قيادة الانتقالي إلى المكلا بطائرة إماراتية .. أبو ظبي تواجه الشرعية مجدداً (تقرير)
- عدن - خاص الجمعة, 15 فبراير, 2019 - 06:13 مساءً
قيادة الانتقالي إلى المكلا بطائرة إماراتية .. أبو ظبي تواجه الشرعية مجدداً (تقرير)

[ طائرة اماراتية خاصة نقلت الزبيدي وبن بريك إلى مطار الريان ]

على متن طائرة إماراتية خاصة، وصل عيدروس الزُبيدي رئيس ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً ومحافظ عدن المُقال، مدينة المُكلا عاصمة محافظة حضرموت صباح أمس الخميس، قادماً من العاصمة المؤقتة عدن، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ إنشاء المجلس في مايو 2017.

 

وصول الزُبيدي ومعه نائبه هاني بن بريك وعددٌ من أعضاء هيئة رئاسة المجلس، لمطار المُكلا الذي تُسيطر عليه القوات الإماراتية وتتخذ منه ثكنة عسكرية، أظهر مدى ما تُقدمه دولة الإمارات من دعم وتسهيل للمجلس الانتقالي، وقبيل وصول الطائرة الإماراتية الخاصة التي أوصلت الزُبيدي، وصل موكبه من عدن والمُكون من عشرات الأطقم العسكرية والسيارات المصفحة لحضرموت قاطعاً الخط الساحلي مروراً بابين وشبوة قبل الوصول للمُكلا.

 

موكب قيادة الانتقالي ووصول رئيسه لمطار الريان المُغلق بوجوه اليمنيين منذ دخول القاعدة لمدينة المكلا في العام 2015، أحدث ضجة بمواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر أنصار الانتقالي الزيارة نصراً معنوياً وتأكيداً على إثبات وجودهم.

 

ولم يتزامن وصول الزُبيدي ومن معه من قيادات الانتقالي أي حضور شعبي كبير لاستقباله عدا حضور عشرات المواطنين من مُناصري الانتقالي، والذين استقبلونه بعد خروجه من مطار الريان.

 

ويأتي وصول قيادة الانتقالي لغرض الترتيب لعقد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في المجلس، والتي عُقدت النسخة الأولى منها في العاصمة المؤقتة عدن قبل نحو عام.

 

وبعد وصوله بساعات فقط، التقى الزُبيدي بقيادة قوات النخبة الشبوانية والتي أنشأتها دولة الإمارات لتبسط سيطرتها على محافظة شبوة، وبحسب وسائل إعلام الانتقالي الجنوبي والتي وصفت الزُبيدي بالرئيس فقد جاء لقاءه بقيادة النخبة الشبوانية لأجل التباحث حول الوضع الأمني بشبوة وما أسمته بجهود مكافحة الإرهاب هناك وكذا الإشادة بما تقدمه دولة الإمارات من دعم هناك.

 

وفي أولى تصريحات قيادة المجلس، قال محافظ حضرموت المُقال ورئيس الجمعية الوطنية بالمجلس أحمد بن بريك،" إن التصدي لما أسماها مؤامرة تقسيم حضرموت هي من أولويات عمل الجمعية ودورتها الثانية، وكذا استعادة الوادي حد قوله.

 

ويأتي تصريح بن بريك لإظهار ما يسعى إليه المجلس ومن خلفه دولة الإمارات التي تدعمه، فوادي حضرموت المكون من 18 مديرية تُسيطر عليه وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وهي آخر وحدات ينتمي أفرادها إلى مختلف محافظات الجمهورية، في حين تخضع مديريات الساحل ومركزها المُكلا لقوات النخبة الحضرمية التي أنشأتها دولة الإمارات، وهي القوات التي من المُراد لها أن تبسط سيطرتها على كافة مديريات حضرموت، والتي لم يبقَ منها سوى مديريات الوادي والواقعة تحت سيطرة قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية.

 

من جهته وصف الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني زيارة قيادة الانتقالي الجنوبي لحضرموت بمحاولة التنفس والتي تأتي بعد تعرض الانتقالي وطيلة الأشهر الأخيرة لنسف قوي عبر فعاليات شعبية واحتجاجات شبه يومية وتقارير دولية وتصريحات خبراء خليجبين وفضح اعلامي واسع لعمالته مع الحوثي.

 

وأضاف الهدياني في منشورٍ له على صفحته بالفيسبوك أن الانتقالي يمر بأزمة حقيقية ويُعاني من عزلة محلية ورفض اقليمي ونقد دولي واستعراضات الاطقم والرايات اشبه بهيجان ثور اسباني مأزوم.

 

 ضأما الكاتبة شفاء الناصر فقالت في تغريدة لها على حسابها بتويتر " الإمارات تنقل قادة المجلس الانتقالي بطائرة إماراتية خاصة إلى مطار الريان في #المكلا -المطار الذي يُغلق في وجه ابناء حضرموت، تفتحه الإمارات امام قيادات الانتقالي التابعين لها متى شاءت وكيفما شاءت، واردفت،" وعلى عينك ياشرعيـة.

 

من جهته علّق الصحفي عامر الدميني، على زيارة قيادات الانتقالي لحضرموت بالقول مطار الريان مغلقٌ منذ سنوات من قبل الإمارات ورفضت فتحه وحولته إلى قاعدة عسكرية لها ومعتقل كبير، ورفضت فتحه للمسؤولين اليمنيين في الحكومة الشرعية، بينما فتحت أبوابه لشخصيات تدين لها بالولاء وتتصدر قائمة الموالين لها في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص.

 

واعتبر الدميني بأن مزاعم تنفيذ مشاريع ومساعدات من السعودية والإمارات في اليمن تحولت إلى أداة ابتزاز ووسيلة من وسائل فرض الأجندة لكلا الدولتين.

 

وتابع في منشور على صفحته بالفيس بوك،" العام الماضي فتحت الإمارات مطار الريان لخالد بحاح الذي وصل المطار وبشر بقرب افتتاحه، رغم أنه لم تعد له أي صفة حكومية أو رسمية، ورغم الوعود التي أطلقها بحاح عن افتتاح المطار فقد ظل مغلقا حتى اليوم.

 

وذكر "واليوم جرى استقدام عيدروس الزبيدي على طائرة إماراتية إلى مطار الريان رغم أن الزبيدي يتزعم كيان سياسي وعسكري مناوئ للحكومة الشرعية التي تقول الإمارات إنها جاءت لدعمها في اليمن.

 

وتساءل الدميني عن الذي يجري في مطار الريان؟ ولماذا تسمح الإمارات فقط للقيادات النشاز الموالية لها بدخوله؟ وتمنع المسؤولين اليمنيين؛ هل تريد الإمارات من خلال فتح المطار لعيدروس الضغط على الشرعية في قضايا معنية؟ أم أنها تريد أن ترد على السعودية التي صعدت وسائل اعلامها مؤخرا من لهجتها ضد الحراك الجنوبي واتهامه بالتحالف مع الحوثيين؟

 

وأفاد المؤكد في كل هذا أن الإمارات تعمل ضمن مشروعها الواضح في إضعاف الشرعية وتقزيمها، وتقوية كل طرف مناوئ للشرعية.

 

واختتم الدميني منشوره بالقول من المعيب حقا أن تتحول حقوق اليمنيين إلى ورقة ابتزاز بيد الإمارات وغيرها مثلما يجري في مطار الريان الذي من المفترض أنه يعمل بشكل طبيعي ومفتوح أمام المواطنين في حضرموت وبقية المدن المجاورة لها.


التعليقات