احتدام الجدّل بين المثقفين الإيرانيين واتهامات لـلحرس الثوري باقتحام السفارة السعودية (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 14 يناير, 2016 - 03:05 صباحاً
احتدام الجدّل بين المثقفين الإيرانيين واتهامات لـلحرس الثوري باقتحام السفارة السعودية (ترجمة خاصة)

[ فجر الهجوم ازمة علاقات واسعة بين طهران والرياض ]

احتدم الجدل بين المثقفين الإيرانيين، بشأن اقتحام السفارة السعودية بداية يناير الحالي، بين مبرر للاقتحام، و تأكيد إن هذه الحادثة أضرت بإيران وأكسبتها عداء الجميع.
 
وكشف مثقفون إيرانيون أن المخابرات الإيرانية ممثلة بقوات التعبئة "الباسيج" و "الحرس الثوري"، هما اللذان يقفان وراء اقتحام السفارة، متهمين السياسيين الإيرانيين بالإنجرار "وراء الشهوانية السياسية" التي ستدمر الأمة الإيرانية.
 
وتناقلت الصحافة الإيرانية تحليل لموقع "عصر إيران" يشير يرد فيه على ادعاءات الإعلام الرسمي في البلاد، وبررت وكالة "ارنا" في تقرير لها إن وراء اقتحام السفارة السعودية هو "حماسة ثورية" لـ"حفنة من الشباب" لم يمكن السيطرة عليهم.
 
ورد موقع عصر إيران بالقول: "في الواقع إنه لأمر مؤسف أن يفكر شخص بتلك الطريقة في الاعتداء على سفارة دولة ذات سيادة، في منتصف الليل، (...) ما تم القيام به لا يمكن أن يسمى سوى "غباء وحشي" وليس "الحماسة الثورية".
 
ويشير إلى أن المرشد الأعلى، كرر مرارا وبوضوح وباللغة الفارسية أن لا أحد لديه الحق لمنع مهاجمة السفارات، وأبدت وكالة "ايرنا" انزعاجها من إحالة بعض المتسببين إلى القضاء، وقالت إن هذا القضاء يقف في بشكل واضح ضد المواقف المبدئية للقيادة، في تعبير الناس على غضبهم وغيرتهم، بحماسة الاندفاع.
 
ويوضح الموقع الإيراني: إن الغضب والغيرة، وليس معناه النهب والهجوم، والتعبير لا يصل إلى حرق السفارة وسرقة الممتلكات من داخلة إذا كان من للغيرة اسم آخر فما هو؟!، هذا النهب ليس حماس تحتاج للنظر إلى القاموس لمعرفة المعنى".
 
ويرد الكاتب على حديث سياسيين الإيرانيين أن هذه المعركة هي في الأصل هي في الأصل فجور "أحفاد يزيد" على "أبناء الحسين"، بالقول: "لكن الإمام الحسين تعامل مع خطايا يزيد، بمحاربة الرجال وجهاً لوجه، وليس مداهمة المنازل آخر الليل للدفاع عن الأمة الإسلامية، حقاً الإمام الحسين خجول من هجومكم الليلي على السفارات، وتركتم القتال في سوريا والعراق واليمن إن كانت لديكم الشجاعة اذهبوا إلى هناك".
 
"إن كنتم لا تعرفون أن الهجوم على السفارة السعودية أدى إلى تدهور الريال، وجعلنا ندفع تعويضات للعالم، في الواقع لم تقدم السعودية الضرر للأمة الإيرانية بل ما تقومون به". هكذا يختم التحليل.
 
وتناقلت المواقع الإيرانية مقالاً للكاتب الإصلاحي محمد علي شمس، الذي يؤكد فيها أن المخابرات الإيرانية وراء كل تلك الأعمال، وقال إن هذه "الأفعال تقوم بها المراكز المتطرفة في البلاد، والذين لايعنيهم الالتزام بالمصالح الوطنية، فالهجوم قامت به قوات الباسج والحرس الثوري لقد تحولوا جميعاً مرة واحدة إلى مشهد لمهاجمة السفارة السعودية".
 
وأشار شمس إلى أن: هناك أدلة دامغة أن ثماني جامعات تلقت  إخطارات لتعبئة الطلاب للاحتجاج أمام السفارة السعودية وتم دعوتهم، وجرى تنظيم قاعدة لهذا الاحتجاج، ومن وجهوا الدعوة هي المسؤولة عن الاحتجاج وما يترتب عليه". موضحاً أن ذلك يجري من قبل شهر تقريباً، وسرد "شمس" خمسة أدلة لتصريحات من قيادات طلابية في "الباسيج" و"الحرس الثوري" تؤكد أن هذان التنظيمات هما المتهمين بالهجوم على السفارة السعودية، فقد جرى دفع الطلبة لمواجهة السفارة بدعاوى البدء بالحرب لمواجهة السعودية.
 
وتطرق "شمس" إلى تصريحات صادق لاريجاني رئيس المحكمة الدستورية العليا-أعلى هيئة قضائية في إيران، الذي قال إنه لا يجدر معاقبة المتسببين بالهجوم على السفارة السعودية، مستغرباً بأن تكون تصريحاته استهداف للأمن الوطني الإيراني، فبدلاً من مطالبته بتنفيذ القانون، وانفاذ سياسة إيران الخارجية يتحدث بتلك الطريقة، الغريبة.
 
وأشار إلى أن القضاء الإيراني منقاد، فهو يجّرم التعبير وانتقاد السلطات أو السلطة القضائية، ويسمح للعابثين والناهبين باحتلال السفارات، مؤكداً إلى أنه وكما جرت العادة على أساس اعتبار هذه الأعمال المشينة التي لايمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال يتم نسبتها إلى المعارضة السياسية المحلية، وتقوم الآلة الإعلامية للحكام المستبدين على الفور إلى تبريرها.
 
ويشير"شمس" كان بإمكان إيران الاستفادة من الدبلوماسية الماهرة لديها في الضغط بشكل أكبر على المملكة العربية السعودية عبر المنظمات الدولية والمحلية إن كانت حقاً تسعى للحديث عن "النمر" وكانت ستكسب تعاطفاً دولياً كبيراً.
 
وعلى "صحيفة امروز" كتب أحمد سشيزاد مقال بعنوان "الأجهزة الأمنية والسفارات": تواجه الحكومة -الإيرانية- سؤلاً من دول العالم عما إذا كانت تريد إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى صحية وطبيعية؟ صحيح أن هذا السؤال كان يطرح قبل 100 إلى 150 سنة، فالبدان اليوم ترى العلاقات الدبلوماسية أمراً مفروغاً منه. وبالتالي فإذا ما قبلنا هذه العلاقات فيجب أيضاً أن نقبل العواقب، ويجب أن نحترم المواثيق الدولية والقوانين الدبلوماسية للدول الأخرى، وحياة الدبلوماسيين يجب أن نضمنها في بلادنا".
 
ويضيف سشيزاد بالقول: المشكلة الأولى هي عندما وافقنا على ضرورة العلاقات الدبلوماسية مع المجتمع الدولي دون استخدام العلاقات الدبلوماسية لتصبح قوتنا الوطنية رقم واحد، كان يجب أن تظهر إيران أنها مكان آمن للدبلوماسيين. كما أننا في هذه الحالة علينا أن نواجه إعادة النظر في مسألة الأمن في الأماكن الدبلوماسية بطهران، واستعراض الحاجة إلى قرار وطني جديد، من المجلس الأعلى للأمن القومي باعتبارها قضية أمن قومي تحتم ضرورة فرض الأمن أمام مقر إقامة السفارات".


التعليقات