الزبيدي بائع الفحم والتمباك.. اختفاء مفاجئ يُحيّر الأهالي في تعز (تقرير)
- تعز - أكرم ياسين الاربعاء, 14 ديسمبر, 2022 - 12:01 صباحاً
الزبيدي بائع الفحم والتمباك.. اختفاء مفاجئ يُحيّر الأهالي في تعز (تقرير)

[ المحل الخاص بقاسم الزبيدي، في مدينة التربة ]

مائة يوم مرت حتى السبت على اختفاء المواطن قاسم أحمد حسن الزبيدي (38عاماً) في ظروف غامضة من محله التجاري في وسط مدينة التربة جنوب غرب محافظة تعز وسط اليمن دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من الوصول ولو لمؤشرات تفك فزورة اختفاء الزبيدي المفاجئة من محله، الذي يمارس فيه بيع الفحم والتمباك منذ ما يقارب عشرين عاماً ولا يبعد عن إدارة الأمن في المدينة مسافة لا تزيد عن مائة متر.

 

"الموقع بوست" زار مدينة التربة وطرح ذات الأسئلة المعلقة على شفاه سكان المدينة والرأي العام، عن دوافع وملابسات اختفاء ابن مدينة زبيد بعد عشرين عاما لحياة صُبغت بتنمباك الود وفحم الطيبة.

 

كغيره ممن عرفوا قاسم الزبيدي لسنين طويلة يجهل شقيقة إبراهيم أحمد الزبيدي أسباب اختفاء شقيقه بصورة مفاجئة.

 

أسباب مجهولة

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول إبراهيم "منذ أن قدم شقيقي قاسم إلى مدينة التربة بحثا عن مصدر رزق كريم قبل عشرين عاماً وهو يقوم بنشاطه التجاري المتواضع في بيع الفحم والتمباك (التبغ) يحظى بسمعة حسنة ولا توجد لديه أي خلافات أو خصومات مع من تعاملوا معه أو عرفوه وليس لديه أي نشاط سياسي من أي نوع".

 

وحول سؤالنا له عن دور إدارة أمن مديرية الشمايتين في القيام بواجبها تجاه قضية اختفاء شقيقه؟ اجاب قائلاً: "إدارة الأمن اكتفت بضبط العامل مروان المقطري الذي يعمل مع شقيقه في المحل ومشتبه بهم آخرين أفرجت عنهم النيابة بضمانة حضورية.

 

وعن حقيقة تعرضه لعملية تهديد من قبل مساعد مدير الأمن فارس العزي، أكد إبراهيم حصول عملية التهديد وأنه يتعرض لضغوط وإرهاب وتمييز لمنعه من متابعة مصير شقيقه.

 

وطالب إبراهيم إدارة أمن المديرية والنيابة ووجهاء ومشايخ مديرية الشمايتين والناشطين الحقوقيين والمنظمات الانسانية مساعدته في العثور علي شقيقه، كونه من محافظة الحديدة ولا يعرف أحداً في مدينة التربة.

 

الشكوى المقدمة من شقيق الختفي لوكيل نيابة التربة بمساعد مدير أمن المديرية الذي قام بتهديده

 

في شكواه المقدمة لوكيل نيابة التربة في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري أوضح إبراهيم الزبيدي أنه تعرض لتهديد لفظي من مساعد مدير أمن مديرية الشمايتين الغرض منها بحسب ما شكا لوكيل النيابة إرهابه وتخويفه عن مواصلة البحث عن مصير شقيقه.

 

الأمن يهدد شقيق الزبيدي

 

ولمعرفة الخطوات التي قامت بها إدارة أمن مديرية الشمايتين في عملية البحث والتحري لكشف طلاسم قضية اختفاء قاسم الزبيدي من وسط مدينة التربة المكتظة بالحركة على مدار الساعة وحقيقة تهديد مساعد مدير الأمن لشقيق المختفي حاولنا التواصل مع مدير أمن المديرية العقيد عبدالله الوهباني إلا أنه لم يرد فتوجهنا باستفسارنا لنائبه الرائد معاذ المعمري الذي أفاد بالقول "عند تلقِينا بلاغاً بقضية الاختفاء، قمنا بضبط مروان المقطري العامل في المحل أملا في الوصول لأدلة أو مكالمات أو رسائل في هاتفه تؤدي إلى معرفة مصير المختفي قاسم الزبيدي وأخذنا أقواله وأرسلنا ملف القضية إلى النيابة.

 

وأردف المعمري "قمنا باستجواب زوجة قاسم الزبيدي السابقة، وبعد ذلك أحلنا ملف القضية مع المتهمين إلى النيابة، وبحسب الرائد المعمري لا يوجد للمختفي قاسم الزبيدي أي سوابق جنائية ولم يعرف عنه ممارسة أي نشاط خارج عمله التجاري مطلقاً، فهو معروف للجميع بالطِيبة والسيرة الحسنة.

 

وعن سؤال "الموقع بوست" عنما اذا كانت إدارة الأمن قد قامت بتفتيش منازل المشتبه بهم والتحقيق مع أهاليهم وجيرانهم خصوصاً أننا علمنا أن هناك خلافاً ماليا طرأ في الفترة الأخيرة بين قاسم الزبيدي والعامل مروان المقطري الذي كان يدير المحل؟ أكد أن أمر التفتيش يحتاج إذناً من النيابة لذلك اكتفوا بالتحقيق مع المشتبه بهم وإرسالهم الى النيابة التي افرجت عنهم بالضمان.

 

وعن حقيقة تعرض إبراهيم الزبيدي شقيق المختفي قاسم لعملية تهديد من قبل فارس العزي مساعد مدير الأمن كما تؤكد شكواه لوكيل النيابة؟ نوه المعمري إلى أن جميع المتهمين بقضايا جنائية كالسرقات وغيرها يشكون بضباط وأفراد الأمن أنهم هددوهم.

 

إجابة نائب مدير الأمن التي ساوت بين المتهمين في قضايا جنائية وشقيق المجني عليه تكشف الاستخفاف الكبير الذي تتعامل به إدارة الأمن مع قضايا المواطنين.

 

في ذات السياق حمل الناشط سمير الزريقي إدارة الأمن مسئولية كشف ملابسات اختفاء الزبيدي من محله التجاري القريب من إدارة الأمن في مدينة التربة.

 

وأضاف الزريقي في حديث لـ "الموقع بوست" مر على اختفاء الزبيدي أكثر من ثلاثة أشهر فشلت خلالها إدارة الأمن في العثور ولو على بصيص أمل قد يؤدي لمعرفة مصير قاسم الزبيدي ومن يقفون وراء عملية اختفائه المفاجئة.

 

وأبدى استغرابه من قيام إدارة الأمن بسرعة إغلاق ملف القضية مكتفية بإجراءات شكلية لإزالة العتب، متسائلاً هل لأن المختفي الزبيدي الذي ينتمي لمحافظة الحديدة لا توجد خلفه قبيلة أو نافذين يستخدمون نفوذهم للضغط على إدارة الأمن للقيام بواجبها الكامل لكشف ملابسات قضية الإختفاء؟

 

ودعا الجهات الحكومية والوجاهات والإعلاميين والناشطين إلى جعل قضية اختفاء الزبيدي قضية رأي عام وتشكيل فريق حقوقي يتابع قصيته كون أسرته فقيرة وشقيقه ولا يملكان الإمكانيات والنفوذ الكافيان لكشف دوافع عملية الاختفاء ومن يقف ورائها، حسب تعبيره.

 

 اختفى قاسم أحمد حسن الزبيدي من وسط مدينة التربة بعد عشرين عاماً عاشها قاسم في المدينة التي لم يترك فيها غير محلاً تجارياً متواضعاً وسيرة ثرية بدماثة الخُلق وحُسن المعشر، كما أخبرنا جميع من التقيناهم من أصحاب المحلات التجارية المجاورة لمحل قاسم الزبيدي وكل ومن عرفوه.

 

اختفى قاسم الذي كان يعيش وحيدا بعد انفصاله عن زوجته تاركاً أهالي مدينة التربة والرأي العام غارقين في حيرة البحث عن مصير قاسم الذي تبين أن لا شيء لديه أو خطورة يمثلها يستدعيان اخفائه طوال هذه المدة دون أثر لمصيره حتى اللحظة.


التعليقات