أين تقف السعودية والحكومة من تصعيد الانتقالي في عدن؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 08 أغسطس, 2019 - 08:36 صباحاً
أين تقف السعودية والحكومة من تصعيد الانتقالي في عدن؟ (تقرير)

[ أفراد من الحماية الرئاسية في بوابة قصر المعاشيق بعدن ]

لم  تعترض المملكة العربية السعودية على تحركات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" طوال الفترة الماضية، لكن موقفها تغيّر مؤخرا بعد تصعيد القوات التابعة للإمارات بشكل كبير في العاصمة المؤقتة عدن.

 

كثيرا ما هاجم الانتقالي الجنوبي السعودية، واتهمها سابقا نائب رئيس المجلس هاني بن بريك بدعم الحوثيين وإطالة أمد الحرب.

 

ودعا بن بريك اليوم إلى النفير العام لاقتحام قصر معاشيق، بعد أيام من بدء ترحيل المواطنين الذين ينتمون للمحافظات الشمالية.

 

لكن الإمارات وعلى لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، دعت إلى التهدئة، وأكد قرقاش أن التصعيد لا يمكن أن يكون خيارا مقبولا.

 

الموقف السعودي

 

عن حقيقة الموقف السعودي من أحداث عدن، قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن هناك مؤشرات عديدة ومنها التناول الإعلامي وتغريدات ناشطين سعوديين بارزين وتحليق مروحيات، دلت جميعها على أن المملكة لم تتبنَ ما جرى في عدن.

 

لكنه لم يستبعد في حديثه لـ"الموقع بوست" أن تكون قد أدارت الأزمة بعيدا عن الأضواء، بعد أن قرأت التطورات ورأت أنها تدفع باتجاه خلط الأوراق ضمن مشهد يمني بالغ التعقيد، في وقت ستكون هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن التبعات.

 

وتابع "جزء من دوافع الصمت السعودي هو عدم إظهار ما يشير إلى وجود تباين مع الإمارات، الأمر الذي دفع أبوظبي إلى الدعوة إلى التهدئة والتعبير القلق على لسان وزيرها قرقاش بعد أن فشل مخطط جر الشارع الجنًوبي إلى مغامرة الانقلاب على السلطة الشرعية".

 

ويبدو للتميمي أن مشروع المجلس الانتقالي حتى الآن قد مني بنكسة كبيرة بعد الدعوة إلى النفير العام، وتوسلهم تجمع مشيعي منير اليافعي المعروف بأبي اليمامة، ومن ثم الهجوم على القصر ليظهر الأمر وكأنه ثورة شعبية غاضبة.

 

 ولفت إلى مغادرة المواطنين محيط القصر بعد اندلاع الاشتباكات، وبقاء مسلحي الحزام الأمني "الذين فقدوا الغطاء الشعبي واكتشفوا أنهم يقاتلون في بيئة لا تتبنى مشروعهم الفوضوي".

 

من جهته يرى الصحفي خليل العمري أن موقف السعودية كان إيجابيا بشكل كبير في دعم الشرعية ومؤسسات الدولة الوليدة في عدن.

 

ويرجع ذلك كما أفاد لـ"الموقع بوست" لأن أي إسقاط لتلك المؤسسات "الحكومية والرئاسية"، يعني إسقاط لشرعية التحالف الذي تدخل بناء على دعوة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.

 

أين تقف الحكومة مما يجري؟

 

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، أكد أن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة والوزارة قادرين على التعامل مع ما يجري، وسيقومون بواجبهم على أكمل وجه.

 

وذكر أنهم تواصلوا مع التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات، الذين أكدوا رفضهم لتلك الممارسات وبيان بن بريك "المنفلت والداعي للخراب".

 

وفي قراءته لموقف الحكومة من الأحداث بعدن، قال التميمي إنها تسببت كعادتها بخيبة أمل الكثير من اليمنيين بسبب عدم تصدير موقف علني واضح حيال ما يجري.

 

وظهرت الحكومة خلال هذه الأزمة ملحقة بالموقف السعودي، وربما تحركت تحت الأضواء كذلك لدى القيادة السعودية، على حد قوله.

 

لكن الموقف العسكري الحازم الذي أظهرته ألوية الحماية الرئاسية، يُظهر أن موقف الحكومة هو مواجهة خيار الانفصال المدعوم من الإمارات، وفق التميمي.

 

بدوره، رأى الصحفي العمري أن قوات المنطقة الرابعة وألوية الحماية الرئاسية أفشلت "الانقلاب" الذي قامت به مجاميع المجلس الانتقالي، وهو ما يؤكد جاهزيتها لوجستيا في التعامل مع هذا التحدي الذي أعد له طويلا بدعم إماراتي واضح وصريح.

 

وأضاف "الموقف الشعبي كان حاضرا بقوة في المحافظات الجنوبية دعما للشرعية، على اعتبار أن القادم مليشيات متناحرة، وهذا السند الشعبي غيَّر من موازيين القوى على الأرض وأفشل الانقلاب في ساعاته الأولى".

 

وشهدت عدن سابقا معارك بين قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات، والجيش اليمني، وظل التوتر بين الجانبين قائما حتى اليوم وغالبا ما تتدخل السعودية للتخفيف من حدته.


التعليقات