جدل حول رفض الإصلاح مواجهة الحوثيين بصنعاء.. هل كان قراراً جيداً أم خاطئاً؟
- خاص الإثنين, 21 سبتمبر, 2020 - 07:58 مساءً
جدل حول رفض الإصلاح مواجهة الحوثيين بصنعاء.. هل كان قراراً جيداً أم خاطئاً؟

أثار منشور للكاتب والإعلامي اليمني أحمد الشلفي بصفحته على موقع فيسبوك جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة، حول موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح من دخول جماعة الحوثي العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

 

وتساءل الشلفي عن موقف حزب الإصلاح ورفضه مواجهة الحوثيين، وما إن كان جيداً أم خاطئاً؟

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين حيث اعتبر البعض رفض الإصلاح المواجهة قرارا صائبا، مسندين لذلك عدة مبررات، فيما آخرون اعتبروا ذلك قرارا خاطئا، ولهم مبرراتهم، لا سيما أن اليوم هو الذكرى السابعة لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء.

 

 

تحدثت أمس مع أصدقائي حول موقف الأحزاب والحكومة حينما دخل الحوثيون صنعاء فكنا بين من يقول إن رفض الإصلاح قتال الحوثيين...

Posted by Ahmed Alshalfi on Sunday, September 20, 2020

 

لا يزال سقوط صنعاء الدراماتيكي يُثير تساؤلات واسعة حول حقيقة ما جرى في اليمن، فهل كان ما حصل في 21 سبتمبر/أيلول انقلابا أم مؤامرة؟ وإلى أي مدى تصل خيوطها؟

 

منذ انطلاق الحوثيين من صعدة (المعقل الرئيسي) وسيطرتهم على محافظة عمران واجتياحهم للعاصمة صنعاء، ساد صمت رسمي من قبل الحكومة والرئاسة وبعض الأحزاب السياسية، وتصوير المواجهات على أنها بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني الإصلاح.

 

وتخلت الدولة عن مهامها في مواجهة الحوثيين بضغوط دولية وإقليمية ضمن المؤامرة لاستهداف حزب الإصلاح وما تبقى من جيش ممن ينتمون للفرقة الأولى مدرع وقائدها الفريق الركن علي محسن الأحمر المحسوب أيضا على الإصلاح.

 

استغل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الفرصة ودفع بوحدات من القوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري الموالية له ليقاتل إلى جانب جماعة الحوثي انتقاما من ثورة 11 فبراير الشبابية التي أطاحت به ومن الأحزاب المعارضة على رأسها حزب الإصلاح.

 

أدى سقوط عمران وتقدم الحوثيين نحو صنعاء إلى تقاربهم مع صالح، عدوهم السابق، ولعبت شبكات النفوذ والعلاقات التي يمتلكها الأخير في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وداخل المجتمع دورًا رئيسيًا في تسهيل دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء والاستيلاء على السلطة.

 

وفي السياق ذاته قال الصحفي عبد الله دوبله إن مواجهة الإصلاح للحوثيين كانت خطأ لأسباب عدة منها أنه لم يكن ممكنا كسب الحرب في حين جيش صالح المسلح جيدا يتربص ويساند الحوثيين ببعض القصف.

 

من جانبه اعتبر الصحفي عدنان الشهاب الموقف الذي اتخذه الإصلاح إيجابيا، وقال: "لو قرر الإصلاح المواجهة كانت ستكون معركة بين المليشيات والإصلاح، سيغذيها الإقليم بالسلاح والمال".

 

وأشار الشهاب إلى أن المعركة اليوم تحولت بين الدولة ومن خلفها تحالف عربي وبين مليشيات تغذيها إيران، بغض النظر عن بقية التفاصيل والعثرات والأخطاء.

 

الصحفي معاذ منصر قال إن "الإصلاح كان جادا في بداية الأمر، وتمت مواجهة الحوثيين في عمران واستمرت المعركة ستة أشهر، وانسحابه كان قرارا موفقا خصوصا بعد أن أدرك المؤامرة عليه من قبل اللاعبين الخارجيين وبتنسيق مع سلطة هادي".

 

وبحسب منصر، فإن "السيناريو كان السماح للحوثي الدخول إلى صنعاء للقضاء على الإصلاح وعلى بيت الأحمر وعلي محسن وعلى الطريق خصمهم السابق علي عبد الله صالح، فاقتنع هادي بالسيناريو على أن يكون هو في الواجهة ويظل رئيسا بعد أن يتم إزاحة من يعتقد أنهم عقبات أو معرقلون لبقائه".

 

ووفقا لمنصر فإن الجميع أخطأ الحساب، بما فيهم السعودية وأبو ظبي والرئيس هادي، والإصلاح تجنب المعركة وكان موفقا.

 

في حين قال الصحفي عامر الدميني إن "انسحاب الحزب قرارا موفقا، جعل اللاعبين الأخفياء يتصارعون بالمكشوف فيما بينهم"، في إشارة منه إلى السعودية والإمارات وإيران وجماعة الحوثي وصالح.

 

سلمان المقرمي بدروه اعتبر رفض الإصلاح مواجهة الحوثيين بأنه كان عاجزاً. وقال المقرمي: "لم يكن اختيارا، كان عاجزا، لا أحد ينسحب ولديه القدرة، هزم هو والجمهورية"، حد قوله.

 

الناشط والصحفي صالح السلامي بدره قال: "كان ممكن أن يكون مساندا للدولة بشرط إذا قررت الدولة حينها أن تواجه بالجيش، ولكن الدولة التزمت الحياد مما جعله أيضا يختفي من المشهد".

 

من وجهة نظر أخرى قال الناشط الحقوقي عبد الرشيد الفقيه، رئيس منظمة مواطنة لحقوق الإنسان: "كان يفترض اتخاذ هذا القرار ابتداءً من صعدة والجوف وعمران، وإعمال السياسة وآلياتها وتكثيف الضغط السياسي في صنعاء لتفعيل جهاز الدولة ومؤسساته".

 

وأضاف: "مشكلة القرار بالإضافة إلى كونه أتى متأخراً، أنه اتخذ بدوافع إدراك متأخر بأنه مجرد فخ مخصص للحزب ضمن المزاج الإقليمي المستهدف للإخوان في المنطقة، وبمجرد متغير في المزاج الإقليمي انخرط الحزب بفاعلية في حرب عبثية بلا ملامح أو مشروع وطني"، وفق تعبيره.

 

وكذلك الصحفي والناشط الحقوقي صالح الصريمي يرى أن "الإصلاح كان سيواجه أكثر من خصم في نفس الوقت، خاصة وأن الصورة التي تكونت لدى الكثير بأن المواجهات هي بين الإصلاح والحوثي، وليس بين الحوثي والدولة".

 

فيما قال مجيد الضبابي: "لو كانت تمت المواجهة لكنا اختصرنا المسافات ويمكن يحسم الموقف في زمن قصير".

 

محمد الخامري، جمع بين الرأيين، وقال: "كان انسحابهم بطولة لأنهم قدروا أن الكلفة ستكون كبيرة ودمار صنعاء، لكن هروبهم إلى السعودية وتأييدهم الحرب كان الغلطة الكبرى لهم، إذ لو كانوا بقوا في صنعاء كانت التكلفة أقل من اليوم بكثير".

 

أما الباحث اليمني عادل المسني فقال: "الأمر أصبح واضحا اليوم ربما كان وقتها مشوشا، لو أن الإصلاح والأحزاب والحكومة كانوا على صعيد واحد وقاتلوا صفا موحدا ما غيروا من الأمر شيئا كون قرار إسقاط صنعاء كان دوليا وإقليميا".

 

الإعلامي أسامة محمود قال إن "الحديث هنا عن شيء اسمه (تكلفة الفرصة البديلة) عندما لم يواجه الإصلاح ما هو ثمن هذا الموقف؟ خسر وإلا كسب؟"، مضيفا أن "الشيء الذي (اتقاه) الإصلاح هل فعلاً استطاع أن يتقيه أم أنه دفع تكلفة أكثر؟".

 

وتابع: "من حيث المبدأ، الإصلاح حزب سياسي والأصل أن يرفض المواجهة"، مستدركا بالقول: "السؤال يوجه للمسؤولين الذين كانوا يمثلون الدولة وجيشها العسكري حينها".

 

عبد العزيز منصور يرى أن الإصلاح كان وحيدا في مواجهة الحوثي وهو حزب بينما كان الحوثي قد تجهز كأداة للدولة العميقة وللقوى الإقليمية المتبنية للثورة المضادة.

 

نصر الجعري ذكّر بموقف الأحزاب السياسية والناشطين وممارستهم الأدوار السابقة المتماهية مع إسقاط صنعاء بيد الحوثيين.

 

وقال: "مأرب قاب قوسين من سيطرة الحوثيين بعد سبعة أعوام، وتذكرنا بقبل سبعة أعوام"، مضيفا: "يا لها من مهزلة"، في إشارة منه إلى موقف بعض الأحزاب والناشطين حول هجوم الحوثيين على مأرب آخر قلاع الجمهورية وما تبقى للحكومة الشرعية.


التعليقات