيرا إلى أن البكري ينتمي إلى الحزب السياسي المحافظ "الإصلاح"، وقاد المقاومة الشعبية في الجنوب قبل وبعد تدخل التحالف العربي.

وأضاف: "لا يملك النظام الإماراتي أيديولوجيا معينة، غير أنه يخوض صراعاً انتحارياً مع أي تنظيم سياسي، إسلامي أو غيره، تربطه علاقة حقيقية أو افتراضية مع قطر.

وتابع: "الإمارات أقل خطراً من إيران، الأخيرة دولة رسولية، تعرف في كل وقت كيف تصل إلى ما تريد، لن ترتكب إيران خطأ فادحاً مثل منع وزير في نظام "حليف" من دخول أراضيها، الخفة ليست جزءاً من السلوك الإيراني".

واستدرك "تحتاج الإمارات إلى علاقة جيدة مع أهل المستعمرة الضخمة، مشيرا إلى أن اليمن هو أول تجربة استعمارية للإمارات، وهي عملية تجري بالمقلوب -وفق تعبيره- إذ تحتل دولة ليس لها اسم واحدة من أقدم دول الشرق.

وقال "أغلب الظن أن نائف البكري ولد قبل تأسيس الدولة الإماراتية".

وختم الغفوري قائلا: "منع البكري من مرافقة فريق بلده إلى بطولة دولية هو موقف مفزع لنا كجمهورية، فالحلفاء الذين سرعان ما أدركنا خطرهم على استقلالنا يكشفون لنا عن مستويات غير متخيلة من الخطورة: الطيش وفقر الخيال. نحن بإزاء مشهد رمزي كثيف الدلالة".

إلى ذلك تساءل الصحفي مصطفى راجح، قائلا: "هل يصمت هادي وحكومته ويمرروا رفض الإمارات دخول وزير يمني إلى أراضيها لمرافقة منتخب بلاده اليمن؟! مضيفا: "هذه لا تفعلها الدول حنى مع دولة عدو".