"فكوا الحصار عن تعز".. لوحات فنية تشعل ذاكرة المعاناة وتروي حكاية حصار تعز (تقرير)
- تعز - خاص الإثنين, 02 نوفمبر, 2020 - 04:44 مساءً

[ "فكوا الحصار عن تعز" معرض الفنون التشكيلي الرابع ]

"فكوا الحصار عن تعز" معرض تشكيلي افتتح بتعز الثلاثاء الماضي، يسلط الضوء على المعاناة التي تعيشها مدينة تعز منذ ست سنوات.

 

جسد معرض الفنون التشكيلي الرابع، الذي افتتحه مكتب الثقافة في مدينة تعز، المعاناة التي تعيشها مدينة تعز منذُ 2015 من خلال لغة عالمية يفهمها جميع البشر، وهي لغة الفن من خلال لوحات فنية غاية في الإبداع والدهشة والتعبير رسمها فنانون وفنانات من مختلف محافظات اليمن أبرزها عدن وتعز وصنعاء.

 

افتتح المعرض التشكيلي بحضور وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي ووكيل الدفاع والأمن اللواء الركن عبد الكريم الصبري، كما حضر الحفل حشد كبير من المواطنين الذين تشتاق نفوسهم لتشرب الفن التعزي وهو يعبر عن المعاناة التي يعيشها المواطنون في تعز كل يوم.

 

المعرض التشكيلي يحتوي لوحات فنية تشكيلية مختلفة ومتنوعة أسهمت على نحو مبدع في تجسيد المعاناة ونقلها من خلال الصورة الفنية الي العالم كله. لوحات رسمت صور الحصار والمعاناة وعبرت عن وحدة اليمن والحرب والدمار والأضرار النفسية التي تعكسها الحرب على نفوس المواطنين، وأظهرت كم أن تعز مدينة تتوق للسلام والأمن وكم أن الحرب والموت ليس من صفاتها.

 

 

وخلال حفل افتتاح المعرض التشكيلي، كرّم مكتب الثقافة نخبة من الفنانين والفنانات من مدينة تعز وغيرها، الذين فازت لوحاتهم بجوائز أجمل اللواحات الفنية في المعرض التشكيلي وتكريم لجنة التحكيم الفنية بجوائز نقدية وتقديرية.

 

وتشكلت لجنة التحكيم من كوكبة من الفنان وليد دلة، والفنان رشاد السامعي، والفنان علي المربادي، وفازت بالمركز الأول لوحة الفنان كمال الصامت.

 

المركز الثاني مناصفة للوحة الفنان إياد دلة، ولوحة الفنان ابن عدن محمد نسار، والمركز الثالث للوحة الفنانة أروى الصالح، كما تم تكريم لوحة الفنانة أميمة الحمادي كمشاركة مميزة.

 

 

معرض تشكيلي نال إعجاب الجميع برسائله اللونية العالمية وبروح وطنية تمتزج فيها تعز وعدن وصنعاء في لوحة إبداعية واحدة تدعو لفك الحصار عن تعز الحرية والكرامة والثقافة والحياة.

 

الفنون رسالة السلام العالمي

 

عبر الدكتور عبد القوي المخلافي خلال حفل الافتتاح عن أهمية ودور الفنون في الارتقاء بالأفراد والمجتمعات، لافتاً النظر إلى أن تنظيم مكتب الثقافة للمعرض التشكيلي يعد عملاً وإنجازاً متميزاً يرفد الحركة الثقافية في مدينة تعز ويعزز من تحسين صورة المدينة الصامدة.

 

وقال المخلافي إن كون المعرض يحمل عنوان "فكوا الحصار عن تعز "، هو دلالة على قوة رسالة المعرض للعالم، مشيرًاً إلى أن طموحات الشعب اليمني ورؤيتهم للسلام المنشود يعيد لليمنيين دولتهم ويحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم وجمهوريتهم.

 

 المعاناة بلغة اللون والفنون التشكيلية

 

بدوره قال مدير عام مكتب الثقافة عبد الخالق سيف إن المعرض التشكيلي يأتي في ظروف استثنائية تمر فيها مدينة تعز، والتي من خلاله تثبت تعز أنها مدينة مَحبة وفن ومشروع سلام.

 

وأضاف سيف أن المعرض رسالة إيجابية عن هذه المدينة "تعز" التي تطالب بتحريرها باللغة العالمية وهي لغة يفهمها كل العالم، إنها لغة اللون والفنون التشكيلية.

 

 

وطالب سيف السلطة المحلية بسرعة تنفيذ وعدها بإعادة معرض "جاليري تعز" ليستعيد رونقه وألقه وأهميته كبيت للفنانين التشكيليين بتعز باعتبار أنه بيت للفن والثقافة منذ تعز ما قبل الحرب.

 

وقدم شكره لجميع الفنانين والفنانات ولكل الذين شاركوا في تقديم اللوحة العالمية التشكيلية الهادفة والمعرض النوعي.

 

الفن التشكيلي وأثره في نقل المعاناة

 

الفنان التشكيلي "إياد دلة" الحائز على المركز الثاني ضمن من تم تكريمهم في المعرض الفني تحدث لـ"الموقع بوست" عن أهمية ودور الفن قائلاً إن "الفن دائما وأبداً حاجة أساسية وملحة للإنسان يحتاجه في أبسط تفاصيله اليومية وأبسط مثال تنسيق ملابسه".

 

وأكد على أن للفن التشكيلي دوره المهم في المجتمع كناقد ومؤيد ومنبه ومخرج للصوت الداخلي المكبوت في الإنسان الذي لا تستطيع حتى ربما اللغة ترجمته ويأتي فنانو تعز بإسقاط الآلام والمعاناة التي تعيشها المدينة في ظل الحرب والحصار لهذه المدينة الحالمة.

 

 

ويضيف دلة: "بهذا المعرض قاسمت اللوحات والألوان والفرش المعاناة التي أحس بها الفنان وترجمها على لوحته"، مشيراً إلى أن المعرض يحكي الانطباعات التي أحس بها الفنانون في الواقع المرير الذي تعيشه المدينة، وعبروا عنه وأيضا مدى الصبر والحلم لأهل المدينة الحالمة التي ستظل رمزاً للثقافة التي أكدتها أفكار الفنانين في معرض "فك الحصار عن تعز".

 

وينوه أن اللوحات حملت نداء إلى السلام وإلى رؤية حجم المعاناة، نداء تأكيد بأن تعز رمز السلام والثقافة، تحدث للعالم باللغة التي يعرفها ويفهمها.

 

الفن وسيلة للترويح من وطأة الحصار

 

يستطرد الفنان دلة حديثه قائلاً: "إنها لغة اللون والشكل، باللغة المشتركة بين بني الإنسان أجمع، فكانت اللوحة بحجم كتاب من الكلمات التي تبوح بالمعاناة والآلام".

 

واستدرك: "كانت زخما من الحديث اللوني والشكلي المعاتب والمتوجع والصامت والصابر والحكيم فكانت المواضيع ناقدة ومعبرة عن الواقع وتحكي كيف من المفترض أن تكون عليه المدينة، اللجوء إلى الخيال للتخفيف من شدة حصار الواقع ومرارته، لوحات تنفس فيها الفنان بالمعاناة الغزيرة التي كانت كإنتاج مردود من الأحداث والوقائع التي تحدث كل يوم في هذه المدينة التي أشبهها دائما بالعبد الذي أحبه الله فابتلاه، كالشخص الذي دائما يكون في المقدمة ويمكر الكثير به حسداً منه".


التعليقات