[ سخرية وتندر من كلمة لأحمد علي نجل صالح ]
لاقت كلمة لـ"أحمد علي" نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح تحدث فيها عن العقوبات الدولية وشرعية الرئيس هادي وعن المصالحة الوطنية، سخرية وتندرا واسعين بين أساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وزعم أحمد علي في كلمته -بثتها وسائل إعلام تابعة له- أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عليه وعلى والده في العام 2015 كيدية وتعسفية تفتقر لكل معايير العدالة والإنصاف والانسانية.
الغريب أن نجل صالح تحدث عن العقوبات وعن ثورة فبراير وإصابة والده في حادثة تفجير مسجد النهدين، واصفا ذلك بالحدث الجلل، لكنه لم يتطرق إلى انقلاب جماعة الحوثي ولا عن قتلهم لوالده.
وتأتي كلمة نجل صالح كأول حديث سياسي له منذ اندلاع ثورة فبراير التي أطاحت بنظام والده من سدة الحكم بعد صمته عقدا كاملا منذ انتفاضة الشباب في الحادي عشر من فبراير 2011.
وبشأن العقوبات قال أحمد علي "لجأنا للجانب القانوني واستعنا بمكاتب محاماة متخصصة في موضوع العقوبات، ورفعنا عدة مذكرات إلى الأمم المتحدة ولجنة الخبراء طالبنا فيها برفع العقوبات عن والدنا الشهيد وعنا ولكن دون جدوى".
وتوالت ردود الفعل حول كلمة نجل صالح، الكثير اعتبرها مغالطة ومليئة بالأكاذيب ومجافية للحقيقة، كونه ووالده من مهد للحوثي الدخول للعاصمة صنعاء من أجل إسقاط هادي وانتقاما من ثورة فبراير التي أطاحت بنظام والده، وقضت على حلم التوريث.
وفي السياق يرى الكاتب الصحفي أحمد الشلفي أن رسالة نجل صالح مليئة بالأكاذيب والادعاء كونه ضحية.
وقال "حتى أحمد علي عبد الله صالح أصبح لديه مظلومية، رسالته تلك مليئة بالأكاذيب وادعاء كونه ضحية، لقد وصف العقوبات عليه وعلى والده بأنها تعسف ونكاية وهذا هو جوهر عدم الاعتراف بالذنب الذي لا يقود إلى أي مصالحة عادلة".
وأضاف "لو كان هؤلاء الذين أثخنوا في الدم اليمني يريدون مصالحة وإنصافا لأذعنوا لقرارات الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية ولكنهم وضعوا أيديهم في يد من أسقط الدولة وأدخلونا في هذه الحرب وارتضوا أن يكونوا قفازات بيد الخارج".
وتابع الشلفي قائلا: "لم تكن مشكلة اليمنيين مع أحمد علي وآل صالح أن يعترفوا بالشرعية اليوم فأين هي هذه الشرعية التي تتحدثون عنها؟"، وأردف: "مشكلتهم كانت في البطش والاستبداد الذي مارسوه منذ 2011 عندما قتلوا آلاف الأبرياء أثناء توليهم قيادات الجيش والأمن والأمن القومي".
حتى أحمد علي عبدالله صالح أصبح لديه مظلومية .. رسالته تلك مليئة بالأكاذيب وادعاء كونه ضحية . لقدوصف العقوبات عليه وعلى...
Posted by Ahmed Alshalfi on Sunday, February 28, 2021
وقال: "لن يحل الاعتراف بالشرعية الأمر.. هذه الورقة ركيكة الصيغة ضعيفة الأسلوب والمضمون يريدون من خلالها حل مشكلة أحمد علي وتمكين عيال صالح من أموال اليمن المنهوبة ليعودوا ويثخنوا في دماء اليمنيين بملياراتهم المنهوبة"، مشيرا إلى أن مشكلة نظام صالح وعياله مع الشعب اليمني الذي منحهم الحصانة على جرائمهم فراحوا ينتقمون منه بأمواله.
واعتبرها رسالة ركيكة لا تنصف المظلومين ولا تعيد الضحايا من قبورهم ولا تعيد مليارات اليمن المنهوبة أو على الأقل تمنعهم من استخدامها ضد الشعب اليمني مرة أخرى.
وقال: "هؤلاء وحوش الانتقام، ضباع جائعة مجروحة تريد أن تتخلص من الأسر لتعود تحت مسميات المصالحة، وخيانتهم ما زالت قريبة، إنهم يمنحون الفرصة تلو الفرصة وكلما وجدوا مسارا للإيقاع باليمن فعلوا دون رحمة". وأكد الشلفي أن "الإنصاف والعدالة وحكم القانون والالتزام بهما هما الحل وليس غيرهما".
من جانبها سخرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان من كلمة نجل صالح وقالت: "يقول أحمد علي ابن المخلوع وقائد حرسه إن العقوبات بتجميد أرصدته ووالده والبالغة 70 مليار دولار وفق تقدير الأمم المتحدة ظالمة".
وأضافت: "من العدل والإنصاف رفع الحجر عنها ليتصرف بها وكأنها وريثة وليست أموالا عامة تم الاستحواذ عليها بالنهب والفساد"، مشيرة إلى أن نجل صالح قدم في بيانه الأخير تحية كبيرة للذين طالبوا برفع العقوبات وإزالة الحجر على تلك الأرصدة.
يقول احمد علي ابن المخلوع وقائد حرسه ان العقوبات بتجميد ارصدته ووالده والبالغة سبعين مليار دولار وفق تقدير الأمم المتحدة...
Posted by توكل كرمان on Sunday, February 28, 2021
واستدركت "العتب ليس عليه فهو مجرم متورط بإسقاط الدولة والفساد، العتب وأشياء كثيرة أخرى على الذين طالبوا برفع العقوبات بحجة الاصطفاف مع المجرمين وناهبي قدرات البلاد وأموالها".
بدوره رد الباحث عبدالسلام محمد بالقول: "لا يفترض بنا التعليق على خطاب شخص دخل في غيبوبة قبل عشر سنوات واستيقظ متمتما بآخر حدث في جامع النهدين حيث أحرق الهاشميون جزءا من خصية والده في عملية كانت تهدف إلى الانقلاب المبكر عليه".
وأتبع: "سيتوجب على إخواننا في المؤتمر الشعبي العام مصارحته أن الحوثي كسر جمجمة والده ولم يكتف بحرق الجزء السفلي من جسده، وعليه أن يجهز أدواته للثأر والانتقام لا لخطاب السلام والاستسلام بدون معركة".
لا يفترض بنا التعليق على خطاب شخص دخل في غيبوبة قبل عشر سنوات واستيقظ متمتما بآخر حدث في جامع النهدين حيث أحرق الهاشميون...
Posted by Abdulsalam Mohammed on Sunday, February 28, 2021
وأردف: "كمواطن يمني أنصح أحمد علي بإكمال نومه والعيش في حلم اتفاق صعدة مع الكحلاني والشامي على تقاسم الحكم مقابل تفعيل الأيديولوجية الزيدية للمؤتمر، لأن الحقيقة لم يعد لديهم ما يملكونه للتقاسم فقد سلموا كل الدولة لإيران، وإيران لا تحب أن يقاسمها أحد في السيطرة فلديها حلمها الذي قد نستيقظ نحن والخليج وأحمد علي عليه ونحن نسمع وقع أقدامهم على أبواب مكة".
أما الكاتب الصحفي عامر الدميني فقد أبدى استغرابه من تركيز نجل صالح على استهداف والده في دار الرئاسة ولم يتحدث عن مقتله على يد الحوثيين.
وقال الدميني: "أحمد علي مركز على استهداف أبوه بدار الرئاسة في 2011، واعتبرها حدثا جلل، ينما لم يتطرق تماما لمن قتل أبوه في ديسمبر 2017".
الله والكارثة..
— عامر الدميني #اليمن (@ameraldomaini) February 28, 2021
أحمد علي مركز على استهداف أبوه بدار الرئاسة في 2011م، واعتبرها حدث جلل، ينما لم يتطرق تماما لمن قتل أبوه في ديسمبر 2017م.
ولفت إلى أن بيان أحمد علي عبد الله صالح تحدث فيه عن الماضي واستعرض مواقفه وأنه لم يتمرد على هادي، وأنه حرك دعوات لرفع العقوبات عنه وعن والده، ودعا لتوحيد الصف الجمهوري، وشكر السعودية والإمارات، ولم يتطرق للحوثي وانقلابه وما فعله ويفعله لا من قريب ولا بعيد.
في حين قال الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر: "يدعمم (يغض الطرف) أحمد علي عن الحوثيين ولكن هذه الدعممة لن تطول، ما بالكم وإن الحوثة جلوبته وأبوه"، في إشارة منه إلى دعم صالح ونجله أحمد جماعة الحوثي وإدخالهم للعاصمة صنعاء واسقاطهم للدولة في سبتمبر/أيلول 2014.
وأضاف: "كلنا مع المصالحة الوطنية لكن على أي أساس؟ التطهر يأتي من الاعتراف والعدالة، وبيان أحمد حانب بنفسه والفلوس والسفر".
يدعمم أحمد علي عن الحوثيين ولكن هذه الدعممة لن تطول. .مابالكم وإن الحوثة جلوبته وأبوه. كلنا مع المصالحة الوطنية لكن على...
Posted by فتحي أبو النصر on Sunday, February 28, 2021
وأردف أبو النصر: "نعرف أنه لا يريد استفزاز الحوثيين حتى لا يُضرّ بالمؤتمريين في مناطق سيطرتهم أكثر، أما القصة مع هادي فهي معصودة والجميع ساهموا بالتواطؤ أو بالانتقام في المسارات والتداعيات والمآلات التي تعيشها اليمن الآن".
وتساءل أبو النصر بالقول: "كيف صار الحرس الجمهوري حرسا للمسيدة؟ (جماعة الحوثي) خلوكم من صاحب أبين (الرئيس هادي) خلونا من التوريث".