زحف الحوثيين نحو الجنوب.. غزو جديد أم ترسيم للحدود الشطرية؟
- الضالع - علي الأسمر الأحد, 21 أبريل, 2019 - 06:04 مساءً
زحف الحوثيين نحو الجنوب.. غزو جديد أم ترسيم للحدود الشطرية؟

[ يواصل الحوثيون التقدم باتجاه مناطق جنوبية وسط صمت الشرعية ]

تواصل جماعة الحوثي المسلحة تقدمها العسكري باتجاه المحافظات الجنوبية من خلال محوري الضالع والبيضاء.

 

ففي محافظة الضالع تمكن الحوثيون من تحقيق تقدم كبير نحو الجنوب بعد إسقاطهم لجبهتي دمت وحمك، ولا تزال المعارك مستمرة في معظم محاور الجبهات في الحشاء والعود ومريس.

 

أما في محافظة البيضاء، فقد تمكن الحوثيون من تحقيق تقدم كبير نحو الجنوب لأول مرة منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات، ويواصلون التقدم نحو يافع بعد تمكنهم من إسقاط جبهة ذي ناعم.

 

حيثيات التقدم

 

مصادر مطلعة أفادت لـ"الموقع بوست" بأن تقدم الحوثيين جاء بعد هجوم كبير استمر قرابة أسبوع بشكل متواصل، معززا بحشود هائلة، وأسلحة ثقيلة، بدعم وإسناد من مشايخ قبليين في المنطقة، وفي غياب إسناد الطيران، وأسلحة خفيفة وذخائر قليلة بيد المقاومة، تمكن الحوثيون من إسقاط جبل حلموس الإستراتيجي بمديرية ذي ناعم.

 

ذات السيناريو تكرر في محافظة الضالع، فقد حشد الحوثيون قوات عسكرية كبيرة، تمكنت بمساعدة بعض المشايخ وخيانات، من إسقاط جبهتي دمت وحمك وسيطرت على مناطق واسعة في العود بمديرية قعطبة.

 

 يافع على مرمى النيران

 

وتوضيحا لتقدم الحوثيين نحو يافع الجنوبية، أوضح الإعلامي مختار النقيب، لـ"الموقع بوست"، تفاصيل التقدم، مبينا أن جبل حلموس الذي سيطر عليه مسلحو الحوثي يعد جبلا إستراتيجيا، يطل على منطقة قربة وعزلة الناصفة بكاملها من مديرية الزاهر، كما يطل بصورة مباشرة على قرى الدريعا وصلواع.

 

ولفت الصحفي النقيب إلى أن الحوثيين بسيطرتهم على جبل حلموس، تمكنوا من السيطرة على الخط الإسفلتي (ذي ناعم - الناصفة - الحد يافع).

 

 وذكر النقيب أنه بسقوط جبل حلموس، سقط تلقائيا ما تبقى من جبهة ذي ناعم، وخاصة مواقع الأريل بالكامل وأشعاب ناصر كتف البعير ومسعود وما حولها، وهي مواقع تتبع مديرية ذي ناعم، وتقع بعدها منطقة الناصفة بمديرية الزاهر المحاذية للحد يافع من الناحية الشمالية، وأما من الناحية الجنوبية فتقع مناطق مديرية الزاهر ومعظمها محررة وتنتهي بمنطقة آل برمان التي تحد منطقة العر يافع.

 

أهداف الحوثيين

  

على الصعيد الميداني لم يخفِ قادة الحوثيين أهداف تقدمهم، فقد صرح عدد من قادة المليشيا، منهم مدير عام مديرية دمت المعين من الحوثيين سلطان فاضل، بأن هدف الحوثيين هو التقدم إلى حدود 1990م في سناح بالضالع، لدى محاولاته إقناع عدد من منتسبي الجيش الوطني والقبائل في منطقة العود بتسليم جبل العود بحسب مصادر قبلية.

 

أما القيادي في صفوف جماعة الحوثي محمد علي الحوثي فقد فضل الصمت ردا على تساؤل قناة روسيا اليوم: هل يهدف الحوثيون بالتقدم نحو الجنوب إلى ترسيم الحدود؟ واكتفى بالقول: لا تعليق.

 

ويشير مراقبون إلى تناغم خطاب قادة المجلس الانتقالي الجنوبي مع تحركات الحوثيين نحو الجنوب، حيث كان القيادي في ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، قد كتب في تغريدة له قبيل أسبوع تقريبا "اربطوا الأحزمة"، في إشارة منه إلى قرب إعلان المجلس لمشروعه المتمثل بإعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله.

 

هل ساعد التحالف الحوثيين في التقدم نحو الجنوب؟

 

وقوف التحالف العربي بموقف المتفرج من حشود الحوثيين نحو الجنوب من البيضاء والضالع، جعل بعض المراقبين يميلون للتأكيد بأن ما يحدث يجري برضى ومباركة التحالف، وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

ففي جبهة دمت كان يمكن لضربتي طيران أن تنقذ الوضع وتمنع سقوط جبل ناصة الإستراتيجي، وجبهة دمت في حال تم استهداف نقيل حدة، الذي بدوره يقطع خط الإمداد على الحوثيين، وزحفهم نحو جبل الشامي وناصة.

 

وبحسب مصادر عسكرية رفيعة، فقد أحجم الطيران عن تنفيذ ما طلب منه من قبل كل القيادات العسكرية، وظل يحوم حول ناصة والعود، دون تنفيذ أي ضربة على النقيل المطلوب، برغم النداءات ورفع الإحداثيات.

 

وذات الأمر حدث في جبهات البيضاء، وذي ناعم تحديدا والتي لم يلبِّ فيها الطيران نداءات الجيش والمقاومة، ولم يأتِ مطلقا، وهو الأمر الذي جعل مقاومة البيضاء تحمل التحالف والشرعية مسؤولية ما حدث في بيان لها.

 

جائزة الحديدة

 

يشير مراقبون إلى أن محافظة الحديدة قد تكون هي الجائزة للحوثيين في حال قاموا بتنفيذ تفاصيل الاتفاق والاكتفاء بالتقدم نحو الحدود الجنوبية سابقا فحسب.

 

ونظرا لسلطة أبو ظبي والمجلس الانتقالي على ألوية العمالقة، فلن يكون من الصعب إلزامها بالانسحاب من الحديدة أو إشغالها في جبهات أخرى.

 

ولفت تصريح نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي هاني بن بريك، أمس الأول، بالقول إن الحوثيين تنتظرهم دروس قاسية خلال يومين، وبرغم مرور المدة فإن المعادلة لم تتغير بعد على صعيد التطورات الميدانية في جبهات الضالع، كما لم يقم المجلس الانتقالي بالدفع بقوات إضافية يمكن أن تحدث تطورا إيجابيا في سير المواجهات، خصوصا في جبهتي العود والحشاء.

 

طموح بالسيطرة

 

الشيخ عادل القاضي، قيادي في المقاومة وشخصية اجتماعية بالضالع، قال إن من يطمح للسيطرة على الخليج لا يمكنه التوقف عند حدود التسعين، في إشارة إلى الحدود الشطرية التي كانت تفصل بين شطري اليمن قبل الوحدة في العام 1990م.

 

وأضاف أن تصريحات الحوثيين في وسائلهم الإعلامية عقب اقتحامهم قرى العود، بأنهم لن يتوقفوا حتى تطهير كامل المحافظات الجنوبية، يؤكد أنهم عازمون على التقدم ما لم يجدوا هناك قوة لردعهم وإيقاف تقدمهم.

 

تقسيم اليمن

 

السياسي ووزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان قال إن هناك من يريد تسليم الشمال للحوثي والجنوب للحراك أي تقسيم اليمن، مشيرا إلى أن مهمة جريفت إضاعة الوقت حتى تسقط التفاحة تلقائيا.

 

وأوضح الرويشان أن توالي تساقط المناطق بين براثن الحوثي، منذ أشهر، من حجور حتى العود هو مجرد تسريع للوصول للهدف.

 

حماقة

 

الكاتب الصحفي صلاح السقلدي عبر عن أمله في أن يكون الحوثيون قد استفادوا من تجربتهم المريرة في الجنوب، والخسائر الفادحة التي تكبدوها أثناء تحالفهم مع صالح بداية هذه الحرب حين اجتاحوا الجنوب.

 

وأضاف السقلدي في حديث لـ"الموقع بوست" أن المنطق والمصلحة اليوم للجميع تقتضي أن يلتزموا بالحدود، كما التزموا بذلك قبل تحالفهم مع صالح.

 

وأكد أن الخسائر هذه المرة للحوثيين إن صمموا على التقدم صوب الجنوب ستكون كارثية خصوصا أن جنوب ما بعد هذه الحرب ليس جنوب ما قبلها، على حد قوله.

 

ولفت إلى أن الجنوب اليوم يمتلك قوة مسلحة على الأرض لها بأسٌ شديد بوجه الحوثيين وبوجه أي قوة عسكرية أو سياسية تفكر باجتياحه، معتبرا أن أي تقدم باتجاه الجنوب حماقة كبيرة.


التعليقات