ما وراء التصعيد الإريتري في اليمن؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 08 يونيو, 2020 - 04:02 مساءً
ما وراء التصعيد الإريتري في اليمن؟ (تقرير)

[ من يقف وراء تصعيد إريتريا ضد اليمن؟ ]

تشهد العلاقة بين اليمن ودولة إريتريا توترا يبدو أنه في تزايد كما نلاحظ من خلال استمرار تصعيد الأخيرة، الأمر الذي يبعث على كثير من التساؤلات، نظرا لتزامن ما يجري مع الوضع المضطرب الذي تعيشه البلاد.

 

وكانت قوات إرتيرية أقدمت على دخول المياه الإقليمية اليمنية مقتربة من سواحل مديرية الخوخة بالحديدة، أعقب ذلك الحديث عن احتجاز قوات وصيادين من قِبل الطرفين، انتهى بعضها بوساطة قادتها الإمارات.

 

وتنازعت اليمن مع إرتيريا على جزر حنيش الواقعة في البحر الأحمر، ما يجعلها ذات موقع إستراتيجي هام، وحدث قتال بين البلدين عليها عام 1995 لأيام قليلة، وانتهى الخلاف بعد أن حكمت المحكمة الدولية بملكية الجزر لليمن عام 1998.

 

ضغط على الحكومة

 

وخلال الأزمة الحالية، تدخلت الإمارات العربية المتحدة للإفراج عن سبعة عسكريين من البحرية الإرتيرية، ونجحت في ذلك.

 

وللإمارات كذلك بعض النفوذ في إرتيريا التي تمتلك فيها قاعدة عسكرية، ويرتبط اسمها كثيرا بسجن عصب هناك الذي تتردد أنباء حول حدوث وفيات ليمنيين فيه.

 

وبناء على ذلك يقول المحلل السياسي محمد الغابري إنه إذا كان لإرتيريا طموح في التوسع على حساب اليمن، فإنها فرصة مواتية حيث الدولة شبه غائبة وتتحكم فيها مليشيات وتحالف.

 

لكن الراجح أن إريتريا ليست صاحبة قرار، وأن هناك من يقف وراءها ويستخدمها مخلب قط، كما يعتقد في تصريحه لـ"الموقع بوست".

 

واتهم الإمارات بالوقوف وراء سلوك إرتيريا، وذلك بهدف زيادة الضغط على "الشرعية" اليمنية، وتشتيت الأنظار كي تتفرغ أبوظبي لجزيرة سقطرى.

 

احتمالات

 

وليس بعيدا عن ذلك، يشير الباحث المختص بالشؤون السياسية عدنان هاشم، إلى ما يعانيه نظام الرئيس الإرتيري الحالي "أسياس أفورقي" من صراع داخلي متعلق بالحكم والوضع المعيشي، فتمكنت جراءه الإمارات من إنقاذ نظامه عبر القاعدة العسكرية على أراضيه، والتي تستخدم في حرب اليمن، موضحا أن "المساعدات لم تتوقف، وإيجار القاعدة كبير للغاية إضافة إلى تدريب قواته وإخراجه من العزلة الدولية والتوصل إلى اتفاق مع اثيوبيا المجاورة".

 

وكما يرى في تصريحه لـ"الموقع بوست" فهناك اثنان من الاحتمالات: الأول أن نظام أفورقي السيء يريد السيطرة على حنيش مستغلاً وضع اليمن وعدم قدرتها على حماية حدودها وأرضيها، لكن ذلك -كما يفيد هاشم- سيسبب إهانة للسعودية.

 

أما الثاني هو أن الإمارات دفعت "أفورقي" للقيام بهذا العمل من أجل استعادة وجودها في عدة جزر كانت خرجت منها لصالح السعودية، وهو لا يستبعد أيضا أنها قد تدفع النظام الإرتيري الحالي إلى هذا النوع من الاستفزاز ضمن صراع الرياض وأبوظبي في اليمن.

 

مسؤولية التحالف

 

في كل الأحوال، يُحمل المحلل السياسي الغابري التحالف العربي مسؤولية ما قد يحدث خاصة لو احتلت إريتريا جزرا يمنية، مبررا ذلك بأن التحالف هو القوة المهيمنة، وسيظل عمل تلك الدولة عدوانيا وسهل إنهاؤه.

 

والأهم أن تدير الشرعية الأزمات المختلفة بفرق عمل متخصصة، بما فيها التعامل مع إريتريا، ولن يكون هناك حلول للأزمات المختلفة ما لم تعد السلطة إلى الداخل، بحسب قوله.

 

في حين يؤكد هاشم التصعيد أن الإرتيري عدائي مهما كانت المبررات أو الدور الذي تلعبه الخلافات والمصالح الخليجية، بعد أن تم التوصل سابقا إلى تحكيم أثبت تبعية الجزر لليمن.

 

وتشهد العلاقة بين الإمارات والحكومة اليمنية توترا ملحوظا، بسبب محاولتها السيطرة على السواحل اليمنية وجزيرة سقطرى، ودعم مليشيات في الجنوب تقاتل حاليا ضد الحكومة اليمنية.


التعليقات