نازحة تروي نجاتها وأطفالها من موت محقق..
التيه والشتات في الصحراء.. مأساة النازحين وأطفالهم بمأرب جراء هجوم الحوثي (تقرير)
- محمد حفيظ السبت, 20 فبراير, 2021 - 10:01 صباحاً
التيه والشتات في الصحراء.. مأساة النازحين وأطفالهم بمأرب جراء هجوم الحوثي (تقرير)

تحمل بين يديها رضيعها ذو الأربعة أشهر وهي تصرخ بقهر "أطفالنا سيموتون تحت حر الشمس وفي طريق نزوحنا سيراً على الأقدام من صرواح حتى مخيم الروضة".

 

بهذه الكلمات بدأت الثلاثينية فاطمة القادري حديثها وهي تشرح هروبها من مخيمها جراء قصف الحوثيين لمخيمات النازحين في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء.

 

وصعدت جماعة الحوثي، منذ السادس من فبراير الجاري، عملياتها العسكرية الواسعة في المحافظة النفطية، معلنة على لسان قيادات عسكرية عزمها إسقاط المحافظة.

 

تتراءى في الأفق كارثة إنسانية جديدة في محافظة مأرب جراء التصعيد الحوثي الكبير، لاقتحام عاصمة المحافظة، حيث قرعت جهات حكومية ومدنية ودولية جرس الإنذار بشأن موجة نزوح جديدة داخل المحافظة التي وفد إليها أكثر من مليون ونصف فروا من اضطهاد مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها.

 

 

لا ماء ترتوي به في طريق الهرب من الموت ولا مركبة تقلها وطفلها وهي برفقة ثماني نساء وشيخ طاعن في السن يتكئ على عصا، وصلوا جميعهم إلى أطراف مخيمهم الجديد سيرا على الأقدام، منهن 3 نساء يحملن أطفالهن الرضع على صدورهن.

 

يبحث النسوة عن منزل جديد صعب المنال وحلم في خيال لا يمكن تحقيقه في ظل أوضاعهن ومئات النازحين أمثالهن ممن لاحقتهم قذائف الحوثيين.

 

تحتاج فاطمة ورفيقاتها إلى خيام تسكن فيها ومساعدات تشبع الأمعاء الخاوية ومياه تروي ظمأ الهارب من الموت سيرا على أقدامه مسافات بعيدة.

 

تقول القادري في حديثها لـ"الموقع بوست" إن لطف الرحمن أنجاها ورفيقتها من الموت المحتوم الذي ساقه إليهم الحوثيون بقذيفتي مدفعية وقعتا بالقرب من تجمعهن في خيمة وعُشة بنيت من أغصان الشجر.

 


 

 

تضيف "نجونا من موت محقق، كنا سنسقط أمواتا، وقعت القذائف عند منزلنا وكان أطفالنا سيموتون من الخوف الذي حلق بنا بعد وقوع القذائف".

 

هكذا يعيش من نجا من النازحين الجدد من الموت ووصل إلى مخيم الروضة جنوب غربي مأرب، أوضاع قاسية وحزن كبير حيث يفترشون العراء ويسيرون على الأقدام مسافات طويلة هربا من الحرب والقصف الحوثي الذي يلاحقهم.

 

يهرع النازحون من الأطفال والنساء والشيوخ بما استطاعوا حمله على المركبات أو على رؤوسهم بهلع وخوف وإرتباك.

 

 

الحزن والهلع والخوف يخيم على النازحين الفارين بأرواحهم مستمر لليوم الرابع من مخيماتهم السابقة في منطقة ذنة والزور غرب مدينة مأرب إلى مخيم نزوحهم الجديد في منطقة روضة البلق جنوب المدينة والمخصص لاستقبالهم من قبل إدارة مخيمات النازحين جراء استمرار استهداف مناطق سكنهم السابقة من قبل الحوثيين.

 

قرابة 1537 أسرة نازحة وصلت إلى مخيم الروضة جنوب غربي مأرب من المخيمات التي تعرضت للقصف الحوثي في مخيمات ذنة والزور وخيمات مجاورة.

 

وقالت لجنة الرصد في إدارة مخيمات النازحين بمأرب لـ"الموقع بوست" إنها رصدت نزوح 47 أسرة من مخيم لفج الملح شرق مديرية صرواح، بينما 570 أسرة نزحت إلى مخيم الروضة قادمة من مخيم الزور، فيما 920 أسرة نزحت إلى نفس المخيم قادمة من مخيم ذنة والهيال جنوب صرواح حتى أمس الجمعة.

 

 

ولا تزال المركبات الحاملة لأثاث وأدوات المنازل القادمة من مناطق المخيمات السابقة لم تتوقف حتى اليوم، وكذلك النازحون على أقدامهم عبر الطريق الفرعي البعيد القادم من مخيم الزور وذنة.

 

وليس نزوح هذه الأسر هو الأول فقد نزحوا قبل ستة أعوام من بيوتهم في مدينة وقرى صرواح هربا من الحوثيين لكنهم أيضا نزحوا قبل أشهر بسبب سيول الأمطار التي غمرت مناطق مخيمات بعضهم في نطاق حوض سد مأرب فيما جاءهم اليوم نزوح آخر بسبب القصف الحوثي على ديارهم وسكن أطفالهم ومواشيهم.

 

يقول مدير مخيم الروضة المكلف باستقبال النازحين الجدد مبارك الدولة في حديثه لـ"الموقع بوست" إن التصعيد الأخير للحوثيين زاد من معاناة النازحين ونقلهم من نزوح إلى نزوح دون معرفة متى سيتوقف الحوثيون عن استهداف المدنيين ومخيمات نزوحهم.

 

 

يضيف الدولة أن "المخيم استقبل حتى صباح الخميس 1200 أسرة، بينما ما زال النزوح مستمر وتوافد الأسر الهاربة من الحرب متواصل".

 

وطالب الدولة "بإيجاد مكان أكثر أمانا للنازحين خوفا من استهداف الحوثيين للمخيم الجديد بالقصف المدفعي"، كما طالب "المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف الحوثيين عن شن هجماتهم نحو مأرب المكتظة بالنازحين والمدنيين مقارنة بما فعلوه في الحديدة"، حد قوله.

 

 


التعليقات