ما دلالة تشكل كيانات جديدة في جنوب اليمن؟ (تقرير)
- خاص السبت, 07 ديسمبر, 2019 - 08:12 مساءً
ما دلالة تشكل كيانات جديدة في جنوب اليمن؟ (تقرير)

[ دلالات تشكيل كيانات جديدة في،جنوب اليمن ]

ظهرت الكثير من التكتلات والمكونات السياسية في جنوب اليمن عقب تحرير المحافظات الجنوبية، وعاد بذلك النشاط السياسي هناك بشكل محدود، برغم تباين أهدافها.

 

برزت بعض تلك التكتلات في الجنوب ولعبت بعضها دورا لافتا، سواء في دعمها للسلطة اليمنية، أو بالمضي نحو تعزيز دور ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يطالب بانفصال الدولة ويرفض فكرة الأقاليم التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار الوطني.

 

يلاحظ تباين واضح في أيديولوجياتها التي انطلقت منها، كانعكاس طبيعي للصراع السياسي القائم هناك، والذي دخلته أطراف إقليمية مختلفة بينها الإمارات العربية المتحدة.

 

وكان آخرها الائتلاف الوطني الجنوبي بحضرموت، والذي تم إشهاره اليوم في سيئون، بحضور شخصيات رسمية ومسؤولين حكوميين وسياسيين ونشطاء وممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

 

أمين عام الائتلاف الدكتور محمد بامقاء، أكد أن الائتلاف الوطني الجنوبي هو سياسي مستقل، يضم كافة الطيف السياسي والثوري الجنوبي، ويعترف بحث الآخر الجنوبي في المشاركة ولا يدعي احتكار تمثيل الجنوب.

 

وسابقا تم إعلان كثير من التكتلات بينها تكتل مدني في تعز، وإشهار تكتل وطني ضم 18 حزبا، فضلا عن مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي في المهرة.

 

وتتبنى تلك التكتلات مواقف مختلفة بحسب توجهها، وبناء على القضايا الحساسة التي تثار في مرحلة ما خلال الحرب في اليمن.

 

انعكاس للصراع

 

بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه مثل تلك التكتلات في الجنوب، ومدى تأثيرها على القضية الجنوبية، يرى المحلل السياسي ياسين التيمي أنها تمثل انعكاسًا لصراع الإرادات الداخلية وانسدادها باتجاه مشاريع أغلبها يصب باتجاه تعزيز منطق الانفصال.

 

وذكر لـ"الموقع بوست" أن السعي نحو ذلك التوجه يؤكد صلتها الوثيقة بأجندات إقليمية سيئة، في المقابل فإن هناك تكتلات تمثل حائط صد أمام مخططات استهداف الدولة اليمنية والنيل من المشروع الوطني الجامع.

 

في الشمال الصراع يدور بين الأحزاب والتيارات السياسية، وهي صراعات ذات طابع إقصائي خصوصًا تلك المرتبطة بالحوثيين الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ الى الوراء، وفق التميمي.

 

ولفت إلى أن صراع الأحزاب والتيارات في الشمال، يتم على أرضية الدولة والوحدة وليس على حسابهما.

 

ويعتقد التميمي أن التكتلات التي تتشكل في الجنوب بدأت تتهاوى، على وقع التفويض القسري للمجلس الانتقالي، الذي يمثل أداة طيعة ورخيصة بيد الإمارات، بحسب تعبيره.

 

جدوى التكتلات

 

عن جدوى مثل تلك التكتلات وأهميتها، يقول الباحث توفيق السامعي إن من المهم بمكان أن تنشأ تكتلات تؤازر الشرعية وتحافظ على القضية اليمنية من التشظي وإضعاف الدولة ومؤسساتها، فضلا عن الوقوف في وجه التنمر واستفراد المجلس الانتقالي الذي يُحرك بأدوات خارجية وأعاق تحرير البلاد.

 

في المقابل يعتبر السامعي في تصريحه لـ"الموقع بوست" أنه في حال كانت التكتلات ستعمل خارج إطار الدولة والشرعية، فهي ستزيد الطين بلة واهتراء الدولة وإضعاف اليمن بشكل عام.

 

ولفت إلى تنامي وجود التكتلات في الشمال وحتى الجنوب، آخرها إشهار فرع الائتلاف الوطني الجنوبي بحضرموت، الذي أكد على أنه سيكون في إطار الدولة والشرعية واليمن الاتحادي بأقاليمه الجديدة.

 

في الشمال هناك المجلس التهامي الذي أنشئ مؤخرا وتم الإعلان عنه في مدينة المخا بتعز، وهو ما سيثير الكثير من التساؤلات -وفق الباحث السامعي- خاصة وأن تلك المدينة تسير بأجندة إماراتية خارج إطار شرعية الدولة ومؤسساتها والرئيس عبد ربه منصور هادي.

 

وتمنى السامعي أن لا يكون المجلس التهامي مكملا وعضدا للانتقالي في الجنوب حتى لا يزيد من تعقيد الأوضاع، أو أن تكون نشأته سندا لطارق محمد عبد الله صالح خارج مرجعية الدولة والشرعية، كونه لم تشمله حتى الآن أي اتفاقات مع السلطة التي لم يعترف بها، ما يعني أن ذلك المكون الرابع سيحتاج إلى معالجة أخرى.

 

وترفض كثير من المكونات السياسية في الجنوب استفراد الانتقالي بالقضية الجنوبية وتمثليها، خاصة لارتباطه الكبير بالإمارات التي تعمل ضد السلطة في اليمن.


التعليقات