غضب يمني وتنديد تركي بعد اعتداء الحوثيين على نصب تذكاري لتركيا في صنعاء
- رصد خاص السبت, 12 مارس, 2022 - 11:31 مساءً
غضب يمني وتنديد تركي بعد اعتداء الحوثيين على نصب تذكاري لتركيا في صنعاء

[ جدل واسع اثر اعتداء الحوثيين على النصب التذكاري للشهداء الأتراك بصنعاء ]

أثار اعتداء جماعة الحوثي على النصب التذكاري للشهداء الأتراك في العاصمة صنعاء سخطا يمنيا واسعا وجدل بين أوساط اليمنيين.

 

وأقدمت جماعة الحوثي صباح اليوم السبت بالاعتداء على النصب التذكاري التركي، الكائن في محيط وزارة الدفاع، خارج سور صنعاء القديمة.

 

وأظهرت مشاهد تداولها نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة آلية ثقيلة برفقة مسلحين حوثيين هدم النصب التذكاري، الذي تعرض لأضرار جراء الاعتداء الاستفزازي.

 

وأدانت الخارجية التركية بشدة الاعتداء الغادر الذي نفذه الحوثيون على النصب التذكاري لمقبرة الشهداء الأتراك في صنعاء.

 

وقالت الوزارة في بيان: "ندين بشدة الاعتداء الغادر الذي نفذه عناصر الحوثي على النصب التذكاري لمقبرة الشهداء الأتراك صباح يوم 12 مارس/ آذار ، والذي تسبب بأضرار في المقبرة".

 

 

وأكد البيان أن "الإرث التركي في اليمن يعد رمزا للتاريخ المشترك والعلاقات المتجذرة معه، وعدم احترامه أمر غير مقبول".

 

وقال الرئيس التركي السابق عبدالله غول "أحزنني بشدّة مشهد تخريب النصب التذكاري للشهداء الأتراك في صنعاء على يد المتمرّدين، والذي حضرت افتتاحه عام 2011 أثناء زيارتي لليمن لتخليد ذكرى الآلاف من شهدائنا الذين تركناهم في صحاري اليمن".

 

 

وأضاف "أنا واثق من أن الشعب اليمني سيُصلح هذه الإساءة".

 

يشار إلى أن النصب التذكاري، أفتتح في العام 2011، أثناء زيارة الرئيس التركي السابق عبدالله جول، تخليدا لذكرى الجنود الأتراك الذين قتلوا على تراب اليمن، كما أقيم النصب في المنطقة التي تضم الإرث التركي والثكنات العثمانية السابقة، تخليدا لذكرى الجنود الذين فقدوا حياتهم في اليمن على مدى 400 عاما.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين بتلك الاعتداء كونه تعدٍ على رمزية مشتركة أقيمت بتنسيق دولتين ارتبطتا حينها بمصالح مشتركة.

 

وفي السياق تساءل الكاتب الصحفي حسين الوادعي بالقول : هل تدمير الرموز التاريخية تصفية حساب مناسبة مع "الغزاة"؟

 

 

وقال "حتى أشد خصوم الحوثي سياسيا طبلوا لهم اليوم لأنهم هدموا النصب التذكاري للجنود الاتراك في فترة ما سماه "الاحتلال العثماني لليمن".

 

وأضاف: لماذا إذا لا نستكمل المسيرة ونهدم العرضي وباب اليمن وبير العزب وجامع البكيرية وثلث صنعاء القديمة التي استحدثت أو جددت في العصر العثماني؟ ولماذا لا نهدم قلعة القاهرة وآثار الرسوليين وهم غزاة آخرون في عرف البعض؟ متابعا "والأيوبيون أيضا، وهم من  أصول كردية حكموا اليمن فترة بسم الفتح والجهاد كالرسوليين وغيرهم!

 

 

حتى أشد خصوم الحوثي سياسيا طبلوا لهم اليوم لأنهم هدموا النصب التذكاري للجنود الاتراك في فترة الاحتلال العثماني لليمن! هل...

Posted by Hussein Alwaday on Saturday, March 12, 2022

 

وأردف الوادعي "لنتبع سردية الأقيال ونهدم كل آثار الإمامة من مساجد وقلاع ومدارس دينية، ولننتقل إلى قباب الأولياء واضرحتهم بعد إسباغ صفة الغزاة عليهم".

 

وأستدرك "ليس للعلاقة التطهيرية مع التاريخ أي علاقة بالوطنية ورفض الغزو، مشيرا إلى أن الحركات الدينية كطالبان وداعش والحوثي لا ترى إلا تاريخها الخاص. وتراه تاريخا إلهيا مقدسة وكل ما عداه جاهلية يجب أن تهدم.

 

وقال "اليمن تركيب من طبقات تاريخية متراكمة. لو قررنا تصفية هذه الطبقات من معينية وحميرية وسبئية واسلامية ورسولية وأيوبية وصليحية وقاسمية وتركية فما الذي سيتبقى غير أوهام التطهير والنقاء". مستطردا بالقول "النقاء النازي على قاعدة المحو الكامل وإعادة بناء هوية وهمية نقية يحددها صاحب السيف المغروز في الرقبة".

 

من جانبه يرى الناشط عبداالله الشماحي أن "هدم الكهنوت الإمامي المتخلف، للنصب التذكاري التركي في صنعاء ، له دلالتان".

 

وقال إن الدلالة الأولى: إنكار للجميل، فلولا أن العثمانيين سلموا اليمن للإمام يحيى، لما تمكن الإمام من حكم اليمن، وخاصة مناطق تهامة وكذا جنوب الوسط، لأن مظلة دولة الخلافة جعلت اليمنيين بكافة أطيافهم يحترمون قرار عاصمة الخلافة. ولهذا السبب، فإن الحركة الوطنية اليمنية ضد الإمام يحيى، لم تنهض إلا بعد انهيار دولة الخلافة العثمانية، وزوال تلك المظلة التي كان الإمام يقع في إطارها من خلال حكم يشبه الحكم الذاتي في اليمن.

 

وأشاف "من المعلوم أن الإمام يحيى عند دخوله صنعاء، لم يملك "الكوادر"، التي تدير الدولة، فلولا الكوادر العثمانية من يمنيين وأتراك، لكان اليمن في حال أسوأ، مع مجاميع "المُبَردَقين" الجهلة ، من أتباع الإمام".


 

 

هدم الكهنوت الإمامي المتخلف ، للنصب التذكاري التركي في صنعاء ، له دلالتان؛ الأولى: إنكار للجميل ، فلولا أن العثمانيين...

Posted by Abdullah Al-Shamahi on Saturday, March 12, 2022

 

والدلالة الثانية بنظر الشماحي أن العثمانيين عبر تأريخهم، كانوا العصى الغليظة المسلطة على الوحشية الصفوية الشيعية المتخلفة التي تمكنت من الهيمنة على رقة واسعة من بلاد فارس، بالعنف وسفك الدماء بل وتشييعها بالقوة ، وأمتد الصفويون وقتها نحو العراق".

 

واعتبر موقف الكهنوت الإمامي في صنعاء اليوم، هو اجترار  لذلك الحقد اليوم ضد الأتراك وماضيهم القوي في مواجهة المد الشيعي الكهنوتي المتخلف.

 

الناشط بلال أحمد علق بالقول "النائحون على النصب العثماني، اختشوا قليلا، نحن في زمن الدول الوطنية. أما الإخوة غير النائحين، فلا يضحكني عليهم أكثر من ادعاءاتهم بأن العثمانيين كانوا محتلين وأن اليمنيين قاتلوهم، كذب وافتراء".

 

وتابع "الذين قاتلوا الأتراك كانوا أنصار ما يسمى بالإمام يحيى، وكان قتالهم يرتكز على مشروعه السلالي المذهبي الكهنوتي الظالم، وليس على مشروع وطني، وهم أنفسهم من كانوا يقومون بحملات التنافيذ والخطط ضد إخوانهم اليمنيين كفار التأويل".

 

 

النائحون على النصب العثماني، اختشوا شوية، نحن في زمن الدول الوطنية. أما الإخوة غير النائحين، فلا يضحكني عليهم أكثر من...

Posted by Bilal Ahmed on Saturday, March 12, 2022

 

 وأضاف "كلنا نعرف أن الحاميات العثمانية كانت ثلاثاً، وإذ قاتل الزيود حامية صنعاء، فالوضع كان غير ذلك مع حاميتي تعز والحديدة". متابعا "في تعز ناشد المواطنون الأتراك عدم إلحاقهم بصنعاء، وقد خذلوهم الأتراك. أما في الحديدة فالقصة الطريفة التي حدثت مع احتلال الإنكليز للمدينة تدحض بصدق محاولات وصم العثمانيين بالمحتلين خصوصاً في غياب مفهوم المشروع الوطني الذي لم يكن يخطر ببال الناس بعد".

 

واستدرك بلال "جمع الإنكليز وجهاء وأعيان المدينة وكان سؤالهم كالتالي: من تريدونه حاكماً لكم، الإدريسي، أم الإمام يحيى. كان الرد رائعاً: الأتراك. وبعد إصرار الإنكليز وتسليم الحديديين باستحالة عودة الأتراك كان اختيارهم أيضا رائعا: الانضمام لملك مصر".

 

وختم الناشط بلال منشوره قائلا: "الله يرعى الدولة العثمانية بخير، مشروع انتهى ولم يعد خياراً جيداً ولا مقبولاً التفكير في إحيائه الآن. نحن في زمن البحث عن دولة وطنية يمنية بجد، مشروعنا المؤجل منذ رحيل الأتراك".

 

في حين كتب الصحفي محمد التويجي "الحوثية جماعة خارجة من كهوف ما قبل التاريخ، تقوم على فكرة الأحقية المسنودة بتأييد إلهي في الحكم وهي تنضوي في إطار تنظيم مسلح يمارس التوسع بالعنف ويرتكب أعمال قتل على الهوية والمعتقد والرأي والقناعة السياسية".

 

 

وقال: ما فعله الحوثي في صنعاء هو حقد تاريخي أورثته له الإمامة "بيت حميد الدين"

 

 

 

  


التعليقات