خلافات كثيرة تفشل اجتماع السفينة بين الحكومة والحوثيين (تقرير)
- خاص الأحد, 03 فبراير, 2019 - 10:02 مساءً
خلافات كثيرة تفشل اجتماع السفينة بين الحكومة والحوثيين (تقرير)

[ كاميرت رئيس الفريق الأممي لمراقبة وقف النار في الحديدة خلال اجتماعه بطرفي الصراع على متن سفينة أممية بعرض البحر ]

أثار خبر نقل اجتماعات لجنة إعادة الانتشار برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت على متن إحدى السفن، قبالة ساحل الحديدة، ردود أفعال مختلفة، غلب عليها الطابع الساخر.

 

وبدأ اليوم الأحد اجتماع اللجنة على متن سفينة "فوس أبولو" التابعة للأمم المتحدة في البحر قبالة ميناء الحديدة، وذلك بحضور ممثلي الحكومة والحوثيين.

 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول يمني لم تسمه، أن الاجتماع "ركّز على تعزيز وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وملف الانسحاب من المدينة والموانئ تنفيذا لاتفاق السويد".

 

ويعد هذا ثالث اجتماع للجنة المشتركة التي تم تشكيلها عقب إجراء محادثات السويد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

وكان عضو الوفد الحكومي صادق دويد أوضح أن الفريق الحكومي، وصل إلى السفينة الأممية VOS APOLLO، والتي تم استئجارها لتكون سكن فريق المراقبين الدوليين.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبلغ مؤخرا مجلس الأمن الدولي أن تنفيذ اتفاق ستوكهولم يواجه تحديات، وأن العمل جارٍ لإعادة بناء الثقة بين الشرعية والحوثيين.

 

عرقلة

 

قبل أيام أعلن الحوثيون مقاطعتهم اجتماعات اللجنة المشتركة متهمين رئيسها باتريك بالانحياز للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

 

وكان المصدر الحكومي الذي تحدث لوكالة "فرانس برس" ذكر أن الاجتماعات توقفت خلال الأسابيع الماضية "بسبب عراقيل وصعوبات واجهت رئيس اللجنة، إلى جانب امتناع الحوثيين عن المشاركة في لقاءات بمناطق سيطرة الحكومة بالدريهمي" جنوب مدينة الحديدة.

 

بينما قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن سبب نقل اجتماع لجنة التنسيق المشترك في الحديدة إلى عرض البحر، هو تعنت المليشيات ورفضها التواجد في مناطق الشرعية.

 

مقابل ذلك، تحذر الخارجية اليمنية من انهيار تفاق ستوكهولم في الحديدة، نتيجة تمادي جماعة الحوثي، وتنصلها عن تنفيذ بنوده، ورفض فتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية وقصف مطاحن البحر الأحمر، ورفض تسيير القافلة الإغاثية.

 

صعوبات

 

عقب زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى الحديدة قبل أيام، تصاعدت المعارك بالحديدة بشكل كبير، وهو ما يقلل فرص نجاح اتفاق الحديدة، الذي يشمل انسحاب الحوثيين من المدينة وموانئها.

 

كما حشدت جماعة الحوثي، اليوم الأحد، المئات من سكان الحديدة، للتظاهر ضد الأمم المتحدة، واتهامها بإطالة الصراع، والتباطؤ في تنفيذ اتفاق ستوكهولم وعدم تفعيل قرار مجلس الأمن.

 

في هذا السياق، يؤكد الصحفي والباحث عدنان هاشم أن اتفاق الحديدة يحتاج إلى كثير من الجهد لإنقاذه قبل تنفيذه.

 

ولفت في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى وجود خلافات كثيرة تسببت بتعثر الاتفاق، والتحشيد المستمر بالحديدة.

 

واستطرد "تحتاج الأمم المتحدة الكثير من العمل، فلا الحوثيون قبلوا بالانسحاب من المدينة، ولن تقبل الحكومة اليمنية بغير رحيلهم".

 

مقدمة للفشل

 

من جانبه سخر الناشط خالد العلواني من عقد الاجتماعات بالبحر وقال "لجنة إعادة الانتشار في الحديدة تبحث عن السلام في البحر، والمليشيات الحوثية المتمردة تواصل قتل المدنيين، يا لها من حالة بائسة ومعادلة مختلة".

 

 

أما الإعلامي محمد القاضي فعلق "ضاقت الأرض اليمنية لتوفير مكان للحوار حول السلام، فكيف لمن عجزوا عن توفير مكان آمن للحوار أن يصنعوا السلام. مستطردا "سيكتب التاريخ أن هذه المرحلة هي أسوأ فترة في تاريخ اليمن".

 

 

حساب آخر  باسم "مستاء من الواقع" غرد قائلا: "حكومة اليمن وحلفاؤها والأمم المتحدة وحوثيوها، قبلت الحكومة وحلفاؤها المفاوضات في الحديدة مع الحوثي الذي يستحل المدينة والآن يرفض المفاوضات في أرض الشرعية ويُقبل رفضه وتنقل المفاوضات إلى البحر".

 

وأضاف: "لن يخرجوا بنتيجة ولو نقلت إلى المريخ، الحسم العسكري هو الحل فقط".

 

 

ومن المتوقع أن يكون اجتماع اليوم، هو الأخير الذي سيرأسه باتريك، قبل تسليم مهامه لخلفه الجنرال الدنماركي، مايكل ليوليسغارد، وذلك بعد رفض الأول التمديد لعمله.

 

وبدأت لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، اليوم الأحد، ببحث مسألة فشل وقف إطلاق النار وتأخر إعادة الانتشار في الحديدة، في حين قالت قالت مصادر مطلعة لوسائل إعلام أن الحوثيين رفضوا مناقشة تثبيت وقف إطلاق النار، مبررة ذلك باستمرار الغارات الجوية للتحالف.


التعليقات