مخاوف من نقل كورونا.. فتح منفذ الوديعة.. قرار يمني أم توجيه سعودي؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 10 مايو, 2020 - 12:45 صباحاً
مخاوف من نقل كورونا.. فتح منفذ الوديعة.. قرار يمني أم توجيه سعودي؟ (تقرير)

[ مخاوف من نقل كورونا بعد استئناف الحكومة اليمنية فتح منفذ الوديعة أمام االيمنيين العالقين في السعودية ]

أعلنت الحكومة اليمنية قبل أيام، فتح منفذ الوديعة البري الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وذلك لاستقبال العالقين هناك بسبب فيروس كورونا المستجد.

 

أكدت تلك الأخبار اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا في اليمن، التي أوضحت أن فتح المنفذ سيكون بشكل مؤقت، وذلك لدخول العالقين كحالة خاصة، وسيتم ذلك وفقا للكشوفات المرفوعة من القنصلية اليمنية في جدة.

 

وقالت اللجنة في تغريدات لها بموقع تويتر، إنه سيتم اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية، وسيخضع المسافرون للعزل الصحي قبل مغادرتهم إلى مناطقهم، مشيرة إلى تجهيز مختبر ووحدة عناية متوسطة في المحجر الصحي بالمنفذ.

 

ومنذ قرابة شهر، أغلقت الحكومة منفذ الوديعة، لمنع وصول كورونا إلى اليمن، الذي تعاني منه مختلف الدول بينها السعودي.

 

مخاوف

 

وبرغم الإعلان عن إصابة 34 حالة مصابة بفيروس كورونا في اليمن ووفاة سبعة منهم، إلا أن قرار فتح المنفذ شكل مصدر قلق لكثير من المواطنين بينهم محمود غالب الذي ما زال يشكك بوجود الوباء في بلادنا.

 

وقال لـ"الموقع بوست" إن بلادنا خالية من فيروس كورونا، وإلا فإن الشعب بأكمله قد أصيب بهذا الفيروس الذي ينتشر بسرعة، خصوصا أن لا أحدا التزم بالبقاء بالمنازل والشوارع مزدحمة وكذلك الأسواق.

 

ومن وجهة نظر غالب فإن فتح المنافذ يعني دخول الفيروس إلى اليمن الذي يعاني من انهيار شبه تام في المجال الصحي، ما يعني أن الوضع في البلاد سيكون سيئا أكثر مما هو عليه الآن بكثير.

 

وحين أوضحنا له أن هناك عددا من البيانات الحكومية التي تؤكد تسجيل إصابات مؤكدة بكورونا في اليمن ووفيات أيضا، قال إن الأمر لن يختلف كثيرا سواء كان هناك فيروس في البلاد أو لا، فالمشكلة هي أننا سنكون في حرب جديدة لكن مع وباء سيحصد أرواح المواطنين، وبالتالي يجب عدم فتح أي منفذ.

 

معاناة العالقين

 

وبرغم مخاوف الكثير من اليمنيين بسبب فتح المنافذ، إلا أن هناك أعدادا كبيرة منهم تطالب بإعادة فتحهم لتخفيف معاناتهم.

 

وبحسب نجيبة دهمش التي تحدثت لـ"الموقع بوست" فإنها تمكنت مع أسرتها من دخول اليمن قبل أن يتم الإعلان عن وجود حالات إصابة بكورونا في بلادنا، وكانت محظوظة برغم ما واجهته من معاناة أثناء بقائهم في المحجر الصحي مع والدها كبير السن.

 

وتابعت أن هناك الكثير من اليمنيين عالقين في عدة دول بينها مصر التي نسمع يوميا عن معاناتهم، موضحة أن الوضع صعب عليهم، ويجب عمل حلول لهم، خاصة أن العديد منهم لا يملكون أموالا تساعدهم على البقاء في أي دولة.

 

وتشتد معاناة كثير من العالقين خارج اليمن بسبب فيروس كورونا، وحاولت بعض السلطات المحلية داخل البلاد تقديم بعض الأموال لهم، لكن آخرين وكثير منهم سافروا بغرض العلاج لا يوفرون احتياجاتهم بصعوبة بالغة.

 

واقع كارثي

 

فقدت اليمن مع استمرار الحرب أغلب قدراتها في المجال الصحي، وعجزت عن مواجهة كثير من الأوبئة أبسطها حمى الضنك والكوليرا، إضافة إلى المعارك التي تندلع من حين لآخر في الداخل. في صعيد ذلك، يرى الإعلامي عبد الرقيب الأبارة أن خطوة فتح المنفذ سيكون لها وقع كارثي على الوضع في البلاد في ظل ضعف سيطرة الحكومة كليا على الأرض.

 

وأوضح لـ"الموقع بوست" أن الحكومة غير قادرة على فرض حجر مؤقت على العالقين بسبب غياب الإمكانيات.

 

ولذلك فهو يعتقد أن فتح المنفذ لم يكن قرارا حكوميا بقدر ما كان توجها سعوديا لفتح المجال أمام العائدين وبدون أي إجراءات صحية تحول دون وصول من يحملون العدوى إلى البلاد، المثقلة بالكثير من الأمراض الأخرى كالحميات الفيروسية والمكرفس والكوليرا.

 

وحتى اليوم ما تزال تتحدث وسائل إعلام محلية مختلفة عن استمرار وصول أفارقة عبر سواحل اليمن، خاصة الغربية، وهو الأمر الذي سيعني انتشارا واسعا لوباء كورونا الذي يصعب معه فرض حظر تجوال على اليمنيين الذين يعمل أغلبهم بأجر يومي.


التعليقات