صناعة البخور العدني.. حرفة تفوح عراقة (تقرير)
- أكرم ياسين - سمية سمير الإثنين, 22 مارس, 2021 - 06:16 مساءً
صناعة البخور العدني.. حرفة تفوح عراقة (تقرير)

[ بائعات بخور في عدن ]

يحظى البخور العدني لجودته "نسبة لمحافظة عدن جنوب اليمن" بشهرة واسعة تجاوزت حدود اليمن إلى أقطار عديدة من الوطن العربي خصوصاً دول الخليج والقرن الأفريقي، فهو هدية أهل عدن العابقة بالطيب للأحباب والأصدقاء، وملك المناسبات السعيدة واللقاءات الحميمية ولأثره السحري في خلق جوا عابقاً بالإرتياح والنشوة والسرور لا يكاد يخلو أي بيت عدني من علبة بخور تحكي أصالة الذوق العدني وعراقة الصنعة.

 

مهنة قهرت تطورات العصر

 

على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته صناعة العطور والروائح إلا أن البخور العدني ما يزال محافظاً على الصدارة في الحضور وكثافة الطلب والشهرة العابقة بالإصالة بين مختلف أنواع العطور لدرجة عجزت عن منافسته أشهر ماركات العطور العالمية وهو ما أكدته - أم عبدالله وحيد (45عاماً)من حي التواهي في عدن عند زيارة "الموقع بوست" لمنزلها المخصص غرفة منه لصناعة البخور العدني كمهنة احترفتها وعشقتها منذ 25عاماً ويقبل أصحاب المولات ومحلات بيع البخور على شراء أصناف البخور الذي تصنعه أم عبدالله في منزلها بمساعدة بقية أفراد أسرتها.

 

 

في حديثها لـ "الموقع بوست" تقول أم عبدالله، إن صناعة البخور العدني ربما تكون المهنة التقليدية الوحيدة التي بقيت محافظة على شهرتها وحضورها ولم تطمرها تطورات الزمن كغيرها من المهن.

 

تقوم طريقة صنع البخور العدني على خلط السكر المغلي بالماء بحيث تكون مقادير السكر والماء متساوية حسب كمية الطبخة المطلوبة، العود المطحون والظفري والعفص ودهن الورد، لتصبح كالمسحوق.

 

 

 بعد ذلك تطبخ تلك المكونات على نار هادئة لوقت يتراوح بين 20 و30 دقيقة، ثم تقسم إلى قطع صغيرة وتوضع الخلطة في قوالب معدنية أو بلاستيكية تحت الهواء مغطاة بغلاف القصدير حتى تتحول إلى مادة صلبة ثم تتم تقطيعها ووضعها في علب بلاستيكية وتصبح جاهزة للبيع.

 

 يمكن إضافة مواد أخرى إلى طريقة صنع البخور العدني كالمسك وعطر عبد النبي الخام.

 

 

من جانبها فاتن جلال إحدى نساء عدن الشهيرات بصناعة وبيع البخور عبرت لـ "الموقع بوست" أثناء زيارتها إلى محل "كشن" بخليج مول في حي كريتر عن سعادتها للطلب المتزايد على شراء البخور محلياً وخارجياً لجودته وشهرته، حيث يزداد الطلب على البخور العدني في دول الخليج العربي، خصوصا  الإمارات العربية المتحدة، ودول القرن الأفريقي كجيبوتي وإثيوبيا والسودان ومصر.

 

أنواع البخور العدني

 

يتعدد البخور العدني حسب الطلب فهناك البخور السلطاني والبخور العرائسي والبخور الملكي وهي أشهر أنواع البخور العدني، ويعد البخور السلطاني الأكثر شهرة وجودة والأغلى سعرا بين اصناف البخور تلك نظرا لكثرة تركيز المواد الأساسية فيه مثل  العود الجيد ،والعطور الممتازة.

 

 

ابراهيم القباطي صاحب محل لبيع العطور في خور مكسر يقول إن البخور العدني يحتل الصدارة في قائمة المبيعات في محله، جودته وشهرته وتمثل شريحة النساء المتزوجات تحديداً بنسبة تتجاوز ال 80%من الزبائن الذين يأتون لشراء العطور والبخور ،وخصوصاً في الأعياد، ومناسبات الزفاف، فالبخور عنصر مهم وأساسي لكل لحظة سعيدة.

 

في حديثه لـ"الموقع بوست " يشير القباطي إلى أن صناعة البخور مهنة عدنية عريقة تمارسها النساء في المنازل، وهي حرفة جديرة بالدعم والتشجيع.

 

استخدامات البخور

 

أم معنز (36 عاماً) هي الأخرى تقول إن استخدام البخور عادة يومية متوارثة لدى نساء عدن بسبب حرارة الجو والرطوبة تحتم على المرأة استخدام الطيب والروائح العطرية، ويعد البخور ترجمان لمشاعر وأحاسيس المرأة ويعمل على اضفاء جوا من الألفة والسرور على المناسبات الإجتماعية المختلفة كالأعراس والخطوبة، وبعد الولادة.

 

 

تضيف أم معتز بالقول "المرأة العدنية عند انتهاء مدة الأربعين يوما بعد الولادة تقيم حفلة صغيرة وتلبس أجمل ما لديها من ثياب وتقوم بتبخير نفسها كإيذان لزوجها بأنها جاهزة لاستقباله، وكذلك مساءات الخميس، من كل أسبوع حيث تتجاوز روائح البخور جدران المنزل إلى كل أرجاء الحي.

 

لا يوجد تأصيل تاريخي لبداية اشتغال نساء عدن بصناعة البخور، بيد أن الشهرة والمكانة وكذلك الجودة والإقبال كل ذلك يدل على أن البخور العدني مكون أساسي من شخصية المرأة العدنية وثقافتها الاجتماعية، وشريك لابديل عنه لكل لحظة فرح.

 

 

 


التعليقات