بين مؤيد ومعارض.. موسوعة يمنية تُثير الجدل في اليمن
- خاص الأحد, 11 أكتوبر, 2020 - 08:28 مساءً
بين مؤيد ومعارض.. موسوعة يمنية تُثير الجدل في اليمن

لاقت موسوعة "أعلام اليمن ومؤلفيه"، الصادرة مؤخرا للمؤلف الدكتور عبد الولي الشميري، جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة بين أوساط اليمنيين.

 

وصدرت الموسوعة قبل عامين عن "مؤسسة إبداع للثقافة والآداب والفنون" في عشرين مجلدا من القطع المتوسط، مشتملة على 12 ألفا واثنين من الأعلام في أكثر من 14 ألف صفحة.

 

واشتملت الموسوعة على الأعلام المعاصرين من الساسة والعلماء ودكاترة الجامعات والشعراء والمؤلفين والفنانين ورجال الفكر والإعلام، وغيرهم ممن تنطبق عليهم الشروط العلمية.

 

وتوالت ردود الفعل حول الموسوعة لإدراج مؤلفها الشميري زعيم جماعة التمرد الحوثية حسين بدر الدين الحوثي بالموسوعة خطيبا وثائرا ومعلما للقرآن ومساعدا للمحتاجين، وهو الأمر الذي استنكره كثير من اليمنيين، تمكن "الموقع بوست" من رصد تلك الردود.

 

لكن آخرين اعتبروا الأمر طبيعيا كون الموسوعة توثيق لمعلم تاريخي فكري سلبا أو إيجابا، دون التفريق بين اختلاف مسالك الأعلام، المفسدين والمصلحين، والقتلة والفاتحين، والجن والملائكة، باعتباره تاريخ ينبغي أن يُقَدّم بكل صوره المعتمة والمشرقة.

 

وفي السياق رد وزير الثقافة مروان دماج عن ما جء في الموسوعة قائلا: إن "ما جاء في موسوعة اعلام اليمن ومؤلفيه للشميري من تمجيد مجافا للحقيقة حول سيرة حسين الحوثي وتقيمه لدوره بل وجرائمه التي أسست للحرب وتكريسه الطائفية والسلالية ومحاولة فرز اليمنيين على أساسهما .. كنضال بل وإصلاح إجتماعي".

 

واعتبر  دماج مجمل الردود دليلا على طبيعة وعي اليمنيين لأهمية تاريخهم ورفضهم لأي محاولة لتزويره، كما أنها تعتبر جزء من المعركة الفكرية والثقافية التي هي في صلب المعركة بين اليمنيين وبين حركة التخلف والردة الرجعية الحوثية.

 

وحول المطالبات بمنع الموسوعة، قال وزير الثقافة إن دور وزارة الثقافة ليس منع الكتب ولا محاولة تكريس رؤية حكومية ولا رسمية لتاريخ وثقافة البلد، بل انشاء المؤسسات التي تحافظ على ثقافة وتراث اليمن وتمكن عموم المواطنين من ممارسة حقوقهم الثقافية ورعاية الادباء وعموم المبدعين.

 

بدروه كتب الباحث زايد جابر، معلقا على ما جاء في الموسوعة قائلا: "صعقت وأنا أقرأ ترجمة حسين الحوثي في موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه للشميري".

 

وأضاف وفقا لما جاء في الموسوعة "فحسين الحوثي خطيبا وثائرا ومعلما للقرآن وكان مولعا بالعمل الخيري ومساعدة المحتاجين، شنت عليه السلطة حربا ظالمة فقاتل باستبسال حتى قتل مخلفا حركة تغييرية جهادية قادها والده بدر الدين الحوثي ثم أخاه عبد الملك الحوثي... إلخ".

 

 

حسين الحوثي المجتهد الثائر!! صعقت وأنا أقرأ ترجمة حسين الحوثي في موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه للدكتور عبدالولي الشميري...

Posted by ‎زايد جابر‎ on Saturday, October 10, 2020

 

وأردف جابر قائلا: "هكذا يُزور التاريخ الذي عشناه دما ودموعا أمام أعيننا ومن قبل أشخاص  ليسوا حوثيين ولا متحوثين بل ممن صادر الحوثي ممتلكاتهم وهجر أقاربهم ويمنعهم من العودة إلى وطنهم".

 

واستطرد: "سيأتي دعاة الإمامة غدا وهم يتحدثون عن عظمة وعبقرية وزهد ومظلومية حسين الحوثي فيقولون: وقد شهد له خصومه ومنهم مؤلف موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه الذي كان أحد رجال حكومة الطاغية صالح الذي حارب القائد الشهيد لكنه لم يستطع إخفاء فضائل ابن رسول الله، تماما كما فعلوا مع جميع أئمة الدجل والكهنوت بدءا من يحيى الرسي وابنه أحمد وحتى يحيى حميد الدين وابنه أحمد الذي للمفارقة امتدحته الموسوعة، كما امتدحت بدر الدين الحوثي وصلاح فليته ومن وقعوا على الوثيقة العنصرية للحوثيين وصورتهم علماء زاهدين قضوا حياتهم في الإصلاح بين الناس وتعليمهم الدين".

 

وبحسب جابر فإن في الموسوعة طوام كبيرة ومغالطات مفضوحة ومؤسفة في تجميل وجه السلاليين ودعاة الإمامة ولا يمكن السكوت عنها، وكلها باختصار تؤكد أننا لا زلنا في أول الشوط في صراعنا الطويل مع الإمامة ودعاتها ولا تزال المهمة أمامنا صعبة وشاقة.

 

من جانبه، الباحث السياسي نبيل البكيري اعتبر موسوعة الشميري جهدا تجميعيا للغث والسمين ممولة من قبله كإحدى استثماراته المشبوهة.

 

وقال البكيري: "ربما الشميري لم يطلع على معظم ما كتب فيها ولكن هذا أيضا لا يعفيه من مسؤوليته على محتواها الرديء الذي ترجم حتى لأحط اللصوص والقتلة في اليمن وفِي مقدمتهم كهنة الإمامة وكبار مجرميها من أولهم إلى آخرهم ومحاولة تقديمهم على أنهم أبطال وطنيون ومصلحون كبار"، كما اعتبرها أيضا جريمة لا تقل بشاعة من جريمة الإمامة ذاتها إن لم تكن أبشع منها.

 

 

نعرف جيدا أن ما تسمى موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه ل عبدالولي الشميري هي جهد تجميعي للغث والسمين مموله من قبله كأحدى...

Posted by Nabil Albukiri on Sunday, October 11, 2020

 

وتابع البكيري مخاطبا الشميري قائلا: "المثقف الوطني موقف وقضية ولا يصنع البزنس مثقفا وشاعرا وموسوعيا مهما حاول أن يظهر ذلك، صمتك طوال هذه الأزمة والحرب ربما كان مقبولا لدى البعض لكونك تحمى ممتلكاتك المشبوهة في صنعاء، لكن أن تسعى لحماية ممتلكاتك بطريقة تزوير تاريخنا الذي عشناه وشاهدناه فهذه جريمة كبيرة لا يمكن تمريرها لك ولغيرك ممن يقايضون بصمتهم تجميل قبح الإمامة الحوثية والصمت عنها".

 

بدوره الناشط السياسي فارس جرمل يرى أن الموسوعة ملغومة، وقال: "ألغام ثقافية مدفونة بين دفتي مجلد، فكما أن في الصراع العسكري هناك طابور خامس ففي الصراع الثقافي هناك طابور خايس يعمل لمصلحة العدو".

 

وتابع: "تمجيد حسين بدر الدين وأبيه وبعض الأئمة الذين تقطر المجلدات دما من جرائمهم لا يفهم منه إلا أنه عمل يخدم العدو الثقافي والوجودي الأول لليمن وهو العدو الإمامي السلالي".

 

وأردف ساخرا على ما جاء في الموسوعة بالقول: "كان مولعا بالعمل الخيري"، مضيفا "كان مولعا بالقات والشقارة (السيجارة) لا غير، أما العمل الخيري فأين الخير من وجه الغرابِ".

 

الكاتب الصحفي خالد العلواني هو الآخر اعتبر الموسوعة جريمة فكرية وثقافية مكتملة الأركان في حق اليمن والأجيال.

 

وقال العلواني: "يتوجب غسلها سبعا إحداهن بالتراب، فبهذه الخفة والاستهبال والغباء المركب يستمد الحوثي عمره الافتراضي، ويغسل جرائمه الفادحة ويجري عمليات تجميل لوجهه السلالي العنصري القبيح".

 

 

موسوعة الشميري جريمة فكرية وثقافية مكتملة الأركان في حق اليمن والأجيال، يتوجب غسلها سبعا إحداهن بالتراب، فبهذه الخفة...

Posted by ‎خالد العلواني‎ on Sunday, October 11, 2020

 

وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد عضو جمعية علماء اليمن محمد عيضة شبيبة قال إن "الشميري زرع في موسوعته مع الأسف ألغامًا، إمامية سلالية، تقارب ما زرعه عبد الملك الحوثي من ألغام في الأراضي اليمنية".

 

وأضاف عيضة: "أصدر الشميري موسوعته عن أعلام اليمن ومؤلفيه، ترجم فيها للهالك حسين بدرالدين الحوثي ترجمة لو ترجم عبد الملك الحوثي لأخيه لما كتب إلا مثلها".

 

وتابع: "أما والده بدرالدين الحوثي فقد ترجم له ترجمة توحي للقارئ بأن هذا الكاهن كان تقيًا مظلوما، وعرض في موسوعته منجزات للإمام أحمد وكأنه يتحدث عن مهاتير محمد، واعتبر المحارش فليته ممن كان يسعى بين الناس بالصلح وحل الخصومات".

 

وأردف وكيل وزارة الأوقاف: "وجدت نفسي وأنا أتصفح هذه الموسوعة الموسومة (بأعلام اليمن) كأنني في ضحيان تحيط بي عمائمها السلالية من كل جانب".

 

وتساءل عيضة قائلا: "لصالح من يتم تزييف الوعي، والتاريخ، ولماذا نغرر بأجيالنا، ونخدع أنفسنا، ونزرع الألغام في طريقنا؟".

 

في حين قال الصحفي فهد سلطان إن "ما جاء في الموسوعة فضيحة جديدة ولكن هذه على يد مثقف وأديب وسياسي كبير هو الدكتور عبد الولي الشميري".

 

يضيف: "جريمة مكتملة الأركان، تضاف إلى سلسلة جرائم بعض المفكرين والسياسيين والمؤرخين اليمنيين على طول تاريخنا الماضي، وعلى الأقل منذ ثورة سبتمبر الخالدة".

 

ويتابع: "الهالك حسين الحوثي يا شعب اليمن بات ضمن "موسوعة أعلام اليمني ومؤلفيه"، ليس ذلك فحسب، فالموسوعة لا تزوغ اسمه بذكر عادي من باب المجاملات والتوثيق لشخص اشتهر في جماعة في لحظة من لحظات التاريخ، ولكن من خلال سرد تاريخ سيرته بشكل مزيف، والأشد من ذلك وأنكى -وهو تحدٍّ صارخ لنضالات اليمنيين ودمائهم- أن الموسوعة تصفه بالمجاهد والثائر.

 

 

فضيحة جديدة ولكن هذه المرة على يد مثقف وأديب وسياسي كبير هو الدكتور عبدالولي الشميري. جريمة مكتملة الأركان، تضاف إلى...

Posted by ‎فهد سلطان‎ on Sunday, October 11, 2020

 

وطالب سلطان الشميري بسرعة حذف هذا الهراء من الموسوعة، وتقديم اعتذار لليمنيين، وتوضيح ذلك في الطبعات الجديدة وسحب هذه الطبعة من الأسواق، كما طالب اليمنيين بمقاطعة هذه الموسوعة وإدخالها وصاحبها ضمن القائمة السوداء.

 

وأكد أن هذه القضايا لا تسامح معها أبدا، فالدماء التي سكبت في هذه الأرض الطاهرة في مواجهة الإمامة وأحفادها قديما وحديثا يستحيل ألف مرة أن تتسامح مع من يحاول أن يتنكر لها أو يقفز عليها أو يتجاوز بمدح هذه المسوخ التي باتت وأتباعها تهدد الجمهورية وتذهب بها بعيدا.

 

الكاتب الصحفي عامر الدميني علق على الأمر من وجهة نظر أخرى، إذ اعتبر العمل الذي قدمه الشميري في موسوعته كبير وثري ومسبوق وإضافة للمكتبة اليمنية.

 

وقال: "ربما خانه التعبير في الحديث عن حسين الحوثي والشخصيات المقربة منه، لكن ذلك لا يجعله حوثيا ولا مواليا لهم، ولا ينتقص مما قدمه، ولا يستحق حملة التشنيع الراهنة التي جاءت بعد سنوات من ظهور عمله، وكأن من وصل لتلك الصفحة اليوم اكتشف سبب هوان وتردي اليمن واليمنيين، وحمل الشميري كل وزر".

 

 

العمل الذي قدمه عبدالولي الشميري في موسوعته كبير وثري ومسبوق وإضافة للمكتبة اليمنية. ربما خانه التعبير في الحديث عن حسين...

Posted by ‎عامر الدميني‎ on Sunday, October 11, 2020

 

وتابع الدميني قائلا: "الغضب والاستياء مما يفعله الحوثي في اليمن محل تقدير، ومعلوم مبرراته، لكن ردة الفعل العنيفة التي تنسف الشميري كشخص وصاحب مبادرة غير مبرر، فالموسوعة نفسها تضم بين دفتيها معلومات قيمة عن شخصيات يمنية أخرى ظلت في خانة الضياع والتهميش التاريخي، ولم تنل حقها من الإنصاف أو الكتابة".

 

وأردف: "من الجيد مغادرة مربع الشكوى والتذمر إلى صناعة الفعل نفسه، وإن كان الشميري اجتهد في موسوعته فليبادر أحدهم ويقدم بديلا آخر بما يريد، يكفي صناعة واستزراع للخصوم، وتلك الصفحة لن تبرئ الحوثي مما صنع".

 

ويتفق أحمد عبد الغني الشميري مع الدميني اذ اعتبر الشميري رجلا له تاريخ نضالي كبير ومحاولة تصيده من نافذة الموسوعة ظلم جائر.

 

وقال عبد الغني إن "الشميري قيادي عسكري وأديب ومثقف ورجل أعمال ناجح، ومن الطبيعي أن يتعامل مع أي منتج وفق رؤية عسكرية وثقافية وتجارية معاً كوننا نعيش تحت إدارة قيادة فاشلة لا تستطيع حتى حماية غرف نومها، فكيف يمكن أن تحمي رأس المال والاستثمارات".

 

يضيف: "الموسوعة أعتقد لم يعمل عليها عبد الولي وحده بل فريق متكامل وتحت إشرافه ومن الطبيعي أن تعجبك أو لا تعجبك".

 

فيما قال الدكتور قائد غيلان إن "موسعة لأعلام اليمن ومؤلفيها يجب أن تقوم بها هيئة أو مؤسسة لا شخص، ويجب أن يكون هنالك منهج واضح ومعايير محددة لإضافة هذا واستبعاد ذاك، وهذا العمل كان يجب أن يقوم به فريق نوعي متعدد التخصصات".

 

 

موسعة لأعلام اليمن ومؤلفيها يجب أن تقوم بها هيئة أو مؤسسة لا شخص. ويجب أن يكون هنالك منهج واضح ومعايير محددة لإضافة هذا...

Posted by ‎د. قائد غيلان‎ on Monday, June 15, 2020

 

واستدرك: "أما هذه الموسوعة فهي قائمة بجهد فردي ومعايير شخصية، إذا لم تتواصل مع المؤلف يسقط اسمك، وإن كان لك به علاقة وضعك في صدر موسوعته".

 

واعتبر ذلك خطأ فادحا أن يخضع كل أعلام اليمن ومؤلفيها لمزاج شخص.


التعليقات