رمضان في تعز.. معاناة وحصار بين لظى ارتفاع الأسعار ومخاوف كورونا (تقرير)
- وئام الصوفي الجمعة, 24 أبريل, 2020 - 03:17 مساءً
رمضان في تعز.. معاناة وحصار بين لظى ارتفاع الأسعار ومخاوف كورونا (تقرير)

[ تعز بين لظى الحصار والحرب وارتفاع الأسعار ]

في الوقت الذي ينشغل فيه اليمن بأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي يحكم قبضته على العالم رويداً رويداً، ينتشر خوف من نوع آخر، وهو القلق من شحة المواد الغذائية والسلع الأساسية، وارتفاع أسعارها.

 

وبالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة تعز ارتفاعا مخيفا في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين الذين يشكون من الغلاء الفاحش في سعر المتطلبات الأساسية.

 

وتزداد معاناة سكان مدينة تعز، في ظل استمرار الحصار على مدينتهم من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية للعام الخامس على التوالي، مما فاقم من معاناة المواطنين اليومية.

 

الحرب حولت تعز إلى محافظة تواجه خطر كارثة إنسانية بحسب ما يقول سكانها في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

  

وفي ظل تدهور الوضع المعيشي في محافظة تعز، طالب أبناء المحافظة الجهات الرسمية بالانتباه إلى عملية الابتزاز التي يتعرضون لها من قبل تجار المواد الغذائية والتي تسهم في ارتفاع الأسعار.

 

ووفقاً لتجار في محافظة تعز تحدثوا لـ"الموقع بوست" فإن أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت بشكل جنوني بسبب إغلاق المنافذ احترازا من فيروس كورونا المستجد، مؤكدين أن ان نسبة ارتفاع الأسعار وصلت إلى ما يقارب 50%.

 

وقال التاجر محمد حسان لـ"الموقع بوست" إن أسعار السلع المستوردة من خارج البلاد ارتفعت بنسبة قياسية، بسبب إغلاق المنافذ البرية والبحرية، متوقعاً ارتفاع الأسعار بنسبة 100% في حال استمر إغلاق المنافذ البرية والبحرية.

 

التجار يصنعون الأزمات

 

وفي السياق ذاته المواطن مصطفى القحطاني قال لـ"الموقع بوست" إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تعز سببه جشع التجار، لافتاً إلى أن المواطنين في مدينة تعز يعيشون تحت حصار جماعة الحوثي وتحت جشع التجار الذين يتلاعبون بالأسعار ويصنعون الأزمات.

 

وأضاف أن الارتفاع في سعر الأرز والسكر والدقيق تعدى حدود المعقول، داعياً الجهات المعنية إلى تفعيل دور الرقابة وضبط التلاعب في الأسعار.

 

عمار النقيب، هو الآخر قال لـ"الموقع بوست" إن ارتفاع الأسعار أصبح يكدر حياة الإنسان وهما كبيرا حيث إن الأسعار سنويا قبل رمضان ترتفع من قِبل التجار، فكل تاجر لديه سعر وليس هناك أي رقابة على التجار لردعهم.

 

وأضاف أن التجار أصبحوا ينظرون إلى أن شهر رمضان موسم للربح والجشع والمواطن المسكين هو من يتحمل تلك الصعوبات، مطالبا الجهات المعنية بتفعيل دور الرقابة على أسعار السلع خاصة في شهر رمضان كون بعض التجار يستغلون شهر رمضان لمضاعفة أرباحهم.

 

وتساءل النقيب في حسرة: هل نموت من الجوع؟ الحرب مستمرة للعام السادس على التوالي بينما التجار يستغلون الأزمات ومع اقتراب شهر رمضان المبارك بالذات يقومون برفع الأسعار ويعتبرون شهر رمضان موسما ليعود عليهم بأرباح طائلة.

 

عدم التهاون مع التجار

 

وأمام تلك التداعيات أكد مدير مكتب الصناعة والتجارة بتعز أحمد المجاهد أن الوضع التمويني لمدينة تعز مستقر، لافتاً إلى أن مكتب الصناعة والتجارة يبذل جهودا كبيرة على مدار الساعة لتحقيق الاستقرار التمويني وكذا إيجاد مخزون إستراتيجي لكل المواد الأساسية.

 

وقال المجاهد في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" إن فيروس كورونا المستجد له تأثير كبير على مستوى العالم، لافتاً إلى أن هناك تعليمات على مستوى الحكومة ووزير الصناعة والتجارة بتسهيل إجراءات النقل التجاري وذلك على مستوى كل اليمن والمنافذ.

 

وأشار إلى أن اللجان المنتشرة على طول المديريات المحررة تقوم بواجبها من حيث رصد المتغيرات السعرية والتموينية والرفع بها للسلطات المعنية والمخالفات لاتخاذ الإجراءات المناسبة، لافتا إلى ضبط العديد من المخالفين وأنهم اتخذوا إجراءات حازمة من إغلاق بعض محلات تجار الجملة وكذا الأفران المخالفة لتعليمات المكتب بما يخص الوزن والسعر لقرص الروتي أو الرغيف.

 

وأكد المجاهد على عدم التهاون مع من يقومون بالعبث بقوت المواطن داعيا المواطنين إلى عدم التهاون فيما يخص الواجبات الملقاة على عاتقهم بعدم تشجيع التجار المخالفين لتعليمات المكتب.

 

هذا هو الحال في محافظة تعز، حيث يقبع سكان المدينة بين مطرقة الحرب والحصار المفروض من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية وسندان جشع التجار وغلاء الأسعار وإهمال الحكومة الشرعية.


التعليقات