مونيتور الامريكية تستعرض محنة الصحفيين اليمنيين بين القتل والتشريد والعنف الممنهج
- مونيتور الاربعاء, 06 يناير, 2016 - 05:40 مساءً
مونيتور الامريكية تستعرض محنة الصحفيين اليمنيين بين القتل والتشريد والعنف الممنهج

[ تعرض الصحفيين لاسواء انواع المضايقات ]

واجه الصحفيون  اليمنيون، أعنف مظاهر الاستهداف  الممنهج التي تورطت بها جماعة الحوثيين،من آذار/مارس 2015، وحتى نهاية العام، حيث تنوعت بين الاعتقال والإخفاء القسري، واستخدام صحفيون "دورعاً بشرية" في ثكنات عسكرية استهدافها طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
 
وشهدت اليمن خلال العام الجاري، تقهقراً مهولاً على مستوى الحريات الصحفية، وسط تنامي حالة القلق، إزاء مصير نحو 15 صحفيا مازالوا محتجزين لدى الحوثيين حتى الآن، بعدما انقطعت أخبارهم منذ أشهر.
 
أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين، مروان دماج، دق جرس الإنذار، مع اتساع جغرافيا الاستهداف والتنكيل بالصحفيين، حيث قال: صحفيو اليمن بحاجة إلي تحرك أوسع، هناك عمليات تعذيب يتعرض لها الصحفيين، في سجون مليشيا الحوثي، على نحو مخيف".
 
وأكد دماج لموقع "آلمونيتور" أن الصحفيين كشريحة وكمهنة استهدفت علي نحو خاص، حيث أغلقت جميع المؤسسات الصحفية المستقلة والحزبية، وتم الاستيلاء علي جميع المؤسسات الرسمية العامة أو الحكومية". لافتا الى أن "نتيجة كل هذه الأساليب فقدان مئات الصحفيين إعمالهم ومصدر رزقهم". وفق تعبيره
 
وبموازاة ذلك، صنفت منظمة "مراسلون بلا حدود" جماعة الحوثي كثاني أكبر جماعة تحتجز الصحفيين في العالم بعد تنظيم الدولة الإسلامية".
 
المنظمة وصفت اختطاف الصحفيين بـ"الأمر الشائع" منذ تمكن الجماعة من السيطرة على صنعاء، في العام 2014. حتى صارت اليمن، البلد الثاني الأكثر تضررا من ظاهرة الاختطاف التي طالت صحفيين بعد سوريا.
 
وبات فضاء الإعلام في صنعاء، خاليا تماما، من أي صوت صحفي معارض لسلطة الأمر الواقع التابعة للحوثي، لاسيما بعدما أن اضطرت أغلب الصحف سواء اليومية والأسبوعية، الى وقف إصدارتها، بسبب سياسية الاستهداف والتنكيل الممنهج التي دأبت عليهما جماعة الحوثيون.
 
كثيرون من صحفيي اليمن، غادروا البلاد، والبعض الأخر، لايزال هدفا محتملا، للحوثيين، ولذا اختفوا عن الظهور، و اضطر أغلبهم لمغادرة بيوتهم والنزوح إلى القرى والأرياف، أو اجبروا على الهرب من البلاد حيث يصل عددهم  بحسب بعض التقديرات إلى 500 صحفية وصحفي.
 
ويصف الصحفي اليمني، فارس الحميري، وضعية الصحافة باليمن: إن الصحفيين دفعوا  فاتورة باهظة خلال الأشهر الماضية من الحرب، إذا سجلت حالات قتل في حق نحو عشرة زملاء، فيما لا يزال 13 آخرين رهن الاختطاف في غياهب السجون التابعة للحوثيين، بعد أن تم الإفراج عن عدد أخر.
 
وأوضح  لموقع "آلمونيتور" أن الصحفيين تعرضوا للتنكيل بمختلف الوسائل والأساليب، في صورة لم يسبق لها مثيل في البلاد، بل على مستوى المنطقة.
 
وأشار الحميري أن الأحداث الأخيرة شردت الصحفيين من أعمالهم ومن منازلهم،  بل أجبرت عددا منهم الى مغادرة البلاد، إذ لجأ كثير من الصحفيين الى الهرب خوفا من بطش المليشيا التي تسيطر على المدن والجماعات المتطرفة المتنامية والتي تناصب العداء الصحفيين دون جرم".
 
وشهدت الصحافة، أسوأ حادثة في تأريخها، بعدما قتل عبدالله قابل، ويوسف العيزري، وهما صحفيان احتجزهما الحوثيون  في موقع عسكري، استهدفه طيران التحالف العربي الذي تقوده  السعودية، آيار/ مايو من العام 2015، جنوب صنعاء، وهو ما دفع نقابة الصحفيين اليمنيين، اتهام جماعة الحوثيينباستخدام الصحفيين كـ"دروع بشرية” (رابط)، في جريمة قتل متعمد لم يسبق لها مثيل من قبل جماعة منفلتة وغير مسؤولة".
 
وتجد الفرصة سانحة لطرح تساؤل مهم، كيف حول الحوثيون الصحافة والإعلام باليمن، الى تهمة أشهرتها الجماعة سياطها في وجه منتسبي هذا القطاع.
 
نائب رئيس تحرير صحيفة الناس، الأسبوعية، عامر الدميني، أن حرب المليشيا على الإعلام والصحافة هي جزء أساسي من سلسلة الحروب التي شنتها جماعة الحوثي على وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها وأنواعها، واتضحت هذه الحرب منذ اليوم الأول لانقلابها.
 
وأضاف لموقع "آلمونيتور" أن هذا التركيز كان نابعاً من شعور تلك المليشيا بخطورة هذه المهنة، والدور الذي ستلعبه في فضح وكشف وتعرية أعمالها وانتهاكاتها"، ولذلك سارعت منذ اليوم الأول لاقتحامها العاصمة صنعاء في 21من أيلول/ سبتمبر من العام 2014، لفرض كوادر من أعضائها داخل قطاع التلفزيون في خطوة كانت تستهدف ممارسة التضليل الإعلامي وتسويق أفكارها وسياستها وهو ما تم. بحسب الصحفي الدميني
 
وأوضح لموقعنا، أن "حدة تلك الإجراءات والمضايقات، زادت الى حد اعتبارها تهمة تستوجب القتل والسجن والإعدام، مع انطلاق العمليات العسكرية لعاصفة الحزم". في إِشارة الى العمليات العسكرية التي يشنها تحالف عربي شكلته الرياض.
 
وبين نائب رئيس تحرير أسبوعية الناس، أن الجماعة توجهت بحربها نحو إسكات الوسائل الإعلامية المناهضة لها عبر مجموعة من الإجراءات القمعية والأساليب التعسفية التي طالت الصحافة الحزبية والأهلية والمستقلة في البلد".
 
وأبرزها، بحسب الدميني "اقتحام ونهب ومنع طباعتها، بالإضافة حجب المواقع الالكترونية الإخبارية على المتصفحين في الداخل، وكذلك مضايقة واستخدام أساليب العنف ضد العاملين في هذا المجال، وتنوعت بين المطاردة والاختطاف والقتل والسجن والتعذيب للصحافيين".
 
وفي 13 من تشرين الأول/ أكتوبر، اعتقل الصحفيان أمير باعويضان مراسل قناة آزال (محلية)ومحمد المقري مراسل اليمن اليوم(صحيفة) والمصور التلفزيوني أكرم اليماني، بمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، عقب تغطيتهما لمظاهرة شهدتها عاصمة المحافظة المكلا للمطالبة برحيل مُسلحي القاعدة من المدينة، مايعني أن الحوثيين لم يكونوا وحدهم في قائمة أعداء الصحافة، بل تشاركهم جماعات عنف مسلحة أخرى.


التعليقات