قصة موجه الكيمياء الذي اغتالته صواريخ المليشيا لحظة مناجاة مع ربه
- وئام الصوفي - خاص السبت, 14 مايو, 2016 - 09:12 مساءً
قصة موجه الكيمياء الذي اغتالته صواريخ المليشيا لحظة مناجاة مع ربه

[ منزل الحداد بعد سقوط صاروخ عليه ]

فاق الأستاذ، محمد عبد الوهاب الحداد، عميد موجهي مادة الكيمياء والعلوم بتعز، الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف ليل الإثنين، الموافق 21 مارس 2016، للصلاة، وفاقت زوجته لإعداد السحور له ليصوم ذلك اليوم، إلا أن صاروخ أطلقته المليشيا، حال بينه وبين تناول سحوره.
 
فلقد سقط صاروخ كاتيوشا غادر على مبنى بنك التضامن الاسلامي في شارع جمال وسط مدينة تعز، فأصاب منزل الحداد المجاور للبنك، ما أدى إلى وفاته لحظة كان مقبلا عن ربه مناجيا إياه.
 
اختلطت دماء الأستاذ محمد عبد الوهاب الحداد، بسجادة صلاته، حيث كان يصلي صلاة الليل، قبيل السحور، جراء سقوط صاروخ أطلقته المليشيا على منزله، متسببا في وفاته.
 
وفي هذا السياق، قامت، الأخت أروى غلاب بزيارة أسرة الشهيد التربوي عميد موجهي مادة الكيماء والعلوم في تعز محمد عبدالوهاب الحداد، الذي استشهد ليلة الاثنين الموافق 21 - مارس – 2016.
 
وتحدثت غلاب لـ(الموقع)، عن الزيارة، وعن الأستاذ الحداد، وما سمعته من معارفه عنه، وعن أخلاقه وتدينة، حيث أشارت إلى أنه كان ملاكا اختطفه هذا الصاروخ الغادر من بين يدي ربه وهو واقف يصلي، بعد أن أوصى زوجته بأن تعد له السحور لكي يصوم الاثنين وهو لا يعلم ما تعد له ميليشيات الحوثي وصالح الغادرة.
 
وأضافت: "محمد عبدالوهاب الحداد، كان نقي السريرة وحسن السيرة، عميق التأمل ومربي فاضل، كان يصوم يوم الاثنين والخميس والأيام البيض، وربى أولاده تربية حسنة على الأخلاق والصفات النبيلة، فضلا عن حرصه على تعليمهم، ليكونوا في خدمة الوطن مستقبلا".
 
واستطردت غلاب قائلة: "ولقد نجح في ذلك، حيث أصبح ثلاثة من أبناءه يحملون شهادة الدكتوراه، وهم الدكتور عبدالباسط الحداد، والدكتور أنس الحداد والدكتور طارق الحداد، في حين لا تزال ابنته تدرس الطب، في جامعة صنعاء"، مشيرة إلى أن حادثة استشهاده، كانت فاجعة لابنته وإخوانها، سيما أنه صادف أول أيام امتحاناتها الجامعية.
 
(الموقع)، التقى أيضا، بامرأة عجوز، تسجن مع زوجها المعاق حركيا، في المسجد المجاور لمنزل الشهيد الحداد، والتي قابلتنا بالدموع، حزنا عليه، فلقد كان يزودها وزوجها بالوجبات الثلاث، كل يوم، معلقة بمرارة على فقدان جارها الطيب بالقول: "علي عبدالله صالح أكل الوطن والان رجع يقتل المواطنين".
 
الجدير بالذكر أن صواريخ الكاتيوشا والقذائف لم تكن السبب الوحيد لسفك الدماء في تعز، إذ ثمة أسباب ووسائل أخرى تستخدمها المليشيات، منها القناصة، الذين لا يفرقون بين صغير وكبير.
 
وفي مواجهة كل ذلك الموت، القابع في أزقة تعز، على يد المليشيات، يزداد أبناء مدينة تعز اصراراً على سرعة الحسم، وفك الحصار وتطهير المدينة من تلك المليشيا الإرهابية.
 
 


التعليقات