أزمة مشتقات نفطية في اليمن تنعش السوق السوداء وتفاقم معاناة المواطنين (تقرير)
- خاص الأحد, 04 أكتوبر, 2020 - 04:03 مساءً
أزمة مشتقات نفطية في اليمن تنعش السوق السوداء وتفاقم معاناة المواطنين (تقرير)

[ أزمة وقود في عدن ]

بدأت بوادر أزمة مشتقات نفطية بالظهور قبل بضعة أيام في العاصمة المؤقتة عدن، عقب تصعيد الهيئة العسكرية الجنوبية، التي بدأ منتسبوها الاحتجاجات مؤخرا.

 

ويطالب العسكريون الجنوبيون منذ حوالي أسبوع بصرف رواتبهم المتوقفة منذ مطلع العام الجاري، وبدؤوا احتجاجاتهم ضد الحكومة والتحالف العربي، وذلك بالاعتصام أمام ميناء الزيت وفروع شركة النفط، ثم انتقالهم كذلك إلى أمام بوابة ميناء عدن للحاويات.

 

وتسبب ذلك بمنع دخول وخروج حاويات المواد الغذائية المختلفة، وكذلك الأمر بالنسبة لقاطرات النفط وبالتالي انعدامه من الأسواق.

 

وحذر المدير التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية الدكتور محمد أمزربة، من خطورة استمرار الاعتصامات، كونها ستمنح الحوثيين الفرصة للضغط على المجتمع الدولي لفتح نشاط ميناء الحديدة.

 

وقال في مذكرة رفعها إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، إن الاعتصامات تجعلهم عاجزين عن أداء مهامهم في مناولة البضائع وتسليمها لتصل المستهلكين بما فيها البضائع الإغاثية والأدوية والمواد الغذائية سريعة التلف.

 

وتأتي هذه الأزمة الجديدة، في ظل ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، بسبب انهيار قيمة الريال اليمني أمام سلة العملات الأجنبية المختلفة، وتجاوز قيمة الدولار الواحد 825 ريال.

 

أزمة تعز

 

ومنذ أول أمس الجمعة (2 أكتوبر/تشرين الأول) بدأت أزمة مشتقات نفطية في تعز، وتوقفت عن العمل مختلف المحطات، ولم يكن هناك الكثير من السيارات كما هو معتاد في الشوارع.

 

وقال أحد العاملين في محطة بيع البترول بتعز، إن قاطرات النفط تم منع دخولها من منطقة الحجرية  بأطراف المحافظة، بسبب أحد القادة العسكريين الجنوبيين المحتج على انقطاع راتبه.

 

وما يجري في تعز هو امتداد للاحتجاجات القائمة في عدن، والتي يحاول فيها العسكريون الضغط بمختلف أوراقهم لتحقيق مطالبهم.

 

مخاوف العمال

 

ويشعر كثير من سائقي باصات الأجرة التي تعمل بالبترول بالخوف من طول أمد أزمة المشتقات النفطية، ومن بينهم عبد الواسع محمد غالب الذي يؤكد أن مهنته الحالية هي مصدر رزقه الوحيد.

 

وأوضح لـ"الموقع بوست" أنه يحصل على مبلغ بسيط يساعده على توفير بعض احتياجاته من عمله كسائق، وانقطاعه عن العمل سيجعله عاجزا عن القيام بواجباته تجاه أسرته، خاصة أنه لن يكون قادرا على العمل في أي مجال آخر في الوقت الراهن، لعدم توفر أي رأس مال لديه.

 

وبحسب غالب فإنه اضطر في بداية الحرب وتكرار الأزمات سواء الغاز أو البترول، إلى تغيير ليعمل بالبترول وكلفه ذلك كثيرا، وهو غير مستعد لعمل ذلك مجددا بسبب عدم استقرار الوضع.

 

وأغلقت عدد من المراكز التجارية أبوابها في عدن، بفعل أزمة المشتقات النفطية ونفاد مخزونها من مادة الديزل المشغل للمولدات، كون الكهرباء العمومية تنقطع بواقع 18 ساعة يوميا وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة، بحسب مصادر محلية تحدثت لـ"الموقع بوست".

 

صعوبة التنقل

 

ويعتمد المواطن مهيوب الشرماني على سيارته للتنقل في عمله الذي يكون أحيانا ميدانيا، ويتمكن من التخلص من زحام الشوارع، لكنه اليوم كما يذكر لـ"الموقع بوست" وجد نفسه غير قادر على الذهاب بسيارته التي لم يكن بها بنزين كافٍ.

 

وأضاف "وجدت بعض الباعة صباح اليوم يبيعون بعض البترول في قوارير صغيرة، لكن العديد منهم رفضوا برغم أني كنت مستعدا لشرائها بأي مبلغ يطلبونه".

 

وعبر عن يأسه من الوضع القائم وعدم استقرار الحياة، وخروج المواطن في أزمة ليدخل في أخرى وهكذا من بداية الحرب.

 

سوق سوداء

 

وانتعشت السوق السوداء بشكل محدود حتى الآن في تعز وعدن، وحصل المواطنون على قليل من البترول بأسعار كبيرة.

 

ففي عدن، أكد مواطنون لـ"الموقع بوست" تجاوز سعر عبوة البترول (20 لترا) مبلغ عشرين ألف ريال ووصولها إلى 25 ألف.

 

أما في تعز فلم يتمكن الكثيرون من الحصول على البترول، وهناك من اشترى العشرين لترا بخمسة عشر ألف ريال، وبعضهم بأكثر، كون الأزمة لا زالت في بدايتها؛ علما بأن سعرها كان قبل أيام يتراوح ما بين 8000 إلى 8500.

 

وتشهد اليمن في ظل استمرار الحرب وعدم استقرار الأوضاع حتى في المحافظات التي أصبحت تحت سيطرة الحكومة، أزمات مختلفة تفاقم معاناة ملايين المواطنين، الذين أصبح أكثر من 82% منهم بحاجة لمساعدات إنسانية.


التعليقات